
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا عَيــنُ بَكّــي لِفَقــدِ مِسـرَجَةٍ
كــانَت عَمــودَ الضــِياءِ وَالنـورِ
كــانَت إِذا مــا الظَلامُ أَلبَســَني
مِــن حِنــدِسِ اللَيـلِ ثَـوبَ دَيجـورِ
شــــَقَّت بِنيرانِهــــا غَيـــاطِلَه
شــَقّاً دَعــا اللَيــلَ بِالـدَياجيرِ
صــينِيَّةُ الحُســنِ حيــنَ أَبــدَعَها
مُصــــَوِّرُ الصـــينِ بِالتَصـــاويرِ
وَقَبـــلَ ذا بِدعَــةٌ أُتيــحَ لَهــا
مِــن قِبَــلِ الــدَهرِ قَـرنُ يَعفـورِ
وَصـــَكَّها صـــَكَّةً فَمـــا لَبِثَـــت
أَن وَرَدَت عَســـــكَرَ المَكاســــيرِ
وَإِن تَـــوَلَّت فَقَــد لَهــا تَرَكَــت
ذِكــراً ســَيَبقى عَلــى الأَعاصــيرِ
مَــن ذا رَأَيــتَ الزَمــانَ يوسـِرُهُ
فَلَـــم يَشـــُب يُســـرَهُ بِتَعســيرِ
وَمَـــن أَبــاحَ الزَمــانُ صــَفَوَتَهُ
فَلَـــم يَشـــُب صـــَفوَهُ بِتَكــديرِ
مِســرَجَتي لَــو فَــديتِ مـا بَخُلَـت
عَنــكِ يَــدُ الجــودِ بِالــدَنانيرِ
لَيــسَ لَنــا فيــكَ مــا نُقَــدِّرُهُ
لِكِنَّمــــا الأَمـــرُ بِالمَقـــاديرِ
مِســرَجَتي كَــم كَشــَفتِ مِــن ظُلـمٍ
جَلَّيــــتِ ظَلماءَهــــا بِتَنـــويرِ
وَكَــم غَــزالٍ عَلــى يَــدَيكِ نَجـا
مِـــن دَقِّ خُصـــيَيهِ بِـــالطَواميرِ
مَن لي إِذا ما النَديمُ دَبَّ إِلى النَ
دمـــانِ فــي ظُلمَــةِ الــدَياجيرِ
وَقـــامَ هَـــذا يَبـــوسُ ذاكَ وَذا
يُعنِـــقُ هَـــذا بِغَيـــرِ تَقــديرِ
وَاِزدَوَجَ القَــومُ فــي الظَلامِ فَمـا
تَســمَعُ إِلّا الرَشــاءَ فــي الـبيرِ
فَمـــا يُصـــَلّونَ عِنــدَ خَلــوَتِهِم
إِلّا صـــــَلاةً بِغَيــــرِ تَطهيــــرِ
أَوحَشـَتِ الـدارُ مِـن ضـِيائِكِ وَالبَي
تُ إِلـــــى مَطبَـــــخٍ وَتَنّــــورِ
إِلــى الرَواقَيـنِ فَالمَجـالِسِ فَـال
مِربَــدِ مُــذ غِبــتِ غَيــرُ مَعمـورِ
قَلــبي حَزيــنٌ عَلَيــكَ إِذا بَخُلَـت
عَلَيـــكِ بِالــدَمعِ عَيــنُ تَنميــرِ
إِن كــانَ أَودى بِـكِ الزَمـانُ فَقَـد
أَبقَيـتِ مِنـكِ الحَـديثَ فـي الـدورِ
دَع ذِكرَهــا وَاِهــجُ قَـرنَ ناطِحِهـا
وَاِســــرُد أَحـــاديثَهُ بِتَفســـيرِ
كــانَ حَـديثي أَنّـي اِشـتَرَيتُ فَمـا
اِشــتَرَيتُ كَبشــاً ســَليلَ خِنزيــرِ
فَلَــــم أَزَل بِـــالنَوى أُســـَمِّنُهُ
وَالتِبـــنِ وَالقَـــتُّ وَالأَثـــاجيرِ
أُبَــرِّدُ المــاءَ فــي القِلالِ لَــهُ
وَأَتَّقـــي فيـــهِ كُـــلَّ مَحـــذورِ
تَخـــدِمُهُ طـــولُ كُـــلَّ لَيلَتِهــا
خِدمَـــةَ عَبـــدٍ بِالــذُلِّ مَأســورِ
وَهـيَ مِـنَ الـتيهِ مـا تُكَلِّمُنـي ال
فَصـــيحَ إِلّا مِـــن بَعــدِ تَفكيــرِ
شــــَمسٌ كَـــأَنَّ الظَلامَ أَلبَســـَها
