
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ بَـانَ قَلْبُـكَ مِـنْ سـُلَيْمَى فَاشْتَفَى
ولَقَــدْ غَنِيــتَ بِحُبِّهــا فِيْمـا مَضـَى
أَبْلِــغْ أَبــا حُمْــرانَ أَنَّ عَشــِيرَتِي
نــاجَوْا وَلِلنَّفَـرِ الْمُنـاجِينَ التَّـوَى
بـــاعُوا جَــوادَهُمُ لِتَســْمَنَ أُمُّهُــمْ
وَلِكَــيْ يَــبيتَ عَلــى فِراشـِهِمُ فَتَـى
عِلْــجٌ إِذا مـا ابْتَـزَّ عَنْهـا ثَوْبَهـا
وَتَخامَصــَتْ قــالَتْ لَــهُ مـاذَا تَـرَى
لَكِـــنْ قَعِيـــدَةُ بَيْتِنـــا مَجْفُــوَّةٌ
بــادٍ جَنــاجِنُ صــَدْرِها وَلَهـا غِنَـى
تُقْفِـــي بِعِيشــَةِ أَهْلِهــا مَلْبُونَــةً
أَوْ جُرْشــُعاً عَبْـلَ الْمَحـازِمِ وَالشـَّوَى
مَــنْ كــانَ كــارِهَ عَيْشـِهِ فَلْيَأْتِنـا
يَلْــقَ الْمَنِيَّــةَ أَوْ يَـؤُوبَ لَـهُ غِنَـى
وَلَقَــدْ عَلِمْــتُ عَلـى تَجَنُّبِـيَ الـرَّدَى
أَنَّ الْحُصــُونَ الْخَيْـلُ لا مَـدَرُ الْقُـرَى
راحُــوا بَصــائِرُهُمْ عَلــى أَكْتـافِهِمْ
وَبَصــِيرَتِي يَعْــدُو بِهــا عَتَــدٌ وَأَى
نَهْــدُ الْمَراكِــلِ لا يَــزالُ زَمِيلُــهُ
فَـوْقَ الرِّحالَـةِ مـا يُبـالِي مـا أَتَى
أَمَّـــا إِذا اســـْتَدْبَرْتَهُ فَتَســـُوقُهُ
رِجــلٌ قَمُـوصُ الْوَقْـعِ عارِيَـةُ النَّسـَا
أَمَّـــا إِذا اسْتَعْرَضـــْتَهُ مُتَمَطِّـــراً
فَتَقُــولُ هَــذا مِثْـلُ سـِرْحانِ الْغَضـَا
أَمَّــــا إِذا اســـْتَقْبَلْتَهُ فَكَـــأَنَّهُ
بــازٌ يُكَفْكِــفُ أَنْ يَطِيــرَ وَقَـدْ رَأَى
إِنِّــي وَجَــدْتُ الْخَيْــلَ عِـزّاً ظـاهِراً
تُنْجِــي مِـنَ الْغُمَّـى وَيَكْشـِفْنَ الـدُّجَى
وَيَبِتْــنَ بِــالثَّغْرِ الْمَخُـوفِ طَوالِعـاً
وَيُثِبْــنَ لِلصــُّعْلُوكِ جُمَّـةَ ذِي الْغِنَـى
وَإِذا رَأَيْـــتَ مُحارِبـــاً وَمُســالِماً
فَلْيَبْغِنِــي عِنْـدَ الْمُحـارِبِ مَـنْ بَغَـى
وَخصاصـــَةُ الْجُعْفِــيِّ مــا صــاحَبْتَهُ
لا تَنْقَضــِي أَبَــداً وَإِنْ قِيـلَ انْقَضـَى
إِخْـــوانُ صــِدْقٍ مــا رَأَوْكَ بِغِبْطَــةٍ
فَـإِنِ افْتَقَـرْتَ فَقَـدْ هَـوَى بِكَ ما هَوَى
