
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَبُقعَـةٍ قَـد أَجـالَ الطَـرفُ نُزهَتَهُ
حَتّـى تَخَيَّرَهـا مِـن مَنبِـتِ القُطُـنِ
ســَهلِيَّةَ النَجـدِ لا خَفـضٍ وَلا شـَرَفٍ
شـَيخٌ مِنَ الفُرسِ مَطبوعٌ عَلى الفِطنِ
أَباحَهــا جَـدوَلاً حَتّـى إِذا رَوِيَـت
أَمســى يُـدَيِّمُها بِـالمَرِّ وَالفَـدَنِ
مـا زالَ يُتحِفُهـا بِالماءِ مُجتَهِداً
حَـولَينِ طَـوراً وَطَـوراً قِمَّةَ الدِمَنِ
حَتّــى اِنتَقـى حَـبَّ مَـروِيٍّ فَـوَرَّهَهُ
مِثـلَ اللآلِـئِ لَـم يُدنَس مِنَ الدَرَنِ
حَتّـى إِذا بَـذَّ زَرعَ الماءِ ناهِضُها
وَاِستَتبَعَ الريحُ مِنها مائِلَ الغُصُنِ
أَبــدَت طَـرائِلَ وَردٍ ثُـمَّ أَعقَبَهـا
جَـوزٌ تَفَـرَّقَ بَيـنَ السـاقِ وَالفَنَنِ
فَوَلَّـدَ الجَـوزُ مِنهـا بَعـدَ عاشِرَةٍ
بَيضـاءَ يُصـدَعُ عَنهـا مُحكَمُ الجُبُنِ
هَــوَت لَــهُ حُـرَّدٌ تُحفيـهِ دامِيَـةٌ
مَيـلُ الـذَوائِبِ مَيلَ الأَخشُفِ الشُدُنِ
فَاِستَخلَصــَت ســِرَّهُ مِنهُـنَّ غانِيَـةٌ
بِبَعـضِ طورَتِهـا فـي السِرِّ وَالعَلَنِ
ظَلَّـــت تُزَبِّــرُهُ طَــوراً مُطَرِّقَــةً
بِأَصـفَرِ الليـطِ داني غايَةَ اللَهَنِ
مُخَمَّــطٍ بِــأَجَشِّ الصــَوتِ تَحســَبُهُ
بِـمَّ الكَرينَـةِ عِندَ المَشرَبِ الدَرِنِ
إِذا نَحــــاهُ لِنَــــدفٍ طَرَحَـــت
أَثبـاجُهُ كُـلَّ غِـشٍّ كـانَ مِـن حَسـَنِ
تَعــاوَرَتهُ يَــدٌ لَيســَت مُتَوَجَّــةً
مُلـسُ المُتـونِ مِـنَ الخَطِيَّةِ المُرُنِ
تَشـكو الهُزالَ وَأَحياناً إِذا سَمِنَت
بَعـدَ الهُـزالِ تَشـَكّى ثِقلَةَ السَمِنِ
سـُمرٌ مِـنَ المَـسِّ تَكسوها وَتَسلُبُها
أَيدي النَواعِمِ بيضٌ كَالمَها البُدُنِ
مِـنَ الـدَهاقينَ لَم تُسلِم مَناسِبُها
أَبـا نِـرارٍ وَقَـد جَلَّـت عَنِ اليَمَنِ
إِلّا بَنـي هاشـِمٍ رَهـطِ النَبِـيِّ فَهُم
خَيـرُ البَرِيَّـةِ مِـن بـاقٍ وَمُنـدَفِنِ
جـاءَت بِـهِ لا تُـداني الشِعرَ رِقَّتَهُ
يُـرى بِأَعقـابِهِ مِـن أَعظَـمِ العِيَنِ
حَتّـى إِذا ما أَرَدنَ النَسجَ رُدنَ لَهُ
مِـنَ الحَراشـِفِ فـاشٍ حَـذقُهُ عَـدَني
تَــدِقُّ فَطنَتُــهُ فيمــا يُزاوِلُــهُ
وَفـي الرَواءِ غَليطُ الفَهمِ وَالبَدَنِ
إِذا اِنتَحـى سـَتَرَ العُثنونُ صُدرَتَهُ
كَـالقُطنِ يُسـلِمُها لِلمُشـطِ وَالدُهُنِ
مُغَضــَّنُ الإِبــطِ مَحســورٌ مَغـابِنُهُ
مِـنَ القُعـودِ طِوالَ الدَهرِ ذو ثَفِنِ
كَــأَنَّ راحَتَــهُ قَـد جُلِّلَـت سـَفَناً
بَـل مَـسُّ راحَتِـهِ يُربي عَلى السَفَنِ
فَمَــدَّهُ بَيــنَ أَشــطانٍ لَـهُ بُـرُقٍ
إِلــى خَوالِـدَ لا يُزمِعـنَ بِـالظَعَنِ