ثَوبـاً مِـنَ الزِفـتِ أَو مِـنَ القيـرِ
مِـــن جِلــدِها خُفُّهــا وَبُرقُعُهــا
حَــوراءُ فــي غَيـرِ خِلقَـةِ الحـورِ
فَلَـم يَـزَل يَغتَـذي السُرورَ وَما ال
مَحـــزونُ فـــي عيشــَةٍ كَمَســرورِ
حَتّــى عَــدا طَــورَهُ وَحُــقَّ لِمَــن
يَكفُـــر نُعمـــى بِقُــربِ تَغييــرِ
فَمَـــدَّ قَرنَيـــهِ نَحـــوَ مِســرَجَةٍ
تُعَـــدُّ فــي صــَونِ كُــلِّ مَــذخورِ
شـــَدَّ عَلَيهـــا بِقَــرنِ ذي حَنَــقٍ
مُعَـــــوَّدٍ لِلنِطــــاحِ مَشــــهورِ
وَلَيـــسَ بَقـــوى بِرَوقِـــهِ جَبَــلٌ
صـــَلدٌ مِــنَ الشــَمخِ المَــذاكيرِ
فَكَيـــفَ تَقـــوى عَلَيــهِ مِســرَجةٌ
أَرَقُّ مِـــن جَـــوهَرِ القَـــوارايرِ
تَكَســـَّرَت كَســـرَةً لَهـــا أَلَـــمٌ
وَمـــا صــَحيحُ الهَــوى كَمَكســورِ
فَــــأَدرَكَتهُ شـــَعوبُ فَاِنشـــَعَبَت
بِــالرَوعِ وَالشــِلوُ غَيــرُ مَقتـورِ
أُديـــلَ مِنـــهُ فَـــأَدرَكَتهُ يَــدٌ
مِـــنَ المَنايـــا بِحَــدِّ مَطــرورِ
يَلتَهِــبُ المَــوتُ فـي ظُبـاهُ كَمـا
تَلتَهِــبُ النــارُ فــي المَسـاعيرِ
وَمَزَّقَتـــهُ المُــدى فَمــا تَرَكَــت
كَــفُّ الفِــرا مِنــهُ غَيـرَ تَعسـيرِ
وَاِغتـــالَهُ بَعــدَ كَســرِها قَــدَرٌ
صــــَيَّرَهُ نَهــــزَةَ الســــَنانيرِ
فَمَزَّقَــــت لَحمَــــهُ بَراثِنُهــــا
وَبَـــــذَّرَتهُ أَشـــــَدَّ تَبــــذيرِ
وَاِختَلَسـَتهُ الحِـداءُ خَلسـاً مِـعَ ال
غِربـــانِ لَــم تَزدجِــر لِتَكــبيرِ
وَصــــارَ حَــــظَّ الكِلابِ أَعظُمُـــهُ
تُهَشــــِّمُ أَنحاءَهــــا بِتَكســـيرِ
كَـــم كاســـِرٍ نَحـــوَهُ وَكاســِرَةٍ
ســـِلاحُها فــي شــَفا المَنــاقيرِ
وَخـــــامِعٍ نَحــــوَهُ وَخامِعَــــةٍ
ســـِلاحُها فـــي شــَفا الأَظــافيرِ
قَــد جَعَلَــت حَــولَ شــِلوِهِ عُرُسـاً
بِلا اِفتِقــــارٍ إِلـــى مَزاميـــرِ
وَلا مُغَــــنٍّ ســــِوى هَماهِمِهــــا
إِذا تَمَطَّــــت لِـــوارِدِ العيـــرِ
يــا كَبــشُ ذُق إِذ كَسـَرتَ مِسـرَجَتي
لِمُديَـــةِ المَــوتِ كَــأسَ تَنحيــرِ
بَغَيــتَ ظُلمـاً وَالبَغـيُ مَصـرَعُ مَـن
بَغـــى عَلـــى أَهلِـــهِ بِتَغييــرِ
أُضـــحِيَّةٌ مـــا أَظُـــنُّ صــاحِبَها
فـــي قَســـمِهِ لَحمَهــا بِمَــأجورِ
عاصِم بن وَهب البُرجُمي.شاعر عباسي من الشعراء العباسيين المنسيين.من مواليد العقود الوسطى من القرن الثاني بالكوفة،نشأ وتأدب بالبصرة ووفد إلى سامراء أيام المتوكل.كانت بينه وبين محمود الوراق الشاعر مودة وكانا لا يفترقان.كان من الطياب المتماجنين كثير النوادر فنفق عند المتوكل لإيثاره العبث كما يقول أبو الفرج.عمر طويلاً.له شعر في مجمع الذاكرة.