مَسـَحُوا لِحـاهُمْ ثُـمَّ قـالُوا: سالِمُوا
يا لَيْتَنِي فِي الْقَوْمِ إِذْ مَسَحُوا اللِّحَى
وكَتِيبَــــةٍ لَبَّســــْتُها بِكَتِيبَــــةٍ
حَتَّــى تَقُـولَ سـَراتُهُمْ: هَـذا الْفَتَـى
لا يَشــْتَكُونَ الْمَــوْتَ غَيْــرَ تَغَمْغُــمٍ
حَــكَّ الْجِمــالِ جُنُـوبَهُنَّ مِـنَ الشـَّذا
يَخْرُجْــنَ مِـنْ خَلَـلِ الْغُبـارِ عَوابِسـاً
كَأَصــابِعِ الْمَقْــرُورِ أَقْعَـى فَاصـْطَلَى
يَتَخالَســــُونَ نُفُوســـَهُمْ بِنَوافِـــذٍ
فَكَأَنَّمــا عَـضَّ الْكُمـاةُ عَلَـى الْحَصـَى
فَــإِذا شــَدَدْتُ شــَدَدْتُ غَيْــرَ مُكَـذِّبٍ
وَإِذا طَعَنْــتُ كَســَرْتُ رُمْحِـي أَوْ مَضـَى
مِــنْ وُلْــدِ أَوْدٍ عارِضــِي أَرْمــاحِهِمْ
أَنْهَلْتُهُمْـ، بـاهَى الْمُبـاهِي وَانْتَمَـى
يـــا رُبَّ عَرْجَلَـــةٍ أَصــابُوا خَلَّــةً
دَأَبُــوا وَحــارَ دَلِيلُهُـمْ حَتَّـى بَكَـى
بـــاتَتْ شــَآمِيَةُ الرِّيــاحِ تَلُفُّهُــمْ
حَتَّـى أَتَوْنـا بَعْـدَ مـا سـَقَطَ النَّـدَى
فَنَهَضـْتُ فِـي الْبَـرْكِ الْهُجُودِ وَفِي يَدِي
لَــدْنُ الْمَهَــزَّةِ ذُو كُعُــوبٍ كَـالنَّوَى
أَحْـــذَيْتُ رُمْحِــي عائِطــاً مَمْكُــورَةً
كَوْمــاءَ أَطْــرافُ الْعِضـاهِ لَهـا خَلَا
فَتَطـــايَرَتْ عَنِّـــي وَقُمْــتُ بِعــاتِرٍ
صــَدْقِ الْمَهَــزَّةِ ذِي كُعُــوبٍ كَـالنَّوَى
بــاتَتْ كِلابُ الْحَــيِّ تَســْنَحُ بَيْنَنــا
يَــأْكُلْنَ دَعْلَجَــةً وَيَشــْبَعُ مَـنْ عَفَـا
وَمِـــنَ اللَّيــالِي لَيْلَــةٌ مَــزْؤُودَةٌ
غَبْــراءُ لَيْــسَ لِمَــنْ تَجَشـَّمَها هُـدَى
كَلَّفْـــتُ نَفْســـِي حَــدَّها وَمِراســَها
وَعَلِمْــتُ أَنَّ الْقَـوْمَ لَيْـسَ بِهـا غَنَـا
وَمُنـــاهِبٍ أَقْصـــَدْتُ وَســْطَ جُمُــوعِهِ
وَعِشــارِ راعٍ قَــدْ أَخَـذْتُ فَمـا تَـرَى
ظَلَّـــتْ ســـَنابِكُها عَلَــى جُثْمــانِهِ
يَلْعَبْــنَ دُحْـرُوجَ الْوَلِيـدِ وَقَـدْ قَضـَى
وَلَقَــدْ ثَــأَرْتُ دِماءَنــا مِـنْ واتِـرٍ
فَـالْيَوْمَ إِنْ كـانَ الْمَنُـونُ قَدِ اشْتَفَى
بـانَ الْخَلِيـطُ ولَـمْ أُفَـارِقْ عَـنْ قِلىً
