
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـاحَ بشـكْوى مـا بِـهِ فاسـتراحْ
فهـلْ عليـه فـي الهوى من جُناحْ
لمّــا رأى كِتمــانَ مـا يَنْطَـوي
عليـهِ لا يُغْنِـي إذا الـدّمعُ بَاحْ
دَاوَى بمــا أعلــن مــن بثِّــه
قَلبـاً من الكتمانِ دَامِي الجراحْ
صـَبٌّ حَمـاهُ الوجـدُ طيـبَ الكـرَى
وجِســمُهُ للســُّقمِ نَهــبٌ مُبــاحْ
مُخــاطِرٌ يركــب هــولَ الهَــوى
أمّـاً وأمّـاً مثـلَ ضـرب القِـداحْ
يـا صـاحِ مـا أصـحاكَ عن سَكْرَتي
عَقْلِــي بــأحْوى ذِي مِـراحٍ ورَاحْ
مُهفْهَـــفٍ صــحَّت علــى ســُقمِها
جُفـــونُه فهــي مِــراضٌ صــِحاحْ
لِطَرفِــه فَتكــةُ بِيــضِ الظُّبــا
وقَـــدِّه هــزّةُ ســُمرِ الرِّمــاحْ
شــمسُ نهــارٍ تَرتــدي بالـدّجى
غُصــنٌ مُــراحٌ فــوق حِقـفٍ رَدَاحْ
طَــافَ عَلينــا والــدّجى راكـدٌ
يُظلُّنــا مــن جُنحِــه بالجنَـاحْ
بقهـــوةٍ مِـــن خــدِّه أَشــرَقت
ونَشـْرُها الضـّائِعُ مـن فيـهِ فَاحْ
فَظَلْــتُ فــي أَمْــنِ غرَامِـي بـه
مـــن كـــلِّ واشٍ ورَقيـــبٍ ولاَحْ
فــي حِنْدِســَيْ طُرَّتِــه والــدّجَى
ونَيِّــــرَيْ غُرَّتِـــه والصـــّباحْ
بغبطــةٍ جــادَت علــى بُخلِهــا
بهــا اللّيـالي غَلَطـاً لاَ سـماحْ
حتَــى قَضــى الـدّهرُ بتفريقنـا
فما احتيالي في القضاءِ المُتاحْ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة