
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن مُنصـِفي مِـن مُحكِـمِ الكِتـابِ
شـــَمسُ العُلـــومِ قَمَــرُ الآدابِ
أَضــحى لِأَوصــافِ الكَلامِ مُحــرِزا
وَســامَ أَن يَلحَــقَ لَمّــا بَـرَزا
وَهــل يُجـارى السـابِقُ المُقَصـِّرُ
أَم هَـل يُسـاوي المُـدرِكُ المُعذرُ
مــا زالَ بـي عَـن غَـرضٍ مُعرِضـاً
وَلــي بِمــا يُصــدِرُهُ مُستَنهِضـا
فَتـــارَةً يَعتَمِـــدُ الخَطافـــا
بِبِـــدَعٍ تَســـتَغرِقُ الأَوصـــافا
وَتــارَةً يعنــي بِنَعــتِ القَبـجِ
مِـــن مَنطِقــي لِفَضــلِهِ مُحتَــجِّ
يَحـــومُ حَـــولَ غَــرضٍ مَعلــوم
وَمَقصـــَدٍ فــي شــِعرِهِ مَفهــومِ
حَتّــى تَجَلَّــت رَغــوَةَ الصــَريحِ
وَســـَلَم التَلويـــحُ لِلتَصــريحِ
وَصـــَحَّ أَنَّ البَبَّغـــاءَ مَقصــِدُهُ
بِكُــلِّ مـا كـانَ قَـديماً يُـوردُهُ
فَلَـــم يَــدَع لِقــائِلٍ مَقــالا
فيهـــا وَلا لِخـــاطِرٍ مَجـــالا
أَهـدي لَهـا مِـن كُـلِّ نَعتٍ أَحسَنَهُ
وَصـاغَ مِـن حُلـى المَعاني أَزيَنَهُ
أَحــالَ بِـالريشِ الأَشـيَبِ الأَخضـَرِ
وَبِــاِحمرارٍ طَوقَهــا وَالمُنســِرِ
عَلــى اِختِلاطِ الــرَوضِ بِالشـَقيقِ
وَأَخضـــَرَ المينــاءِ بِــالعقيقِ
تَزهــى بِــدَوّاجٍ مِــنَ الزُمُــرُدِ
وَمُقلَـــةٍ كَســـَبجٍ فــي عَســجَدِ
وَحُســـنُ مِنقــارٍ أَشــَمَّ قــاني
كَأَنَّمــا صــيغَ مِــنَ المُرجــانِ
صــَيَّرَها اِنفِرادُهـا فـي الحَبـسِ
بِنُطقِهــا مِــن فُصــَحاءِ الإِنــسِ
تَمَيَّــزَت فــي الطَيـرِ بِالبَيـانِ
عَــن كُـلِّ مَخلـوقٍ سـِوى الإِنسـانِ
تَحكــي الَّــذي تَسـمَعهُ بِلا كَـذِبِ
مِـن غَيـرِ تَغييـرٍ لِجَـدٍّ أَو لَعِـبِ
غِــذاؤُها أَزكــى طَعــام رَغَـدا
لا تَشـرَبُ المـاءَ وَلا تَخشى الصَدا
ذاتُ شـــُغىً تَحســـَبُهُ ياقوتــا
لا تَرتَضـــي غَيــرَ الأَرُزُّ قوتــا
كَأَنَّمــا الحبَــةُ فـي مِنقارِهـا
حَبابَــةٌ تَطفــو عَلــى عُقارِهـا
إِقـــدامها بِبَأســِها الشــَديدِ
أَســكَنَها فــي قَفَــصِ الحَديــدِ
فَهِــيَ كَخــودٍ فـي لِبـاسٍ أَخضـَرِ
تَـأوي إِلـى خَركاهَـةِ لَـم تستَتِر
وَوَصــفها المُعجِــزُ مـالا يُـدرَكُ
وَمِثلُــهُ فــي غَيرِهــا لا يُملَـكُ
لَـو لَـم تَكُن لي لَقَباً لَم أَختَصِر
لَكــن خَشــيتُ أَن يُقـالَ مُنتَصـِر
وَإِنَّمـــا تُنعـــتُ بِاِســـتِحقاقِ
لِوَصــفِها حــذقُ أَبــي إِســحاقِ
شـــَرَّفها وَزادَ فــي تَشــريفِها
بِحكــمٍ أَبــدَعَ فــي تَفويفِهــا
فَكَيـفَ أَجـزي بِالثَنـاءِ المُنتَخِبِ
مَن صَرفَ المَدحَ إِلى اِسمي وَاللَقَبِ
عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي، أبو الفرج المعروف بالببغاء.شاعر مشهور وكاتب مترسل، من أهل نصيبين اتصل بسيف الدولة ودخل الموصل وبغداد، ونادم الملوك والرؤساء.