
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى
وَصــــَوَّتَ إِنســـانٌ فَكِـــدتُ أَطيـــرُ
يَــرى اللَــهُ إِنّــي لِلأَنيــسِ لَكـارِهٌ
وَتُبغِضـــُهُم لـــي مُقلَـــةٌ وَضـــَميرُ
فَلِلَّيــلِ إِن وارانــي اللَيــلُ حكمُـهُ
وَلِلشـــَمسِ إِن غـــابَت عَلَــيَّ نُــذورُ
وَإِنّــي لَأســتَحيي مِــنَ اللَـهِ أَن أُرى
أُجَـــرِّرُ حَبلاً لَيـــسَ فيـــهِ بَعيـــرُ
وَأَن أَســأَلَ المَــرءَ اللَئيـمَ بَعيـرَهُ
وَبَعـــرانُ رَبّــي فــي البِلادِ كَــثيرُ
لَئِن طــالَ لَيلــي بِــالعِراقِ لَرُبَّمـا
أَتـــى لِــيَ لَيــلٌ بِالشــَآمِ قَصــيرُ
مَعــي فِتيَــةٌ بيــضُ الوُجـوهِ كَـأَنَّهُم
عَلــى الرَحـلِ فَـوقَ الناعِجـاتِ بُـدورُ
أَيـــا نَخلاتِ الكَــرمِ لا زالَ رائِحــاً
عَلَيكُـــنَّ مُنهَـــلُّ الغَمـــامِ مَطيــرُ
ســُقيتُنَّ مــا دامَــت بِكَرمـانَ نَخلَـةٌ
عَـــوامِرَ تَجـــري بَينَكُـــنَّ بُحـــورُ
ســُقيتُنَّ مــا دامَــت بِنجــدٍ وَشـيجَةٍ
وَلا زالَ يَســــعى بَينَكُــــنَّ غَـــديرُ
أَلا حَبِّـذا المـاء الَّـذي قابَـلَ الحِمى
وَمُرتَبِـــعٌ مَـــن أَهلِنـــا وَمَصـــيرُ
وَأَيّامُنــــا بِالمالِكِيَّــــةِ إِنَّنـــي
لَهُــنَّ عَلــى العَهــدِ القَـديمِ ذَكـورُ
وَيـــا نَخلاتِ الكَـــرخِ لا زالَ مــاطِرٌ
عَلَيكُــــنَّ مُســــتَنُّ الرِيـــاحِ ذَرورُ
وَمــا زالَــتِ الأَيّــامُ حَتّـى رَأَيتُنـي
بِــــدَورَقَ مُلقــــىً بَينَهُــــنَّ أَدورُ
تُــــذَكِّرُني أَظلالُكُــــنَّ إِذا دَجَــــت
عَلَـــيَّ ظِلالَ الـــدَومِ وَهـــيَ هَجيــرُ
وَقَــد كُنــتُ رَملِيـاً فَأَصـبَحتُ ثاوِيـاً
بِــــدَورَقَ مُلقــــى بَينَهُــــنَّ أَدورُ
وَقَــد كُنـتُ ذا قُـربٍ فَأَصـبَحتُ نازِحـاً
بِكَرمــــانَ مُلقــــى بَينَهُـــنَّ أَدورُ
وَنُبِّئتُ أَنَّ الحَـــيَّ ســَعداً تَخــاذَلوا
حَمــاهُم وَهُــم لَــو يَعصــِبونَ كَـثيرُ
أَطــاعوا لِفِتيــانِ الصـَباحِ لِئامَهُـم
فَــذوقوا هَــوانَ الحَـربِ حَيـثُ تَـدورُ
خَلا الجَـوفُ مِـن قُتّـالِ سـَعدٍ فَمـا بِها
لِمُستَصـــرِخٍ يَــدعو الثُبــورَ نَصــيرُ
نَظَـــرتُ بِقصـــرِ الأَبرَشـــِيَّةِ نَظــرَةً
وَطَرفـــي وَراءَ النـــاظِرينَ بَصـــيرُ
فَــرَدَّ عَلَـيَّ العَيـنَ أَن أَنظُـرَ القُـرى
قُــرى الجَــوفِ نَخــلٌ مُعــرِضٌ وَبُحـورُ
وَتَيهــاءُ يَــزوَرُّ القَطـا عَـن فَلاتهـا
إِذا عَســبَلَت فَــوقَ المِتــانِ حَــرورُ
كَفــى حَزَنــاً أنَّ الحِمـارَ بـنَ بَحـدَلٍ
عَلَـــيَّ بِأَكنـــافِ الســـَتّارِ أَميــرُ
وَأَنَّ اِبـنَ موسـى بـائِعَ البَقلِ بِالنَوى
لَــهُ بَيــنَ بــابٍ وَالســِتارِ خَطيــرُ
وَإِنّــي أَرى وَجــهَ البُغــاةِ مُقـاتِلاً
أُدَيـــرَةَ يَســـدي أَمرَنـــا وَيُنيــرُ
هَنيئاً لِمَحفـــوظٍ عَلــى ذاتِ بَينِنــا
وَلِاِبــــنِ لَـــزازٍ مَغنَـــمٌ وَســـُرورُ
أَنــاعيمُ يَحــويهِنَّ بِــالجَرَعِ الغَضـا
جَعـــابيبُ فيهـــا رِثَّـــةٌ وَدُثـــورُ
الأُحَيمِر السَعدي.شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان لصاً فاتكاً مارداً، من أهل بادية الشام.أتى العراق، وقطع الطريق، فطلبه أمير البصرة (سليمان بن علي ابن عبد الله بن عباس) ففّر فأهدر دمه، وتبرأ منه قومه.وطال زمن مطاردته، فحنّ إلى وطنه فنظم قصيدة حنين إلى الشام مطلعها:لئن طال ليلي بالعراق لربما أتى لي ليل بالشآم قصيروتاب بعد ذلك عن اللصوصية، ونظم أبياتاً في توبته، أوردها الآمدي نقلاً عن أبي عبيدة.