
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طربـتُ إلـى المعسـكر بالشـآم
ومشــيي بيــن أطنـابِ الخيـام
لـــدى بيـــضٍ قـــوادمهنَّ تهفــو
تلـوحُ لنـاظري مثلَ الحمام
كـــأن الأرض أدحــيُّ إذا مــا
حكــتْ بخيامهــا بيـضَ النعـام
ولاحـت خيمـةُ السـلطانِ فيهـا
بحرمتهـــا كــبرقٍ فــي غمــام
حكـتْ وسـطى من الياقوتِ لما
بــدوا مثـل اللآلـئ فـي انتظـام
فتحكـي ربـوةً سـترتْ بنبـتِ الش
شـــقائقِ حيـــن لاح مــن الكمــام
عجبـتُ لهـا تـرى الآسادَ تبدي ال
خضـوعَ بهـا لـوافرةِ السـنام
إذا اصـطفت ظبـاءُ الـترك فيهـا
جفــوتَ لحســنهمْ كـل الأنـام
وإن شــبهتَ مالكهــا بليــثٍ
عجبـــتَ لأنـــس غـــزلانٍ قيــام
وكـم بـدرٍ بـأفقِ قبـاهُ يسـري
يجـــررُ ذيــلَ شــعرٍ كــالظلام
ويطعــنُ كــل قلــبٍ مـن هـواهُ
سـنانٌ جـاء مـن رمـحِ القـوامِ
ولــونُ عــذاره المخضـر أضـحى
لحمــرةِ خــده مثــل الفـدام
يخــــط لعاشـــقيه لا وصـــالٌ
ألــم تنظــر إلــى ألـف ولامِ
وإن جاءَ القتالُ رأيتَ يوم ال
ركــوب مــن الأعــاجيب العظـام
فكــم شــمسٍ تجــر هلالَ قـوسٍ
فترســلُ محرقــاً شــهب السـهامِ
وكـم فـي النقـع ظـبي فـوق طرف
كبــدر فــوقَ بــرق فـي ظلامِ
وكـم مـن مغفـر مـن فـوقِ خـدٍّ
بهــى كالحبــابِ علـى المـدامِ
وكــم يهــتز فيـه غـديرُ درعٍ
يســقّى غضــنَ بــانٍ مـن قـوام
وصــفتُ الكــوس لا تنســاهُ رعـدٌ
لــه قطـرٌ مـن النشـابِ هـام
ويقطــعُ مـرج عكـا كـل طلـبٍ
كرضــوى حيــنَ يطلــعُ أو شـمامِ
ويبـدو المـرجُ والرايـات صـفرٌ
تحــاكي لــونه غــبَّ الغمـامِ
تـرى حمـر البيـارق فيـه تبدي
عجاجـاً كالـدخانِ علـى الضرامِ
وإن صـفرٌ بـدتْ لـك فـي عجاجٍ
رأيـت التـبر يسـكنُ فـي الرغام
ووقــتَ الزحـفِ تنظـرُ كـل ليـثٍ
لـــديه ســيفه كالنــابِ دام
إذا مـا قـالَ كـم حطمـت ألفاً
فــإن القـولَ مـا قـالتْ حـذامِ
ويعــذر رمحــه إن مـاسَ سـكراً
ألـم يكـرع مـن الدم في مدام
وعكـا قـد حكـتْ بكـراً شموسـاً
تســدُّ ففتحهــا صــعبُ المـرامِ
وخنــدق عســكرِ الإفرنــجِ يحكـي
عليـه الخيـلُ دراً فـي نظـام
تــراه خلفـه الكومـانُ يبـدو
كمنطقـــة علـــت ردفـــى غلام
وخيـلُ الشـركِ تركـضُ خلفـه في
ذيــولِ خيــامهنَّ علـى الـدوامِ
يــثرن إذا ركضـنَ عليـه نقعـاً
بلا فعــل حكــى سـحبَ الجهـامِ
وكـم مسـتأمن قـذْ فـرَّ منهـمْ
لأجــلِ الجــوعِ أو طـولِ المقـامِ
وكــمْ مـن فـارس منهـم قـتيلاً
ولا قــبرٌ لــه غيــرُ القتــام
إذا قصـفُ الرمـاح عليه لاحتْ
بـدا مثـلَ الحريـص علـى الحطـام
أظــنُّ اللــه مــا أفنـاهُ إلا
بســيفِ علــيٍّ الملــكِ الهمـام
هـو الملـكُ الجسيمُ البأسِ أضحى
يقــارنه مـع النعـم الجسـام
هـو البـدرُ الـذي مـا زال يـدني
شـهاب الرمحِ أو برق الحسام
تـراه سـافراً فـي الحـربِ لكـن
يلـوحُ مـن العجاجـةِ فـي لثام
إذا زفــتْ إليــه عــروسُ حــربٍ
جفـا فـي وصـلها طيبَ المنام
وســؤددُ نفسـه مـا زال يـزري
بمـا قـد جـازَ منـه علـى عصامِ
أيــا ملـكَ الملـوك ولا أحاشـي
ويــا خيـر الأنـام ولا أحـامي
عجبــتُ لنـار عزمـكَ كيـف تبقـى
ولا تطفـى وبحـرُ نـداكَ طـامي
وأعجـبُ منـه أمـنُ النـاسِ لما
رأوكَ وأنــت كـالليثِ المحـامي
يحـلُّ الـدرُّ فـي الحصـباءِ قدراً
محلـك إذا تضـافُ إلـى الكرام
ومــن ســواكَ فضـلاً مـع مليـكٍ
كمـنْ سـوى الحسـام مـع الكهام
وهـل نجـمُ السها في الجو نوراً
يقـاس ببهجـة البـدر التمـام
وقـد سـيرتُ نحـوكَ بنـتَ فكـري
عروســاً مـا تـزفُّ إلـى اللئام
لقــد وشــحتها بحلـى المعـاني
كمــا ألبســتها حلـل الكلام
وقــد أتبعتهـا أيضـاً كتابـاً
بعثـتُ بـه إلـى الهمم السوامي
أتـى ليسـوق لـي سحبَ العطايا
كفعـل الريـح بـالغيثِ الرهـام
فعجـلْ لـي بجـودكَ يا مليكَ ال
أنــامِ فقـد أطلـتُ لـه مقـامي
ودونـــك فاســتمع ســحراً حلالاً
أتـى يلهـي عـن السحر الحرام
فخيــرُ الشـعر أكرمـه رجـالاً
وشــر الشــعر أقــوالُ الطغـام
وعــش لا زلـتَ مجتنـب الرزايـا
ودمْ لا زلــتَ مرعــيَّ الــذمام
علي بن ظافر بن حسين الأزدي الخزرجي، أبو الحسن جمال الدين: وزير مصري، من الشعراء الأدباء المؤرخين مولده ووفاته في القاهرة، ولي وزارة الملك الأشرف مدة، وصرف عنها، فولي وكالة بين المال، ثم اعتزل الأعمال، من كتبه " بدائع البدائه - ط " والدول المنقطعة - خ " أربعة أجزاء، قال ابن قاضي شهبة: وهو كتاب مفيد في بابه جدا، و " ذيل المناقب النورية - خ " و " شفاء الغليل في ذم الصاحب والخليل " اختصره السيوطي وسماه"الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب - ط " رسالة و " أساس السياسة " و " أخبار ملوك الدولة السلجوقية " و " أخبار الشجعان - خ " وغير ذلك. وشعره رقيق(عن الأعلام للزركلي)