
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا اِثْـنِ عَلـى أَهـلِ المَكارِمِ وَالفَخرِ
ثَناءَ الصَّبا اللطفِيّ على نَفحَةِ الزّهرِ
وَزَيِّـنْ نُحـورَ النَّظـمِ فـي عَقدِ مَدحِهم
كَتَزييـنِ سـِلكِ الـدُرِّ بارقـةَ الثّغـرِ
وَأَفصــِحْ بِتَــبيينِ المَديــحِ مُهـذَّباً
بِتَحسـينِ سـَبكٍ فَالبيـانُ مِـنَ السـِّحرِ
وَأَيقــن إِذا مــا جِئتَ فـي كـلِّ درَّةٍ
بِأَنَّــكَ كَالمُهــدي الجَـواهِرَ لِلبَحـرِ
وَصـَفِّ جَنـانَ الفِكـرِ مِـن كَـدرِ الهَوى
فـإنّ صـَفاءَ المـدْحِ عنـد صـَفا السِّرِّ
أَلَــم تَــرَ أَنَّ العِشـقَ مِنـه تشـتّتتْ
حَواسـي وأعضـائي وذِهنـي مـع الفِكرِ
وَلَكنّنــي أَفلَــتُّ مِــن قيــدِ أَسـرِهِ
وَكــانَ مُحــالاً أَن أُفــكَّ مـنَ الأَسـرِ
وَآليـــتُ أَنّـــي لا أَحــومُ بِقُربِــهِ
فَـإِنّ الهَـوى بِـالقَهرِ مسـتعبِدُ الحرِّ
وَعاذِلَـــةٍ جـــاءَت إِلَــيَّ تَلــومُني
عَلــى رَفضـِهِ وهـيَ الجَـديرةُ بِالشـرِّ
تَقــول رَفضـتَ العِشـقَ قُلـتُ مُجيبهـا
تَخلّصـتُ مِنـهُ فـي اِمتِـداحِ أَبـي بَكرِ
أَخـو المَجـدِ شـِبلُ العِـزِّ نَجلُ أَكارم
أَبـو الفضلِ صِنوُ الفخرِ جَوهرةُ الدهرِ
هـوَ الصـدرُ قَـد طـابَت مَـوارِدُ صَدرِهِ
فَطـابَتْ صـُدورُ النّاسِ مِن مَوردِ الصدرِ
هــوَ الســيّدُ الصـوّاف أَعـذَبُ مَنهَـلٍ
بِـهِ يَشـتَفي قَلـبُ المَعـالي مِنَ الحرِّ
لَـهُ الهِمَّـةُ العُليـا لَهُ تخدمُ العُلى
لَـهُ الشـرَفُ العـالي عَلى شَرفِ البَدرِ
فَلَـو رامَ أَن يَرقـى السـِّماكَ لَجـاءَهُ
عَلــى هـامِهِ كَـالبَرقِ هَرولـةً يَسـري
لَعَمــرُكَ مــا ذا العِــزُّ إِلّا مَـواهبٌ
فَــأَنَّى يكـدُّ النَّفـسَ مُكتَسـِبُ الفَخـرِ
وَأَنّـى الَّـذي نـالَ العُلـى حينَ حَملِهِ
وَمَـن نالَهـا كَسـباً لَدى أرذَلِ العمرِ
فَكـــلُّ اِفتِخـــارٍ عِنــدَ آلِ محمّــدٍ
وإنّ أبــا بكــرٍ لَمِـن آلِـه الطُهـرِ
فَفــي مَــدحِهِ حَلَّيــتُ نَحـرَ قَصـيدَتي
فَضـيَّعْتُ ذاكَ الـدّرَّ فـي ذَلـكَ النحـرِ
وَكُنــتَ كَمَــن حلّـى العجـوزَ بِجَـوهَرٍ
وَمَـن خَلَـطَ الشـّهدَ المُنقَّـحَ بِـالخَمرِ
وَأَعلَــمُ أَنّــي زِدْتُ ذَنــبي إِســاءةً
بِإِهـداءِ ذا النظـمِ الحَقيقي بِالنثرِ
وَلَكنّنــي أَرجــوهُ إِذ كُنــتُ جانِيـاً
وَشـَأنُ الكريمِ العفوُ عن طالب الغُفرِ
فَيـا أَيّهـا المَـولَى إِلَيـكَ رفَعتُهـا
مهفهفــةً غيــداءَ مضــروبةَ الخِـدْرِ
وَليـدَةُ فِكـرٍ لَـم أجِـدْ خاطبـاً لهـا
ســِواكَ وقــد جاءتـكَ جاريـةً تجـري
فَخُــذها بِإِقبــالٍ وَلا تُبــدِ عَيبَهـا
فَـإِنّ خَفـاءَ العَيـبِ مـن شـيمةِ الحرِّ
وَدُم فـي أَمـانِ اللَّـهِ مـا هَـبَّ شَمألٌ
وَمـا تَرقـصُ الأغصانُ إِذْ تسجَع القُمري
وَمـا فـاحَ عَرفُ الطّيبِ مِن عطرِ مَدحِكُم
وطـابَ ابـنُ فتحِ اللَّهِ مِن ذَلِكَ العِطرِ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.