
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقبَلَــت بِالجَمـالِ ذاتُ البَهـاءِ
فَاِسـتَنارَت مِنهـا بـدورُ السماءِ
وَأَعـارَت شـَمسَ الضـُّحى مِن سَناها
فَتَبــــدَّتْ مُنيـــرةَ الأَرجـــاءِ
وَكَســَتها الكَمــالَ ثَـوبَ جَمـالٍ
وَحَبَتهــا الظُّهـورَ غِـبَّ الخَفـاءِ
أَعلَمَتَنــي بِنَفحــةٍ مِـن شـَذاها
أنّمـا المِسـكُ بعـضُ ذاك الشذاءِ
حَــدّثَتني بِلُطفِهــا عَــن نَسـيمٍ
عَـن وُرودِ الرّيـاض ذاتِ البَهـاءِ
فَهــيَ نـورٌ مِـنَ العُيـونِ مُضـيءٌ
وَاِحـوِرارٌ فـي المُقلـةِ الحَوْراءِ
وَهـيَ مـاءُ الحَيـاءِ يَسـري بحسنٍ
فـي وُجـوهِ الحِسـانِ أهلِ الحَياءِ
وَهـيَ فـي جَبهـةِ الزّمـانِ ضـِياء
وَهـيَ نـورٌ فـي الغُـرّةِ الغَـرّاءِ
وَهـيَ فـي وَجنـةِ المَحاسـنِ حُسـْنٌ
وَجَمــالٌ فـي الوَجنَـةِ الحَسـناءِ
وَهــيَ روحٌ حَلَّــت بِبـالي فُـؤادٌ
وَحيــــاةٌ لِمَيِّــــتِ الأَحيـــاءِ
أَسـفَرت مثـلَ الشـّمسِ لَكِـنْ تَبدَّت
لَـم تَـزَل لا تَـزولُ عِنـدَ اِستِواءِ
دُرّةٌ لَيــسَ مِثلَهــا فــي وُجـودٍ
قَــلَّ مثــلَ اليتيمَـةِ العَصـْماءِ
لـو غَـدَت أَنجُـمُ السـَّماءِ عُقوداً
وَهــي فيهــا تَفَـرَّدَت بِالضـِّياءِ
وَتَــردَّت تِلــكَ النّجـومُ لَـدَيها
مِــن خُســوفٍ بِالحلّـةِ السـّوداءِ
وَتَعــزَّتْ عَـن حُسـْنِها حيـنَ وَلّـى
خجَلاً بِالضـــياءِ أَحلــى عَــزاءِ
فَلِجيــدي الهنـاءُ فيهـا تَحَلَّـى
وَلَــهُ السـَّعدُ غِـبَّ ذاك الهنـاءِ
وَلِرَأسـي الفخـارُ مِـن حَيثُ أَضحَت
خَيــرَ تــاجٍ مكلّــلٍ بِالبَهــاءِ
مُـذْ غَـدَت فـي النّظامِ خَيرَ قَصيدٍ
فَهــيَ قَصــدي وَبُغيَـتي وَمنـائي
أُهـــدِيَتْ مِنحَــةً إِلــيَّ فَحَلَّــت
فـي مَحَـلِّ القَبـولِ ثـمَّ الرِّضـاءِ
قَـد حَبـاني بِهـا مِنَ الفضلِ بَحرٌ
وافـرُ الفَضـلِ كامِـلٌ في السَّخاءِ
أَعَجيــبٌ إِهــداؤُهُ الـدّرَّ فَضـلاً
وَهــوَ بَحــرٌ لِلــدُّرِّ ذو إهـداءِ
فَهـوَ حَـبرُ العلـومِ كَنـزُ فُهـومٍ
عَلَــمُ الفضــلِ مُفـردُ العُلَمـاءِ
بَهجـةُ الـوقتِ تحفةُ الدّهرِ فَرداً
مَنهَــجُ القصــدِ رَوضـةُ الأدبـاءِ
جُملَـةُ المَجـدِ مفـردُ الفخـرِ فَذٌّ
عَـن نَظيـرٍ فـي العـزِّ والعلياءِ
حَســَنُ الـوجهِ وَالصـّفاتِ جَميعـاً
مُرتَضـى الفِعـلِ أَشـرَفُ الشـرفاءِ
فَهــوَ سـِبْطُ الرّسـولِ وَهـوَ عَلـيٌّ
كَــرَّمَ اللَّــهُ وَجهَــهُ بِالضـّياءِ
كَعبَـةُ العِـزِّ وَهوَ رُكني اليَماني
فَـإِلَيهِ فـي المُعضـِلاتِ اِلتِجـائي
قِبلـةُ القَصـدِ نَحـوَهُ وَجْـهُ قَصدي
أَنــا وَجَّهتُــه بِــدونِ اِمتِـراءِ
جـامِعُ العِلـمِ فـي زَوايـا فهومٍ
رَكَعَــت عِنــدَها نُهــى الفضـلاءِ
وَخَطيــبٌ فــي مِنبَـرٍ مِـن بَيـانٍ
مِنــهُ ذَلَّــت مَصــاقِعُ الخطبـاءِ
فَلَــهُ خُلُـقٌ كَالنّسـيمِ فَلَـو فـا
