
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فِئَتِــي ألتَجِـي إليـهِ مـن الخَـطْ
بِ وذُخــرِي إن غَــال وَفْـريَ غـولُ
بعلاهُ أســمُو ومِـن فضـلِ مـا نَـوْ
وَلَ أَقضـــِي فَــرضَ العُلا وأُنيــلُ
مَلِــكٌ يــذكُرُ المواعيـدَ والعـه
دَ ويُنســيهِ فضــلُهُ مــا يُنيــلُ
مُلكُـــهُ ملْــكُ رَحمــةٍ وقضــايَا
هُ بمــا جاءَنــا بــهِ التَّنزيـلُ
أنــتَ حلَّيـتَ بالمكـارِم أهـلَ ال
عصـــرِ حتّــى تعــرَّفَ المجهــولُ
وعلاَ خامــــلٌ وحَـــامَى جَبـــانٌ
ووفَـــى غَـــادِرٌ وجــادَ بَخيــلُ
وحميــتَ البلادَ بالســّيفِ فاسـتص
عَــبَ منهَــا ســهلٌ وعَــزَّ ذليـلُ
وقســمتَ الفَرِنـجَ بـالغزوِ شـطري
ن فهـــذَا عــانٍ وهــذَا قتيــلُ
والّـذي لـم يَحِـن بسـيفِكَ مـن خَو
فِـــك أمســـَى وعقلُــهُ مخبــولُ
مثَّـل الخـوفُ بيـنَ عينيـهِ جيشـاً
لــك فــي عُقـرِ دارِه مـا يـزولُ
فــالرُّبى عِنـدَه جيـوشٌ ومـوجُ ال
بحــرِ فــي كــلِّ لُجّــةٍ أســطولُ
وإذا مَـا أغفَـى أقـضَّ بـه المَـضْ
جـعَ فـي الحُلـم سـيفُكَ المسـلولُ
فــابقَ للمســلمينَ كهفــاً وللإف
رنـجِ حَتْفـاً مـا أعقبَ الجيلَ جيلُ
بيـن مُلـكٍ يدومُ ما دامتِ الدّنيا
وحــالٍ فـي الفضـلِ ليسـت تَحـولُ
ثــابِتَ الدَّســتِ فـي اعتلاءٍ وجَـدٍّ
وعطايـــاكَ فـــي البلادِ تَجــولُ
بَـالغَ العبـدُ في النّيابةِ والتَّحْ
ريــضِ وهــو المفَــوَّهُ المقبـولُ
فـرأَى مـن عَزيمـةِ الغَـزوِ ما كَا
دت لــه الأرضُ والجبــالُ تميــلُ
وأجـــابتْه بالصـــّليلِ ســـُيوفٌ
ظَـــامئاتٌ وبالصـــَّهِيلِ خُيـــولُ
ورأَى النَّقْعَ راكداً دون مَجرى الشْ
شـــَمسِ والأرضَ بــالجيوشِ تَســيلُ
كــلُّ أَرضٍ فيهـا مـن الأُسـْدِ جيـشٌ
ســائرٌ فــوقَه مـن السـُّمْرِ غِيـلُ
وإذا عــاقَت المقــاديرُ فالــلّ
هُ إذاً حســبُنَا ونعْــمَ الوكيــلُ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة