
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعِ الرَبـعَ مـا لِلرَبـعِ فيكَ نَصيبُ
وَمــا إِن ســَبَتني زَينَـبٌ وَكَعـوبُ
وَلَكِــن سـَبَتني البابِلِيَّـةُ إِنَّهـا
لَمِثلِـيَ فـي طـولِ الزَمـانِ سـَلوبُ
جَفا الماءُ عَنها في المِزاجِ لِأَنَّها
خَيـالٌ لَهـا بَيـنَ العِظـامِ دَبيـبُ
إِذا ذاقَهـا مَـن ذاقَهـا حَلَّقَت بِهِ
فَلَيــسَ لَــهُ عَقــلٌ يُعَــدُّ أَديـبُ
وَلَيلَــةِ دَجـنٍ قَـد سـَرَيتُ بِفِتيَـةٍ
تُنازِعُهــا نَحــوَ المُـدامِ قُلـوبُ
إِلــى بَيــتِ خَمّــارٍ وَدونَ مَحَلِّـهِ
قُصـــورٌ مُنيفـــاتٌ لَنــا وَدُروبُ
فَفُــزِّعَ مِـن إِدلاجِنـا بَعـدَ هَجعَـةٍ
وَلَيـسَ سـِوى ذي الكِبرِيـاءِ رَقيـبُ
تَنــاوَمَ خَوفـاً أَن تَكـونَ سـِعايَةٌ
وَعــاوَدَهُ بَعــدَ الرِقــادِ وَجيـبُ
وَلَمّـا دَعَونـا بِاسـمِهِ طـارَ ذُعرُهُ
وَأَيقَــنَ أَنَّ الرَحــلَ مِنـهُ خَصـيبُ
وَبـادَرَ نَحـوَ البـابِ سَعياً مُلَبِّياً
لَــهُ طَــرَبٌ بِــالزائِرينَ عَجيــبُ
فَـأَطلَقَ عَـن نـابَيهِ وَانكَبَّ ساجِداً
لَنـا وَهـوَ فيمـا قَـد يَظُـنُّ مُصيبُ
وَقـالَ اِدخُلـوا حُيِّيتُـمُ مِن عِصابَةٍ
فَمَنزِلُكُـــم ســَهلٌ لَــدَيَّ رَحيــبُ
وَجــاءَ بِمِصــباحٍ لَــهُ فَأَنــارَهُ
وَكُــلُّ الَّـذي يَبغـي لَـدَيهِ قَريـبُ
فَقُلنـا أَرِحنا هاتِ إِن كُنتَ بائِعاً
فَــإِنَّ الـدُجى عَـن مُلكِـهِ سـَيَغيبُ
فَأَبـدى لَنـا صـَهباءَ تَـمَّ شَبابُها
لَهــا مَــرَحٌ فـي كَأسـِها وَوُثـوبُ
فَلَمّـا جَلاهـا لِلنَـدامى بَـدا لَها
نَســـيمُ عَــبيرٍ ســاطِعٍ وَلَحيــبُ
وَجـاءَ بِهـا تَحـدو بِها ذاتُ مُزهِرٍ
يَتــوقُ إِلَيهـا النـاظِرونَ رَبيـبُ
كَــثيبٌ عَلاهُ غُصـنُ بـانٍ إِذا مَشـى
تَكــادُ لَــهُ صـُمُّ الجِبـالِ تُنيـبُ
وَأَقبَــلَ مَحمـودُ الجَمـالِ مُقَرطَـقٌ
إِلـى كَأسـِها لا عَيـبَ فيـهِ أَريـبُ
يَشـُمُّ النَـدامى الوَردَ مِن وَجَناتِهِ
فَلَيــسَ بِــهِ غَيـرُ المِلاحَـةِ طيـبُ
فَمــازالَ يَســقينا بِكَـأسٍ مُجِـدَّةٍ
تُــوَلّي وَأُخــرى بَعـدَ ذاكَ تَـؤوبُ
وَغَنّــى لَنـا صـَوتاً بِلَحـنٍ مُرَجَّـعٍ
سـَرى البَـرقُ غَربِيّـاً فَحَـنَّ غَريـبُ
فَمَـن كـانَ مِنّـا عاشِقاً فاضَ دَمعُهُ
وَعــاوَدَهُ بَعــدَ الســُرورِ نَحيـبُ
فَمِـن بَيـنِ مَسرورٍ وَباكٍ مِنَ الهَوى
وَقَــد لاحَ مِـن ثَـوبِ الظَلامِ غُيـوبُ
وَقَد غابَتِ الشِعرى العَبورُ وَأَقبَلَت
نُجــومُ الثُرَيّـا بِالصـَباحِ تَثـوبُ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.