
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَثُوبَــةُ الفَاقِــدِ عَــن فقـدِهِ
بِصـــَبْره أنْفَــعُ مــن وَجْــدِهِ
يَبْكِيــهِ مـن حُـزنٍ عليـه فهـلْ
يطمـعُ فـي التّخليـدِ مِـن بعدِهِ
مـا حيلـةُ النّـاسِ وهـلْ مِن يدٍ
لهــمْ بــدفعِ المـوتِ أو صـَدِّهِ
وُرُودُهُ لا بـــدَّ منـــهُ فلِـــمْ
تُنْكِــرُ مــا لا بــدَّ مِـن وِرْدِهِ
ســِهامُهُ لــم يَســتطِعْ ردَّهَــا
داودُ بـــالمُحَكمِ مــن ســَرْدِهِ
ولا ســـليمانُ ابنُـــهُ ردَّهَــا
بمُلْكِــهِ والحشــدِ مــن جُنْـدِهِ
عـدلٌ تسـاوَى الخلـقُ فيـهِ فما
يُمَيِّــزُ المالــكُ عــن عبــدِهِ
كــلٌّ لـهُ حَـدٌّ إذا مـا انتهَـى
إليـــهِ وافَــاهُ علــى حَــدِّهِ
تَجمَعُنـــا الأرضُ فكــلُّ امــرِئٍ
فـي لَحْـدِهِ كالطّفْـلِ فـي مَهْـدِهِ
أمَــا تَــرى وُرّادَنَــا عَرَّسـُوا
بمنـــزِلٍ دانٍ علـــى بُعْـــدِهِ
تبــوَّءُوا الأرضَ ولــم يُخبِـروا
عــن حَــرِّ مَثْــواهُم ولا بَـرْدِهِ
لِحَـــادِثٍ أســـكتَهم أمســكُوا
عــنِ ابتــداءِ القـولِ أو رَدِّهِ
لو نطقُوا قالُوا التُّقَى خيرُ ما
تــزوَّدَ المــرءُ إلــى لَحْــدِهِ
فـارجعْ إلـى اللـهِ وثِقْ بالذِي
وَافـاكَ فـي الصـّادِقِ مـن وَعْدِهِ
للصــّابرينَ الأجـرُ والأمـنُ مِـن
عَــذابِهِ والفــوزُ فــي خُلْـدِهِ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة