
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خاطِبَ القَهوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها
بِالرَطــلِ يَأخُـذُ مِنهـا مِلأَهُ ذَهَبـا
قَصـَّرتَ بِـالراحِ فَاِحـذَر أَن تُسَمِّعَها
فَيَحلِـفَ الكَـرمُ أَن لا يَحمِلَ العِنَبا
إِنّـي بَـذَلتُ لَهـا لَمّـا بَصـُرتُ بِها
صـاعاً مِنَ الدُرِّ وَالياقوتِ ما ثُقِبا
فَاِستَوحَشـَت وَبَكَـت في الدَمنِ قائِلَةً
يـا أُمُّ وَيحَكِ أَخشى النارَ وَاللَهَبا
فَقُلــتُ لا تَحــذَريهِ عِنـدَنا أَبَـداً
قالَت وَلا الشَمسَ قُلتُ الحَرُّ قَد ذَهَبا
قـالَت فَمَـن خـاطِبي هَذا فَقُلتُ أَنا
قـالَت فَبَعلِـيَ قُلتُ الماءُ إِن عَذُبا
قـالَت لِقـاحي فَقُلـتُ الثَلجُ أُبرِدُهُ
قـالَت فَبَيـتي فَما أَستَحسِنُ الخَشَبا
قُلــتُ القَنـانِيَّ وَالأَقـداحُ وَلَّـدَها
فِرعَـونُ قـالَت لَقَـد هَيَّجتَ لي طَرَبا
لا تُمكِنَنّـي مِـنَ العِربيـدِ يَشـرَبُني
وَلا اللَئيـمِ الَّـذي إِن شـَمَّني قَطَبا
وَلا المَجــوسِ فَــإِنَّ النـارَ رَبَّهُـمُ
وَلا اليَهـودِ وَلا مَـن يَعبُـدُ الصُلُبا
وَلا السـَفالِ الَّـذي لا يَسـتَفيقُ وَلا
غِـرِّ الشـَبابِ وَلا مَـن يَجهَـلُ الأَدَبا
وَلا الأَراذِلِ إِلّا مَــــن يُــــوَقِّرني
مِـنَ السـُقاةِ وَلَكِـنِ اِسقِني العَرَبا
يــا قَهــوَةً حُرِّمَـت إِلّا عَلـى رَجُـلٍ
أَثـرى فَأَتلَفَ فيها المالَ وَالنَشَبا
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.