
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّــي أَرِقــتُ لِبَـرقٍ ضـافَني سـارِ
كَـأَنَّ فـي العَيـنِ مِنـهُ مَـسَّ عُـوّارِ
أَو حَـرَّ فُلفُلَـةٍ كـانَت بِهـا قَـذِيَت
لَمّـا بَـرى قِشرَها عَن حَرِّها الباري
إِنَّ الهُمـــومَ إِذا عادَتــكَ وارِدَةً
إِن لَـم تُفَـرِّج لَهـا وَرداً بِإِصـدارِ
كـانَت عَلَيـكَ سـقاماً تَسـتَكينُ لَـهُ
وَأَنصـــَبَتكَ لِحاجـــاتٍ وَإِذكـــارِ
فَصـِرتُ فـي السـِجنِ الحُرّاسُ تَحرُسُني
بَعــدَ التَلَصــُّصِ فـي بِـرٍّ وَأَمصـارِ
وَسـَيرِ حَـرفٍ تَجـوبُ اللَيـلَ جافِلَـةً
عَومَ السَفينَةِ في ذي اللُجَّةِ الجاري
يـا نَفـسُ لا تَجزَعـي إِنّـي إِلى أَمَدٍ
وَكُــلُّ نَفــسٍ إِلــى يَـومٍ وَمِقـدارِ
وَمـا يُقَـرِّبُ يَـومي مِـن مَـدى أَمَلي
فـاقَني حَيـاءَكِ تَرحـالي وَتِسـياري
إِنّــي إِلـى أَجَـلٍ إِن كُنـتِ عالِمَـةً
إِلَيـهِ مـا مُنتَهـى عِلمـي وَآثـاري
لِلَّـهِ أَنـتِ فَـإِن يَعصـِمكِ فَاِعتَصـِمي
وَإِن كَـذَبتِ فَحَسـبِيَ اللَـهُ مِـن جارِ
إِدعيــهِ ســِرّاً وَنــاديهِ عَلانِيَــةً
وَاللَــهُ يَعلَــمُ إِعلانـي وَإِسـراري
وَمـا السَعادَةُ في الدُنيا لِذي أَمَلٍ
إِنَّ السـَعيدَ الَّـذي يَنجو مِنَ النارِ
ســُقياً لِسـِجنِكَ مِـن سـِجنٍ وَسـاكِنه
بِديمَـةٍ مِـن ذَهـابِ المـاءِ مِـدرارِ
بِكُـــلِّ جَـــون رَوايــاهُ مُطَبِّقَــةٌ
واهـي العَزالـي مِنَ الجَوزاءِ جَرّارِ
وَقَــد دَعَــوتُ وَمــا آلـو لِأُسـمِعَهُ
أَبــا الوَليـدِ وَدونـي سـِجنُ دَوّارِ
فــي جَـوفِ ذي شـُرُفاتٍ سـُدَّ مَخرَجُـهُ
بِبــابِ سـاجٍ أَميـنِ القِفـلِ صـَرّارِ
أَدعــوهُ دَعــوَةَ مَظلـومٍ لِيَنصـُرَني
ثُـمَّ اِسـتَغَثَتُ بِـذي نُعمـى وَأَخطـارِ
أَشـكو إِلى الخَيرِ إِبراهيمَ مَظلَمَتي
فـي غَيـرِ جُـرمٍ وَإِخراجي مِنَ الدارِ
الــدَهرَ أَرسـُفُ فـي كَبـلٍ أُعـالِجُه
وَحَلقَــةٍ قــارَبوا فيهـا بِمِسـمارِ
أَدورُ فيــهِ نَهــاري ثُـمَّ مُنقَلِـبي
بِاللَيــلِ أَدهــمُ مَـزرورٌ بِـأَزرارِ
كَــأَنَّهُ بَيــنَ إِســتارَينِ قَــدَّهُما
ســُراةُ أَورَقَ مَطلِــيٍّ مِــنَ القـارِ
يـا أَقـرَبَ النـاسِ مِن حَمدٍ وَمَكرَمَةٍ
وَأَبعَـدَ النـاسِ مِـن ذَمٍّ وَمِـن عـارِ
وَأَعظَـمَ النـاسِ عَفـواً عِنـدَ مَقدَرةٍ
وَلَيــثَ غــابٍ عَلـى أَعـدائِهِ ضـارِ
وردٌ هِزَبــرٌ تُميـتُ القَـرنَ صـَولَتَهُ
وَضـــَمُّهُ بَيــنَ أَنيــابٍ وَأَظفــارِ
أَنعِــم عَلَـيَّ بِنِعمـى مِنـكَ سـابِغَةٍ
مِــن ســيبِ أَروعَ نفــاعٍ وَضــَرارِ
أَوفـى اليَمامَـةِ مَـن يَعلَـق بِذِمَّتِهِ
تَأَخُــذ يَــداهُ بِحَبـلٍ غَيـرِ خُـوارِ
جُحدُر المَحرِزي العُكَلي.شاعر من أهل اليمامة، كان في أيام الحجاج بن يوسف الثقفي، يقطع الطريق وينهب الأموال ما بين حجر واليمامة، فأمسكه عامل الحجاج في اليمامة وسجنه في سجن بها اسمه (دوّار) نظم فيه قصائد.