نَســِيَ الْحَبِيـبُ وفَـلَّ صـَبْوَتَهُ الْقِلَـى
إِنَّ الْمُحِـــبَّ إِذا جَفـــاهُ حَبِيبُـــهُ
فَكَفَـــى بِصـــُحْبَتِهِ عَنَــاءً لِلْفَتَــى
وَالْهَــمُّ مَــا لَــمْ تُمْضــِهِ لِسـَبِيلِهِ
لَيْـسَ الْمُفَـارِقُ يَـا أُمَيْـمَ كَمَـنْ نَأَى
أَمَـــلٌ تَبَــوَّأَ فِــي مَنَــازِلِ ذِلَّــةٍ
وَالْمَيِّتُــونَ شـِرارُ مَـنْ تَحْـتِ الثَّـرَى
أَحْيَـــاؤُهُمْ عَـــارٌ عَلَــى مَوتَــاهُمُ
ومَتَــى تُفَــارِقْهُمْ تُفَـارِقْ عَـنْ قِلَـى
وإِذَا تُصـــَاحِبُهُمْ تُصـــَاحِبُ خَانَـــةً
وإِذَا عَـــوَى ذِيْــبٌ بِصــَاحِبِهِ عَــوَى
لا يَفْزَعُــونَ إِلَــى مَخَافَــةِ جَــارِهِمْ
أَمْ هَــلْ لِحَتْــفٍ رَاصــِدٍ مِـنْ مُنْتَـأَى
هَـلْ فِـي السـَّمَاءِ لِصـَاعِدٍ مِـنْ مُرْتَقًى
ســِيَّانِ فِيْــهِ مَــنْ تَصـَعْلَكَ وَاقْتَنَـى
للَّـــهِ دَرُّكَ مِـــنْ ســـَبِيْلٍ واضـــِحٍ
إِذْ لا ذَلِيــلَ أَذَلُّ مِــنْ وادِي الْقُـرَى
عَجَبًــا عَجِبْــتُ لِمَــنْ يُــدَنِّسُ عِرْضـَهُ
وَالْعِــرْضُ بَعْــدَ ذَهَــابِهِ لا يُشــْتَرَى
والثَّــوْبُ يَخْلَــقُ ثُــمَّ يُشـْرَى غَيْـرُهُ
ويَصــــُونُ حُلَّتَـــهُ يُوَقِّيْهـــا الْأَذَى
إلَّا رَوَاكِــــدَ بَيْنَهُــــنَّ خَصَاصــــَةٌ
ســُفْعَ الْمَنَــاكِبِ كُلُّهُـنَّ قَـدِ اصـْطَلَى
وَمُجَوَّفــــاتٌ قَــــدْ عَلا أَجْوَازَهَـــا
أَســـْآرُ جُـــرْدٍ مُتْرَصــَاتٌ كَــالنَّوَى
ومُجَـــوَّفٍ بَلَقًـــا مَلَكْـــتُ عِنَــانَهُ
يَعْــدُو عَلَــى خَمْــسٍ قَــوَائِمُهُ زَكَـا
الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ، هُوَ مَرثَدُ بنُ الحارثِ الجُعفِيُّ، ويُكنَّى أَبا زُهيرٍ، شَاعِرٌ جاهليٌّ مُقلٌّ مِن أَصحابِ الواحِدَةِ، وهيَ مَقصورَتُهُ الَّتي مَطلَعُها(أَبْلِــغْ أَبــا حُمْــرانَ أَنَّ عَشــِيرَتِي / نــاجَوْا وَلِلنَّفَـرِ الْمُنـاجِينَ التَّـوَى)، وفِيها يُعرِّضُ بِإخوَتِهِ لِأَبيهِ وَقُعودِهِم عَن الثَّأرِ لِمَقتَلِ أَبيهِم وقُبولِهم الدِّيةَ. وقَد اختارَها الأَصمَعيُّ ضِمنَ مُختاراتِهِ.