
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا المَرءُ لَم يَدنُس مِنَ اللّؤمِ عِرضُهُ
فَــذاكَ كَريــمُ النّفـسِ وَهـوَ أَصـيلُ
وَإِن لَبِــسَ الأَطمـارَ وَالعِـرضُ أَبيَـضٌ
فَكُــــلّ رِداءٍ يَرتَــــديهِ جَميـــلُ
وَإِن هـوَ لَـم يَحمِل عَنِ النّفس ضَيمها
وَمــا إِن عَزيــز النّفـسِ إِلّا حَمـولُ
فَلا يَرتَجــي حُســنَ الثّنـاءِ وَطيبـهُ
فَلَيــسَ إِلــى حُسـنِ الثّنـاءِ سـَبيلُ
تُعَيِّرُنـــا أَنّــا قَليــلٌ عَديــدُنا
وَتَقضـي المَعـالي أَن تَقـلَّ الفُحـولُ
وَلَمّــا قَعِنــت أَنّ الكِـرامَ قَليلـةٌ
فَقُلــتُ لَهــا إِنّ الكِــرامَ قَليــلُ
وَمـا قَـلَّ مَـن كـانَت بَقاياهُ مِثلَنا
فَكَــم واحــدٍ مِنّــا لِأَلــفٍ عَــديلُ
وَسِلســِلَةُ العَليــاءِ نَحـنُ نِظامُهـا
شــَبابٌ تَســامَوا لِلعلــى وَكُهــولُ
وَمــا ضــَرَّنا أَنَّـا قَليـلٌ وَجارُنـا
مُجــارٌ مَصــونٌ مــا إِلَيــهِ وُصـولُ
عَظيــمٌ جَليـلُ القَـدرِ سـامٍ جِـوارُهُ
عَزيـــزٌ وَجــارُ الأَكثَريــنَ ذَليــلُ
لَنــا جَبــلُ يَحتَلّــه مَــن نُجيـرهُ
وَلَيــسَ لِبَــدرِ العــزِّ عَنـهُ أُفـولُ
وَحصـــنٌ حَصــينٌ لا يطــالُ نَزيلــه
مَنيــع يَــردّ الطّــرفَ وَهـوَ كَليـلُ
رَسـا أَصـلُهُ تَحـتَ الثّـرى وَسـَما بِهِ
بُــروج شـُموسِ المَجـدِ فيهـا نُـزولُ
أُصـــولُ مَعـــالٍ فَــوقَهُ وَعَلا بِــهِ
إِلــى النّجـمِ فَـرعٌ لا يُنـال طَويـلُ
هـوَ الأَبلَـقُ الفَـردُ الّذي سارَ ذِكرُهُ
وَلَيــسَ لَــهُ فـي الخـافِقَينِ مَثيـلُ
عَلـــيٌّ رَفيـــعٌ لا يُنــال نَزيلُــهُ
يَعِــزُّ عَلــى مَــن رامَــهُ وَيَطــولُ
وَإِنّــا لَقـومٌ لا نَـرى القتـلَ سـُبَّةً
وَيَفخَــرُ مِنّــا فيــهِ جِيــلٌ فَجيـلُ
وَكَيــفَ نَــرى مـا فيـهِ فَخـرٌ سـُبَّةً
إِذا مـــا رَأتــهُ عــامِرٌ وَســَلولُ
يُقَــرِّب حُــبُّ المَـوت آجالَنـا لَنـا
وَلَــم يَـكُ حُـبُّ المَـوتِ عنّـا يَـزولُ
وَدِدنــاهُ بُغضــاً بِالحَيـاةِ جبانـةً
وَتَكرَهُــــهُ آجــــالُهم فَتَطــــولُ
وَمــا مـاتَ مِنّـا سـَيّدٌ حَتـفَ أَنفِـهِ
وَمَــوتُ لُيـوثِ الحَـربِ حَتفـاً قَليـلُ
وَلا أَســرَ الأَعــداءُ مِنّــا مقـاتِلاً
وَلا ضــَلَّ مِنّــا حَيــثُ كــانَ قَتيـلُ
تَســيلُ عَلـى حَـدِّ الظُّبـاتِ نُفوسـنا
وَفــي حَــدِّها لِلأســد نَفسـا مَسـيلُ
