
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخـي لا تؤاخـذني وإن كـان لي ذنبُ
فليـس علـى العشـاق في فعلهم عتبُ
وعــدتُك وعـداً عـاقني عنـه عـائق
وللنـاس أسـباب لهـا يُقلَـبُ القلبُ
لقـد فـاتني كـلُّ المنى حين فاتني
مشــاهدُك الحسـنى ومنطقُـك العـذبُ
لئن كــان لــي خـل عليـك مقـدَّماً
إذا ذُكِــر الخلّانُ عنــديَ والصــحبُ
لخــالفتُ توحيــدي وعفــت أئمـتي
وملـتُ الـى الجِبـتِ المضلل والنصبِ
ولولا التصابي كان في الحسن مذهبي
فلاحـاً ولكـن ليـس يفلـح مـن يصبو
تحيَّـرتُ فـي تـركِ الحـبيب وترككـم
ففـي تركـه لهـو وفـي ترككـم ذنبُ
وقــال فـؤادي ليـس يعـذرك الإخـا
علـى جفـوةٍ إذ ليـس يعـذرك الحِـبُّ
ولمــا رأيـتُ القلـبَ سـهَّل سـخطكم
ليرضـى الهوى أيقنتُ أن الهوى صعبُ
ولمّـا خشـيت المـوتَ كـذبت وعـدَكم
فقولوا أكان الموتُ خيراً أم الكذْبُ
ولـــم تتغـــالب شــهوةٌ ومُــرُوَّةٌ
فيفترقـــا إلا وللشــهوة الغلــبُ
ولـم يثننـي التقصـير عنكم وإنما
ثنى عزمتي لما انثنى الغُصُنُ الرطبُ
لقـد ذُبـتُ إذ أبـدى إلـيَّ مضـاحكاً
كمــا ذاب شــيطانٌ تقـض لـه شـهبُ
إذا زاد فـي التقبيـل زدتُ تحشـُّماً
فـذاك نِهـابٌ فـي الوصـال وذا نَهبُ
ويبــذل لـي بشـراً وأُعطيـه غيـره
فبعـض المنـى عطبٌ وبعض المنى عصبُ
ومـال إلـى سـخف فملـتُ ولـم أكـن
ســخيفاً ولكــن كـلُّ شـيءٍ لـه طـبُّ
فحلـــت عقــود إذ تحلــل محكــه
ودارت رحـى الكـذّان إذ رُكِّب القطبُ
وفــزتُ بشــيءٍ بيــن جــدٍ ولعبـةٍ
ويــا رُبَّ جــدٍ كـان أوَّلَـه اللّعْـبُ
فلـو أننـي كنـتُ استشـرتك لم تشر
علـيَّ ببُعـد الإلـف إذ أمكـن القربُ
ولـولا ارتقابي في رضاك لما اعتدت
بكشـف أمـورٍ كـان فـي دوِّهـا حجـبُ
مـن العـذل أخشى أنَّ من كان موجعاً
لـه العـذلُ يوماً ليس يؤلمه الضَّربُ
وقـد يخلـص الإخـوان مـن بعد عثرة
كمـا تستهبُّ الخيل من بعد ما تكبو
وأيّ جــواد لــم تكـن منـه هفـوة
وأي حســام فـي الأحـايين لا ينبـو
ترانـي يطيـف الغـدر عنـدي لصاحبٍ
لـه الكـرم المأثور والخلق الرحب
فـإن قلـت هـل يُجفَـى الصديق لأمرد
فلا عجـب إذ كـان يعصـى بـه الـربُّ
فلا تُدْنِســَنْ أخلاقَـك الغـرَّ بـالقلى
فحيـث يكـون الجـور لا يحمد الخصبُ
ومـا الأنـس إلا حيـث يستطلع الرضا
ومـا الرعـي إلا حيث يستعذب العشبُ
ومـا شـاني الإخلاص في الود والهوى
ومـا الأكل من شاني هناك ولا الشربُ
ولسـت أُحـبُّ الفضـل مـن غيـر وجهه
كمـا لا تُحَـبُّ الشـمس مطلعها الغربُ
فــدونك أمثــالاً مـن الـدرِّ نُظِّمـت
ســموطاً ولكــن مـا تخلَّلهـا ثقـبُ
ســتذكر قــولي عنــد كـل طريفـةٍ
بـذكرك للـداري اذا استطرف النعبُ
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم.شاعر غزل، علت له شهرة.يعرف بالخبز أرزي ( أو الخبزرزي )، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله.وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً).ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.