
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِ الصـبَّ ذا الأَشـجانِ ماذا بِها أَلفى
وَهَــل قَطــعَ الإِبعــادُ أحشـاءَهُ أَلفـا
يَهيــمُ عَلــى الأَبعـادِ وَلْهـانَ واجِـداً
كَمـا الظبيـةُ الثّكلـى إِذا فَقَدَت خَشْفا
إِخــالُ شــُعاعَ الشــَّمسِ نـورَ حَبيبـتي
فَأُرســِلُ آمــالي تَمــدُّ لَهــا طَرفــا
كَظَــنِّ الثريّــا ثَعلـبُ الفَجـرِ طالِعـاً
مِــنَ الحَـبِّ عنقـوداً يَـرومُ لَـهُ قَطفـا
وَجِســميَ مَبنــيٌّ عَلـى السـُّقمِ وَالضـّنا
وَلَـم يَـكُ إِلّا اِسـماً لَقَـد أَشبَهَ الحَرفا
تَمَكَّــنَ مِنــهُ الحــبُّ إِذ صـارَ أَمكنـاً
وَلَكِـن مِـنَ التّعـذيبِ لَـم يَجِـد الصّرفا
تَمــرُّ بِــيَ الظّلمــاءُ تَعـدو خُيولُهـا
تُهَـــروِلُ قـــدّامي فَأُبصــِرُها خَلفــا
سـَميري الـدّجى حتّـى أَرى الفجرَ طالِعاً
يَكــرُّ عَلــى الخَضـراءِ يَركَبُهـا طِرفـا
كَــأَنّ نُجــومَ الشــَّرقِ قُطـنٌ إِذا بَـدَت
يَطيــرُ إِذا النــدّافُ يَنــدُفُه نَــدفا
وَمـــا الشــّرقُ إِلّا مِنجَنيــق نجــومُهُ
لَقَـد بـاتَ نَحـوَ الغَـربِ يَحـذِفُها حَذفا
كَـــأَنَّ الثريّـــا عِقـــدُ درٍّ وَجَــوهَرٍ
إِذا حَـلَّ فيهـا البـدرُ يَجعَلُهـا شـَنفا
كَــأَنَّ ســُهَيلاً قلبِــيَ الصــبُّ خافِقــاً
كَفَــرخِ حَمــامٍ خـافَ مِـن خـاطِفٍ خَطفـا
كَـأَنّ السـُّهى جِسـمي الّـذي ذابَ بِالنَّوى
فَطَـوراً لَقَـد يَبـدو وَتـاراً لَقَـد يَخفى
أَرى البـدرَ ثُلـثَ اللّيـلِ وَاللّيلُ حالِك
كَــأَنَّ ذِراعَ اللّيــثِ مَــدّتْ لَــه كفّـا
وَقَـد أَدركـت مِنـهُ عَلـى البُعـدِ نِصـفَهُ
فَــأَبقَت لَـهُ نِصـفاً وَقَـد خَطَفـت نِصـفا
تَصــاغَرَ مُســودّاً إِلـى الغَـرب هاوِيـاً
وَقَـد جَـرَّ ثَـوبَ الحـزنِ لِلخَسفِ وَاِستَخفى
عَجِبــت بِهـذا الحـالِ مِنـهُ فَقيـلَ لـي
أَمـا شـِمتَ شـَمسَ الفَضـلِ قَد ظَهَرت كشفا
بَـدَت فـي بُـروجِ السّعدِ مِن مَطلَعِ العُلى
عَلـى الشـَّرفِ الأَعلـى فَمـال بِهـا عِطفا
وَمـا الشـَّمسُ إِلّا الشـَّهمُ مَـن طابَ صيتُهُ
وَضــاعَ كَنَشـرِ الطيـبِ مِـن طَيِّـهِ عَرفـا
أَخـو الحِذْقِ وَالرّأيِ السّديدِ وَذو الحِجى
وَمَـن حـازَ حُسنَ الخلقِ وَاللُّطفَ وَالظّرفا
أَبو الفَوزِ وَابن الفوزِ وَالخيرِ وَالتّقى
وَمَـن لَـم نَكُن في الدّهرِ نُحصي لَهُ وَصفا
هـوَ البحـرُ بَحرُ العِلمِ وَالحِلمِ وَالنّدى
فَـدونَك مِنـهُ الرّشـفُ أَو دونَـك الغَرْفا
هـوَ الجَهْبَـذُ النحريـرَ وَالعـالِمُ الّذي
تَحقّــق بِـالتّحريرِ مِـن قَبـلِ أَن يُلفـى
هـوَ البحـرُ فيـهِ الدُرُّ إِن شِئتَ فَالتَقِط
فَــإِنَّ عُيــونَ القَلــبِ مِـن دُرّه تشـفى
إِمـــامٌ بِمِحـــرابِ العُلـــومِ مقــدَّمٌ
وَقَـد قـامَ أَهـلُ الفَضـلِ مِـن خَلفِهِ صَفّا
هـوَ الجَوهَرُ المَظروفُ في المَجدِ وَالعُلى
وَلَــم تَكُــنِ العَليــاءُ إِلّا لَـهُ ظَرفـا
هُـوَ الأَشـرفُ المُمتـازُ فـي مَوكِبِ العُلا
وقــد لبـس العليـاءَ فـي رجلـه خُفّـا
بَليــغٌ مِــنَ التّبيــانِ يَنظِـمُ جَـوهَراً
بِســلكٍ مِــنَ اليــاقوتِ يُتقِنُـه رَصـفا
فَمِنــهُ المَعــاني بِالبَيــانِ بَديعَــةٌ
وَمِـن عَسـجَدِ الأَلفـاظِ صـاغَ لَهـا حَرفـا
تَرعـرَعَ فـي المَعـروفِ مِـن حيـنِ مَهـدِهِ
وَتــاجَرَ فــي الآدابِ فَاِكتسـَبَ اللُّطفـا
فَيـا فَـردَ أَهـلِ العَصـرِ يا عَينَ مَجدِهِم
وَأَكرَمِهـــم أَصـــلاً وَأَكثَرِهــم عَطفــا
إِلَيـكَ اِبـنُ فَتـحِ اللَّـهِ يهـدي خَريـدةً
مخــدَّرةً بــالفكر قــد زفّهــا زفّــا
فَأَقْبِــلْ عَلَيهــا بِــالقَبولِ وَبِالرِّضـا
وَغُـضَّ أَخـا الإِحسـانِ عَـن عَيبِهـا طَرفـا
وَدُمْ بِأَمــانِ اللَّــهِ مــا صـَدَحَت عَلـى
غُصــونُ الرُّبــى وُرْقٌ ومـا خضـبَت كَفّـا
وَمــا قــالَ ذو حُــبٍّ لحِــبٍّ مُخاطبــاً
سـَلِ الصـَّبَّ ذا الأشـجانَ ماذا بِها أَلفى
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.