
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِـن مَطلَـعِ العـزِّ شَمس المَجدِ قَد طَلَعت
وَفــي سـَماءِ العُلـى أَنوارُهـا سـَطَعَت
أَهلاً بِهـــا قَــدمت بَيــروتَ مُســفِرَةً
بُــروق أَنوارهــا مِـن فَوقِهـا لَمَعَـت
وَفَــوقَ أَرجائِهــا وَاللَّــهِ مِـن فَـرحٍ
حَمـائم البِشـرِ قَـد غَنَّـت وَقَـد سـَجَعَت
عَمَّـــت أَشـــعّتها أَرجاءَهــا فَغَــدَت
ضــَوءاً بِـهِ فـاقَتِ الأَقمـارَ وَاِرتَفَعَـت
وَزَاحَمَــت مَنكِبــاً أَوج السـّهى وَعَلَـت
وَفـي العُلـوِّ عَلـى أَوجِ السـّهى طَمعَـت
وَهَـــزَّتِ الكشــحَ بِالأَكمــامِ راقِصــَةً
مِـنَ السـّرورِ وفـي رَوضِ الهَنـا رَتَعَـت
وَأَنشـَدت أَهلَهـا قومـوا اِرقُصوا فَرَحاً
وَسـاعِدوني فَشَمسـي اليّـوم قَـد رَجَعَـت
شـَمسُ المَعـالي بِنـورِ المَجـدِ في شَرفٍ
مِـنَ السـّعودِ بِهـا الآفـاقُ قَـد تَرعَـت
ربّ الضــّياءِ فَمــا الأَقمــارُ حاكِيَـة
أَنـوارُ عَليـائِهِ فـي الكَـونِ إِذ طَلَعَت
خِـدنُ الكَمـالِ عَلـيّ القَـدرِ مِـن شـَرفٍ
رايــاتُ ســُؤدُدهِ لِلمَجــدِ قَـد رَفَعَـت
أَسـيافُهُ الـبيضُ مـا فُلَّـت وَلا اِنثَلَمت
مِـن قَطـعِ هـامِ الأَعـادي كُلّمـا قطعَـت
وَإِنّهــا مُنــذ كــانَت لا فِطـامَ لهـا
وَلَيــسَ غيــرَ دمِ الأَعـداءِ قَـد رَضـَعَت
لَيــثُ العَريـنِ وَضـِرغامُ الـوَغى بَطـلٌ
كَـم بَيـنَ أَيـديهِ هـامُ الأُسدِ قَد رَكَعَت
قَــد ســارَ فــي حِفـظِ مَـولاهُ وَسـيّدهُ
يَــؤُمّ عَكّــا الّـتي لِلعِـزِّ قَـد وَضـَعَت
سـَعى إِلَيهـا بِيُمـن السـّعي فـي قَـدم
بِهـا المَيـامِنُ حَلَّـت مـا إِلَيـهِ سـَعَت
وَنـالَ فيهـا مِـنَ الإِكـرامِ مـا قَصـرت
عَنــهُ العِبـارَةُ إِن ضـاقَت أَوِ اِتّسـَعت
وَمِثــلُ ذَلــكَ لَــم يَخطُــر بِخــاطِرِهِ
وَالعَيــنُ لَـم تَـره وَالأذنُ مـا سـَمِعَت
وَعــادَ مِنهــا إِلـى بَيـروتَ مُبتَهِجـاً
قَريـرَ عَيـنٍ جَنَـت زَهـر المُنـى وَرَعَـت
وَمِثلَمــا راحَ مِنهـا عـادَ لَيـث شـَرى
مِنــهُ الأُســودُ تَــوَلَّت حينَمـا فَزَعَـت
فــي مَـوكِبِ العـزِّ وَالعليـاءُ تَحمِلُـهُ
قَــد زُيّنَــت بِثيـابِ المَجـدِ وَاِدَّرَعَـت
يـا لَيـثَ غـابٍ لَـهُ الآسـادُ قَـد خَضَعَت
وَمــا ســِواهُ لَـهُ الآسـادُ قَـد خَضـَعَت
أَوحَشــتَ بَيــروتَ لمّــا غبـتَ متّجهـاً
لِنَحـوِ عكّـا الّـتي لِلسـّعدِ قَـد جَمعَـت
لَكِنّمـــا شــبلَك المِصــباحُ آنَســَها
لَـولاهُ كـانَت مِـنَ الإِيحـاشِ مـا هَجَعَـت
أَنــارَ أَكنافَهــا فــي حُســنِ غُرّتِـهِ
ذات الضــّياءِ الّـتي أَنوارُهـا سـَطَعَت
كــانَت تَشــمّ بِــهِ مِنكُــم رَوائِحكـم
يـا طيبَهـا نَفحـةً لِلقَلـبِ قَـد نَفَعَـت
قَــدمت خَيــرَ قُــدومٍ قَـد سـررتَ بِـهِ
مِنّـا قُلوبـاً لَـدى أَنْ غبـت قَـد جَزعَت
وَالحَمــدُ للَّــه شــاهَدنا بِأَعيُننــا
أَنـوارَ وَجهِـك فـي بَيـروت قَـد لَمَعَـت
إِنّـي أُهنّيـك فـي هَـذا القُـدومِ كَمـا
هَنّـأت نَفسـي الّـتي بِالبعـدِ قَد قمعَت
وَاِسـلَم وَدُم مِـن ذُرى العَلياءِ في شَرَف
تَرقـى المَعـالِيَ لا اِنحَطّـت وَلا اِتّضـَعَت
كَــذلكَ لا زِلــت بِالمِصــباحِ مُبتَهجـاً
تَــراهُ جَـدّاً لَـهُ الأَحفـادُ قَـد تَبعـت
ســَليمُ جِســمٍ رَغيــد العَيـشِ نـاعِمُهُ
فـي صـَهوَةِ العِـزِّ لا زَالَـت وَلا اِنقَطَعَت
طَويــلُ عُمـرٍ وَمـع طيـبِ الحَيـاةِ بِـهِ
بِلَــذَّةِ العَيــشِ مِــن تَنغيصـِهِ منَعـت
مـا قَـد غَدا الشّرق عَيناً لا نَظيرَ لَها
نَضــّاخَة لِنُجــومِ الأُفــقِ قَــد نَبَعَـت
مــا أَومَـضَ الـبرقُ مـا غَنَّـت مُطوَّقـة
في الرّوضِ ما الأَرض دَرَّ السّحبِ قَد رضَعَت
مـا العَيـنُ قَـرَّت سـُروراً كلَّمـا نَظَرَت
مِـن مَطلـع العِـزِّ شَمس المَجدِ قَد طَلَعَت
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.