أَنَفْـسٌ لَنـا سـالَت عَلـى غَيـرِ حدِّها
وَلَيســَت عَلـى غَيـرِ الظّبـاتِ تَسـيلُ
صــَفَوْنا فَلَـم نكـدرْ وَأَخلـص سـرَّنا
حَليـــبٌ رَضـــِعناهُ وَنَحــنُ طفــولُ
وَطَيّـب مِنّـا الأَصـلَ وَالنّفـسَ وَالنّدى
إِنـــاثٌ أَطــابَت حَملَنــا وَفُحــولُ
عَلَونـا إِلـى خَيـرِ الظّهـورِ وَحَطّنـا
تَعـزّ العُلـى فينـا وَتَسـمو الأُصـولُ
بِمَجــدٍ مِــنَ الأَصــلابِ وَهـيَ شـَريفَة
لِــوَقتٍ إِلــى خَيـرِ البطـونِ نُـزولُ
وَإِنّـا كَمـاءِ المُـزنِ ما في ضبابنا
ســِوى هامِــل بِالوَبـلِ وَهـوَ هطـولُ
وَإِنّـا كِـرامٌ لَيـسَ فـي سـُحبِ جورنا
جَهـــامٌ وَلا فينـــا يُعَــدّ بَخيــلُ
وَنُنكِـرُ إِن شـِئنا عَلى النّاس قَولَهم
وَإِنّــا إِلــى قَـولِ الصـّوابِ نَميـلُ
فَلا خَطـــأ فيـــهِ نخطَّـــأُ منهُــمُ
وَلا يُنكِــرونَ القَــولَ حيــنَ نَقـولُ
إِذا ســـَيِّدٌ مِنّــا خَلا قــامَ ســَيّدٌ
هِزَبــرٌ وَســيمُ الـوجهِ وَهـوَ جَليـلُ
رَفيـعُ الـذّرى خِدنُ المُروءَةِ وَالنّدى
قَــؤولٌ بِمــا قـالَ الكِـرامُ فَعـولُ
وَمــا خَمَـدت نـارٌ لَنـا دونَ طـارِق
وَلا زالَ لِلضـــيفانِ فيهــا دَليــلُ
وَمـا فـي لِسانِ النّاسِ إِلّا اِمتِداحُنا
وَلا ذَمّنــا فــي النّــازِلينَ نَزيـلُ
وَأَيّامُنــا مَشــهورةٌ فــي عــدوِّنا
لِشــُهرتها فــي وَصــفِها لا نُطيــلُ
فَسـودٌ عَلَيهـم وَهـيَ بِيـضٌ لَنـا زَهَت
لَهـــا غُـــرَرٌ مَعلومَـــةٌ وحجــولُ
وَأَســيافُنا فــي كُـلِّ شـَرقٍ وَمَغـرِبٍ
لَهـا وَقـعُ فِعـلٍ طـارَ مِنـه العقولُ
وَمـا كـانَ مِـن عَيـبٍ بِها غَيرَ أَنّها
بِهــا مِـن قِـراعِ الـدّارِعِين فلـولُ
مُعــــوَّدةٌ أَن لا تُســـَلّ نِصـــالُها
وَفــي حَـدّها مـاءُ المَنايـا يَسـيلُ
وَأَن لا تُهــزَّ المَتـن غـبّ اِسـتِلالِها
وَتُغمَـــد حتّـــى يُســتَباحَ قَتيــلُ
سـَلي إِنْ جَهِلـتِ النّـاسَ عَنّـا وَعَنهُمُ
ســُؤالَ خــدينِ الحــدِّ وَهـوَ سـَؤولُ
فَتَـدري حَقيـقَ الأَمـرِ وَالعلـم نافِعٌ
فَلَيـــسَ ســـَواءٌ عـــالِمٌ وَجَهــولُ
فَــإِنّ بَنـي الـديّانِ قُطـبٌ لِقَـومِهم
هــداةٌ عَلــى كَسـبِ العُلـى وَدَليـلُ
وَأَبنـاءُ فَتـحِ اللَّـهِ قطـبٌ لِحزبِهـم
تَـــدورُ رَحـــاهُم حَــولَهُ وَتَجــولُ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.