
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن زَيَّـن الأُقْحـوانَ الرَّطْـبَ بالشَّنَبِ
ونظَّـمَ الـدُّرَّ بيـن الـرّاحِ والحَبَـبِ
ومــن تُــرى غَـرسَ الأغصـانَ حاملـةً
شمسـاً تـردّتْ ديَـاجي الشَّعر في كُثُبِ
وقُــل لِشــَادِنٍ آرامِ الكَنــاسِ أَلاَ
فـاُنظُر إلـى مُلَـحٍ فـي شادِنِ العَربِ
نــارُ الحيــاءِ بخَــدَّيْهِ بلا لَهــبٍ
قـد مـازَجَت مـاءَ حُسـنْ غَيـرَ مُنسَكِبِ
ســُبحانَ بـاري سـِهَامٍ مِـن لَـواحِظِهِ
مــن الملاَحَـةِ لا مِـن أسـهُمِ الغَـرَبِ
إذا رَمَيــنَ فَمـا دُون القُلـوبِ وإِن
حُرِســنَ مــن جُنَــنٍ تَحمـي ولا حُجُـبِ
كـانت وليـلُ الصـِّبا تُخفـي دَياجِرُهُ
عَنِّـي سـبيلَ النُّهَى والرّشدِ من أَرَبي
أعْصـِي النّصـيحةَ فيهـا غيـرَ مُعتَذِرٍ
وأَركــبُ الغَــيَّ عمــداً غيـر مُتَّئِبِ
وأحِمـلُ الضـِّغْنَ فـي وجْدِي بِها وأَرَى
حملَ الَهوى مِن وقارِ الحُلمِ أجمَلَ بِي
حتّـى إذا نَـادَتِ السـبعونَ حَسبُكَ مِنْ
تَعليــلِ قَلبِــكَ بالآمــالِ والكَـذِبِ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة