
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـار التغـزُّل فـي هـواه عتابا
فهـواه يمـزج بـالنعيم عـذابا
مـا ضرَّ مَن أخلصتُ في دين الهوى
لرضـاه لـو جعـل الوفاءَ ثوابا
نقـض العهـودَ وحـلَّ عقـدَ ضمانِهِ
مـن بعـد ما عذب الوصالُ وطابا
وأمنتُـه فأتـاح لـي مـن مأمني
غـدراً كـذا مَـن يـأمن الأحبابا
فــإذا أردتُ عتــابَه لجنايــةٍ
جعــل التقطُّـبَ للعتـاب جوابـا
خـدَعُ الوسـاوسِ لم تزل لي حيلةً
حـتى أمنـتُ علـى الغـزال كلابا
إن الســـلوَّ لَرَاحــةٌ وصــيانة
للحــرِّ لــو أن السـلوَّ أجابـا
ومـن العجـائب أن يُذيبَ مفاصلي
مَـن لـو جـرى نَفسي عليه لذابا
إلــفٌ يعــاقبني لأنــي محســن
أرأيــتَ إحســاناً يجـرُّ عقابـا
جرَّبــتُ أيمانــاً لـه فوجـدتها
كــذباً فصـرتُ بصـدقها مُرتابـا
فَــدَع التصـابي للشـباب فـإنه
وَصـمٌ علـى ذي الشيب أن يتصابى
وامــدح رئيــسَ بلاغـةٍ وكتابـةٍ
زانَ الــولاةَ وشــرَّف الكُتّابــا
يـا أحمد بن عَليّ الباني العلا
والمُســتعدُّ لكــل خطــبٍ نابـا
أملــي إليــك تطلَّعـت أسـبابُهُ
والجــاه منـك يولِّـدُ الأسـبابا
وإليـك أبـواب الرجـاء تفتَّحـت
فافتـح لهـنَّ مـن العناية بابا
وأثــرِ ريــاحَ وســائلٍ لمؤمِّـلٍ
فعسـى يُثِـرنَ مـن النجاح سحابا
واقصـِد بأذرعـك الذريعـة إنها
تكسـوكَ مـن حُسـن الثناء ثيابا
واعلـم يقينـاً أنـه لـم ينتصب
لشــفاعةٍ إلا الكريــم نصــابا
هــذا النــبيُّ مُكرَّمـاً بشـفاعة
للنــاس إذ لا يملكُــون خطابـا
ولقــوله صــلّى عليــه إلهُــهُ
وكفـى بمـا قـال النـبيُّ صوابا
نعـم عليكـم ذي الحوائج عندكم
واللــهُ أوجَـبَ شـكرَها إيجابـا
وإذا أحَــبَّ اللّـهُ عبـداً منكـم
أجـرى علـى يـدِهِ النجاحَ مثابا
وكفــى بـآداب المبـارك قـدوةً
وهُــدىً لمَــن يتخيَّــرُ الآدابـا
فـافهم هـديتَ وأنـتَ غيـرُ مفهَّمٍ
إن الصــَّنائع يمتلكــنَ رقابـا
وإذا الخلائق في الرقاب تفاضلت
كــانت فضـائلهم لهـا أنسـابا
واللَـهُ عـن علـم أتـاك مواهباً
إذ كنـتَ تُحسـِن تشـكر الوهّابـا
فبســطتَ للحاجـات نفسـاً رحبـةً
لــو قُسـِّمت خِطَطـاً لَكُـنَّ رِحابـا
وخلائقــاً لـك عذبـة لـو أنهـا
مــاءٌ لَجُــرِّدَ للملــوك شـرابا
وقريحــةً نوريَّــةً لــو جُســِّمت
كــانت لأقـراط الـذكاء شـهابا
ومواعـداً لـك ينبجسـن ينابعـاً
إذ وعـد غيـرِك يسـتحيل سـرابا
ومكارمـــاً تــابعتَهنَّ كأنمــا
تقـرا بهـنَّ علـى الأنـام كتابا
واللَـه يعلـم حيـث يجعـل فضلَه
وكفــى بــذلك للحسـود جوابـا
هـذا مقـال مـن فعالـك يحتـذى
فاســمعه لا لغــواً ولا كِــذّابا
يمتـاز فعلُـك بين أفعال الورى
تـبراً ويـترك مـا سـواه ترابا
خُـذها إليـك أبا الحسين عروسةً
زَفَّـت إليـك علا النهـود شـبابا
فـإذا بـدت من خدرها جُعلت لها
حركـات أفهـام الرجـال نهابـا
فيظــن سـامعُها لحُسـن نظامهـا
أن قـد نـثرتُ لسـامعيه سـِخابا
ويظــن منشــدها لعـذب كلامهـا
أن قــد ترشـَّف للحـبيب رضـابا
لا زلـتَ مبسـوط اليـدين بنعمـةٍ
وبســطوةٍ كــي تُرتجَـى وتهابـا
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم.شاعر غزل، علت له شهرة.يعرف بالخبز أرزي ( أو الخبزرزي )، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله.وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً).ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.