
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـد طـالَ فـي رَسمِ الدِيارِ بُكائي
وَقَــدطالَ تَــردادي بِهـا وَعَنـائي
كَـأَنّي مُريـغٌ فـي الـدِيارِ طَريـدَةً
أَراهـــا أَمـــامي مَــرَّةً وَوَرائي
فَلَمّـا بَـدا لي اليَأسُ عَدَّيتُ ناقَتي
عَـنِ الـدارِ وَاسـتَولى عَلَـيَّ عَزائي
إِلــى بَيــتِ حــانٍ لا تَهُـرُّ كِلابُـهُ
عَلَـــيَّ وَلايُنكِــرنَ طُــولَ ثَــوائي
فَـإِن تَكُـنِ الصـَهباءُ أَودَت بِتالِدي
فَلَــم تــوقِني أُكرومَـتي وَحَيـائي
فَمـا رِمتُـهُ حَتّـى أَتـى دونَ ماحَوَت
يَمينِــيَ حَتّــى رَيطَــتي وَحِــذائي
وَكَــأسٍ كَمِصـباحِ السـَماءِ شـَرِبتُها
عَلــى قُبلَــةٍ أَو مَوعِــدٍ بِلِقــاءِ
أَتَـت دونَهـا الأَيّـامُ حَتّـى كَأَنَّهـا
تَســاقُطُ نــورٍ مِــن فُتـوقِ سـَماءِ
تَـرى ضَوءَها مِن ظاهِرِ الكَأسِ ساطِعاً
عَلَيـــكَ وَإِن غَطَّيتَهـــا بِغِطـــاءِ
تَبــارَكَ مَـن سـاسَ الأُمـورَ بِعِلمِـهِ
وَفَضــَّلَ هارونــاً عَلــى الخُلَفـاءِ
نَعيشُ بِخَيرٍ ما انطَوَينا عَلى التُقى
وَمـا سـاسَ دُنيانـا أَبـو الأُمَنـاءِ
إِمــامٌ يَخــافُ اللَـهَ حَتّـى كَـأَنَّهُ
يُؤَمَّـــلُ رُؤيـــاهُ صــَباحَ مَســاءِ
أَشــَمُّ طُــوالُ الســاعِدَينِ كَأَنَّمـا
يُنـــاطُ نِجــاداً ســَيفِهِ بِلِــواءِ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.