أَهـوى لَـهُ أَسـمَراً عَضـباً مَضارِبُهُ
كَالهُنـدُوانِيِّ لَـم يَكتَـنَّ فـي جَنَنِ
وَأَجوَفـاً مِـن نَبـاتِ الغيلِ توجِبُهُ
أَعـالي الـرَوقِ ذا طَيـشٍ مِنَ الأَدَنِ
فَجــاءَ كَالسـَيفِ الصـينِيِّ يُشـبِهُهُ
فـي ليـنِ مُنهَـزَةٍ مَنصـوبَةِ الدُكَنِ
كَــأَنَّ قِشــرَتَهُ مِـن بَعـدِ لِبسـَتِهِ
غِرقيـءُ بَيـضِ حَمـامِ الأَيكَةِ الدُجُنِ
شَرَوهُ فَاِبتاعَهُ مِن بَعدِ ما اِرتَعَدَت
عَنـهُ التِجارُ لِطولِ السَومِ وَالثَمَنِ
حَســيرُ دَهـرٍ لَحِيّـاً مِـن مُروءَتِـهِ
كــابَرتُهُ وَعَلَيــهِ صـَولَةُ الزَمَـنِ
مُســتَوطِنٌ غَبَـراتِ الـدَهرِ سـاحَتُهُ
كَأَنَّهـا لا تَـرى في الناسِ مِن وَطَنِ
دَعـا لَـهُ خائِطـاً حُلـواً شـَمائِلُهُ
هَـزّازَ رَأسٍ ضـَروبَ الـزَورِ بِالذَقَنِ
مُحــــدَودِباً وُســـطى أَنـــامِلِهِ
كَمَحَــةٍ أَجهَــضٍ مُســتَكرَهِ العُكَـنِ
أَتــى بِــهِ كَمَــدَبِّ الـذَرِّ أَدرُزُهُ
مـا يَسـتَبينُ طَويلَ الذَيلِ وَالرُدُنِ
مـا أَن تَمَلَّيتُـهُ حَتّـى أُتيـحَ لَـهُ
خَفِــيُّ دَبٍّ لَطيــفُ الخَطــمِ وَالأُذُنِ
سـَريعَةُ السـَمعِ تُصـغي ثُمَّ تَنصِبُها
تَحـتَ الظَلامِ حِـذارَ الطائِرِ الطَبَنِ
تَرنـو بِكَحلاءَ لا يَرنـو بِهـا رَمَـدٌ
خَوصــاءَ صـَدّاعَةٍ مُستَكشـِفَ الـدَجَنِ
مُســتَتبِعٌ ذَنِبـاً كَالسـَيرِ تَحسـَبُهُ
سـَقيطَ مِـدرى غَداةَ البَينِ مِن ظَغَنِ
لَيلاً فَغــادَرَهُ لِلريــحِ مُختَرَقــاً
فيــهِ وَصـاوِصُ كَالنَحيتَـةِ الـوُزُنِ
لَــم يَتِّــرِك مَوضــِعاً إِلّا تَتَبَّعُـهُ
كَـذاكَ مَـن يَتبَعُـهُ الـدَهرُ بِالإِحَنِ
عــامي نَعـاهُ إِلَـيَّ يَـومَ لَبِسـتُهُ
إِنَّ الزَمــانَ عَلَيـهِ غَيـرُ مُـؤتَمَنِ
مـا لـي تَخَطَّـت إِلَـيَّ الناسَ كُلَّهُمُ
أَيـدي الزَمـانِ عَلى عَمدٍ لِتَقتُلَني
قَـد صـِرتُ نَهـبَ هُمومٍ مُذ أُصِبتُ بِهِ
حَليـفَ حُـزنٍ مُـبينَ السـِرِّ وَالعَلَنِ
كَـأَنَّني حيـنَ آوى اللَيـلُ مَسـكَنَهُ
سـَليمُ أَربَـدَ يُحمـى لَـذَّةَ الوَسـَنِ
عَـنِ البُكـاءِ جَلِـيٌّ مـا أُصـِبتُ بِهِ
إِذا لَيسَ لي بَعدَهُ ما مِنهُ يَكنِفُني
أَقـولُ إِذا سـاوَرَت قَلـبي وَساوِسُهُ
إِلَيـكَ يـا اِبـنَ عَلِيٍّ مُشتَكى حَزَني
أحمد بن زياد بن أبي كريمة.شاعر من المنسيين الذين كاد ذكرهم يمحى في كتب الطبقات والمجاميع ، وإن نوه بعض القدماء إلى جودة شعره.ويروى أنه كان من معاصري الجاحظ الذي روى عنه بعض التجارب المتعلقة بالحيوان.وكان شاعراً يقول الشعر ويرويه ، ويذكر الطبري أنه كانت له صلة بالبرامكة ، ويعده الجاحظ من بخلاء مرو.