
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَع عَنـكَ لَـومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِنـي بِـالَّتي كـانَت هِيَ الداءُ
صـَفراءُ لا تَنـزَلُ الأَحـزانُ ساحَتَها
لَــو مَســَّها حَجَــرٌ مَسـَّتهُ سـَرّاءُ
مِـن كَـفِّ ذاتِ حِـرٍ فـي زِيِّ ذي ذَكَرٍ
لَهـــا مُحِبّــانِ لــوطِيٌّ وَزَنّــاءُ
قـامَت بِإِبريقِهـا وَاللَيـلُ مُعتَكِرٌ
فَلاحَ مِـن وَجهِهـا فـي البَيـتِ لَألأُ
فَأَرسـَلَت مِـن فَـمِ الإِبريـقِ صافِيَةً
كَأَنَّمــا أَخـذُها بِـالعَينِ إِغفـاءُ
رَقَّـت عَـنِ المـاءِ حَتّى ما يُلائِمُها
لَطافَـةً وَجَفـا عَـن شـَكلِها الماءُ
فَلَـو مَزَجـتَ بِهـا نـوراً لَمازَجَها
حَتّــى تَوَلَّــدُ أَنــوارٌ وَأَضــواءُ
دارَت عَلـى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم
فَمــا يُصــيبُهُمُ إِلّا بِمـا شـاؤوا
لِتِلــكَ أَبكـي وَلا أَبكـي لِمَنزِلَـةٍ
كــانَت تَحُـلُّ بِهـا هِنـدٌ وَأَسـماءُ
حاشـا لِدُرَّةَ أَن تُبنى الخِيامُ لَها
وَأَن تَـروحَ عَلَيهـا الإِبـلُ وَالشاءُ
فَقُـل لِمَـن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً
حَفِظـتَ شـَيئاً وَغـابَت عَنـكَ أَشياءُ
لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً
فَــإِنَّ حَظرَكَـهُ فـي الـدينِ إِزراءُ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.