
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلَّـدَ اللَّـه عَـدلَ هَـذا الزّمان
وَحَبـاهُ دَوم اللّيـالي الحِسـانِ
وَأَنــارَ الأَيّــامَ فيـهِ دَوامـاً
بِــوَزيرٍ لَقَــد خَلا عَـن مـداني
عابِــد اللَّـه شـَمس كـلِّ وَزيـرٍ
فـي سـَما المَجدِ نالَ أَرفَع شَانِ
بَحـر حكـمٍ يَمـوجُ بِالعَدلِ دَوماً
وَبِـهِ التّقـوى وَالهـدى جارِيانِ
هَـدَمَ الجـورَ مِـن أَسـاسِ بِنـاه
إِذ تَــوَخّى إِزالــةَ العُــدوانِ
وَاِنتَضـى سـَيفَ العَـدلِ سَلّاً عَلَيهِ
فَاِغتَـدى مِنـهُ هـادم البُنيـانِ
بَعـدَ عَـدل الأَشـجِّ ما إِن سَمِعنا
جـاءَ عَـدلٌ كَعَـدلِ ذا فـي زَمانِ
قـامَ بِـالحَقِّ فـي الرّعيّةِ يَمحو
بــاطِلاً كـانَ قَبـل هَـذا الأوانِ
لا يـرى عَـن أُمـورِهم خـدنَ شُغل
فَهـوَ عَنهـا لعِطفـهِ غَيـر ثـانِ
قــامَ فيهِـم بِشـَرعِ خَيـرِ نَـبيٍّ
أَشـرف الرّسـلِ رَحمـة الرّحمـانِ
أَيَّـد الـدّين ديـنَ خَيـرِ رَسـولٍ
مُخلِــص القَصـدِ كامـل الإِيمـانِ
قَمَــعَ الكفــرَ مُضـعِفاً لقـواه
بِــزَوالِ الفُجــورِ وَالطّغيــانِ
بَحـر حِلـمٍ تَـدفَّقَ الحِلـمُ مِنـهُ
وَهــوَ بِـالحِلم دائِمُ الهَيَجـانِ
نَقَلتـهُ الرّكبـان إِذ فيهِ سارَت
فَفَشــا فــي الآفـاقِ وَالأَكـوانِ
فَلَــهُ اللَّـه مِـن حَليـمٍ مَهيـب
لا يـرى وَهـوَ اللّيـث بِالحردانِ
لَــم يَكُــن يَســتَفِزُّهُ غَضـب إل
لا لِمَــولاهُ الواحــد الــدّيّانِ
فَكَــأنَّ النّبِــي أَوصــاهُ لَمّـا
قــالَ لا تَغضــَب أَوّلاً وبثــاني
مُزنـة البَذلِ غَيثُها البَذلُ سَحّا
إِذْ هَمَتْـه أَربـى عَلـى الطوفانِ
بَحـر جـودٍ نعـم وَفـي راحَـتيهِ
دونَ ميــنٍ عَينــانِ نَضــّاخَتانِ
يـا لَـهُ اللَّـه مِـن وَزيرٍ فَخيمٍ
قَـــدَّمتهُ أَماجِـــدُ الأَقـــرانِ
قَـد عَلا صـَهوةَ المَعـالي بِمَجـدٍ
فيـهِ فَخـراً نَحَـت إِلى الطيَرانِ
ما لَهُ بِالتيجانِ في الدَّهرِ فَخرٌ
إِنّمــا فيــهِ مَفخـرُ التيجـانِ
إِنّمــا فَخــرُهُ بِعِلــمٍ وَحِلــم
وَبِعـدلٍ فـي القاصي ثمّ الدّاني
وَمخــاف مِــنَ الجَليـلِ تَعـالى
وَصـــَلاحٍ وَطاعَـــة الرّحمـــانِ
وَبِزُهـدٍ فيمـا بِأَيـدي البَرايا
وَعَفـــافٍ مُشـــاهَدٍ بِالعَيــانِ
رَجـل الدّنيا واحِد الدّهرِ فَرداً
بِحَميـدِ الخصـالِ ثـمَّ المَعـاني
وَبِعَــزم وَهِمّــة فيــهِ تَعلــو
وَســَمت تَرتَقــي عَلــى كيـوانِ
وَمَضـــاءٍ فيمــا أَرادَ بِحَــزمٍ
وَبِــرأيٍ فــي غايَــةِ الإِتقـانِ
وَبِرفــقٍ وَفــي لَطيــفِ طِبــاعٍ
وَمَزايـــا شـــَريفَةٍ وَحِســـانِ
وَســـَجايا كَريمـــة وَكمَـــال
وَجَمــــال بِهيبـــة مُـــزدانِ
وَكَلامٍ تَخـــــالهُ درَّ عقـــــدٍ
لَـم تَنَـل مِثلـهُ نُحور الغَواني
وَبِصــيتٍ بَيــنَ الأَنــامِ حَميـدٍ
مِثـل مِسـكٍ فـي سـائِرِ البُلدانِ
وَبِـذِكرٍ بِـالخَيرِ فـي كـلِّ حيـن
وَثَنــاءٍ يَتلــوهُ كــلُّ لِســانِ
وَبِخــوضٍ مِــنَ الــوَغى بِبحـور
مــاجَ فيهـا ضـَياغِمُ الشـّجعانِ
لَـو تَبـدّى يَجـول فيهـا لَـوَلَّت
مِنــهُ رُعبـاً ضـياثِمُ الفُرسـانِ
وَتَـــألَّوْا مُعَقِّـــدينَ يَمينــاً
أَنَّهـم لَـم يَـأتوا إِلـى مَيدانِ
كَم وَزير بِالسّيفِ يُبدي اِفتِخاراً
وَبِـهِ فَخـر الرّمـحِ وَالهندُواني
أَيُّهـا الأَمجَـدُ السـُّمْيدع مَنْ مِنْ
ذَروَةِ المَجـدِ حـلَّ أَسـنى مَكـانِ
لا بَرِحــتَ الزّمـانَ شـَمسَ تعـالٍ
تَعتَلــي لِلســّماك وَالزّبرقـانِ
بِســـعودٍ تنـــال دَومَ خُلــودٍ
وَلَهـا فيـكَ الدّهرَ حُسنُ اِقتِرانِ
هـاكَ خِـدنَ الإِحسان بكراً رداحاً
بِنـتَ فِكـرٍ تَفـوقُ حـورَ الجِنانِ
فَــاِلتفِت نَحوَهـا بِعَيـنِ قَبـولٍ
ذا لَـدَيها مِـن غايَـةِ الإِحسـانِ
وَدُمِ الــدَّهرَ لا تُضــام بِضــَيمٍ
بِضــَمانٍ مِــن ربِّنــا وَأَمــانِ
مـا تَحلَّـى بِحليـةِ الزّهـرِ رَوضٌ
مــا تَثَنَّــت عَــرائسُ الأَغصـانِ
ما غَدا الفَتحُ داعِياً لَكَ بِالنص
رِ وَعمــرٌ يَطـولُ طـولَ الزّمـانِ
وَاِعتـدال المـزاجِ فـي كلِّ حينٍ
وَبلـوغِ المُـرادِ طبـق الأَمـاني
مــا بَـدا قـائِلاً بِـإِخلاصِ قَلـبٍ
خَلَّـد اللَّـه عَـدل هَـذا الزّمانِ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.