حَ لأضـــحى ورْداً نبـــاتُ الفلاءِ
وَلَــهُ خَلـقٌ يُنبِـئُ الحُسـنُ عَنـهُ
إِذْ تَمَنَّتْـــهُ أَنجُــمُ الجَــوزاءِ
وَمَضـــاءٌ كَلَمــحِ طَــرْفٍ وَعَــزمٍ
عَلَّـمَ النَّجـمَ مِنـهَ حُسـْنَ المضاءِ
وَعُلـومٌ قَـد فـاقَتِ البحـرَ وُسْعاً
وعطــاءٌ يفــوقُ قطــرَ السـماءِ
وحَيــاءٌ فــي غَيــرِ حَـقٍّ جَليـلٌ
ووقــارٌ قــد زيــنَ بالإغضــاءِ
شـَمسُ هُـدىً في مَطلعِ الخيرِ تَبدو
حَيـثُ حَلَّـت فـي جَبهَـةِ العَليـاءِ
فَـاِفخَري يـا رَشـيدُ عِـزّاً وَتيهاً
وتحلَّــــــيْ بحلّـــــةِ الخُيَلاءِ
ثــمَّ دوســي بِأَخمصـَيك الثُّريَّـا
تَمنحيهــا بِالـدَّوْسِ حُسـْنَ اِعتِلاءِ
فَلَقَــد كُنــتِ يـا فَريـدَةَ عقـدٍ
صـــَدَفاً لِليَتيمَـــةِ العَصــْماءِ
وَإِلَيـــكِ اِنتمــاؤُهُ بِاِنتِســابٍ
فَلــك السـّعدُ غِـبَّ ذا الاِنتمـاءِ
فَحَمــاكِ الإِلــهُ مِــن كـلِّ شـَيْنٍ
وَحَبــاكِ القـديمُ حُسـْنَ البقـاءِ
أَيّهـا الشـَّهمُ مِنـك شـُرِّفْتُ فَضلاً
بِعَـــروسٍ كَالغــادةِ الغَيــداءِ
بِنـــتُ فِكــرٍ تَخَــدَّرَت بِجَمــالٍ
وَلَهـا اللّطـفُ كـانَ خَيـرَ خِبـاءِ
وَهـيَ بِكـرٌ وَمـا لَهـا أَنـا كُفؤٌ
وَهــيَ شــَرعاً عَديمَــةُ الأكفـاءِ
وَهــيَ ســِحرٌ مِــنَ البَيـانِ حَلالٌ
وَمِــنَ الشــّعرِ حِكمَـةٌ بِاِعتِنـاءِ
لَـو رَآهـا أَهـلُ البَلاغَـةِ تاهُوا
وَأَقـــرُّوا بِــالعَجزِ والإعْيــاءِ
وَاِعتَلاهُــم تَحيُّــرٌ حيــنَ تُتلـى
وَاِعتَراهُــم تَلجلُــجُ الفَأفــاءِ
كُنـتُ حُـرّاً لَـدَى الكِـرامِ رَقيقاً
وَشـــَريفَ الأَخـــوالِ وَالآبـــاءِ
مُـذْ أَتَتنـي صـَيَّرتني لَـك عَبـداً
فَكَـــأنّي ملكتَنـــي بالشــِّراءِ
فَلِجيـــدي جعلتَهـــا عِقــدَ دُرٍّ
وَهــيَ تَبــدو لِلعبـدِ عَقْـدَ ولاءِ
وَهــيَ عِنــدي تَميمـةٌ ثـمَّ حِـرزٌ
أَتَــداوى بِهــا وَفيهـا شـِفائي
كَيـفَ أَرجـو مِثالَهـا فـي نِظامي
أَعَلـى المُسـتحيلِ أبنـي رَجـائي
أَيـنَ لـي مثلُهـا وَأَنَّـى لِمِثلـي
حَيــثُ أَنّـي أُعَـدُّ فـي الغَوغـاءِ
كـلّ مَـن رامَ مِثلَهـا فـي نِظـامٍ
أَســـلَمَتهُ أَوهـــامُهُ لِلشــّقاءِ
ذاكَ فَضـلُ اللَّـهِ الكريـمِ تَعالى
وَهــوَ فَيــضٌ مِـن فَيـضِ ذي الآلاءِ
فَــاِبقَ أَيُّهــا الإِمــامُ بِخَيــرٍ
وَبِغَــزٍّ يَبقــى بِــدونِ اِنتِهـاءِ
وَتَفضــَّلْ عَلــى الفَقيــرِ بِــدُرٍّ
أَيّهـا البّحرُ في السّخا وَالعَطاءِ
وَاِحْــبُ هَــذي العجــوزَ بِســِترٍ
فَهــوَ مَهـرُ العَجـوزةِ الشـّوهاءِ
وَاِرْقَ مِـن ذَروَةِ المَعـالي سـَماءً
بِســُرورٍ يوليــكَ خيــرَ هَنــاءِ
ما اِبنُ فَتحِ اللَّهِ المُهَيمنِ أَثنى
فـي نِظـامٍ عَلَيـك خَيـرَ الثنـاءِ
أَو تَغَنّــى الحَمـامُ فَـوقَ غُصـونٍ
فـي صـَباحٍ وَمـا شَدا في المَساءِ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.