
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخلَى فَصَدَّ عَنِ الحميمِ وما اِخْتَلَى
ورأى الحِمَــامَ يغُصــُّهُ فَتَوسـَّلا
مــا كـانَ واديـهِ بِـأوَّلِ مَرتـعٍ
ذَعَـــرَتْ طُلاوتُــهُ طَلاهُ فَــأجْفلا
وإذا الكريمُ رأى الخُمُولَ نَزِيلَهُ
فـي بَلـدةٍ فـالحَزْمُ أن يـترحَّلا
كَالبـدرِ لَمّـا أَنْ تَضـاءَلَ جَدَّ في
طَلَــبِ الكَمــالِ فَحـازَهُ متَنقّلا
سـفَهَاً لحلْمِـكَ إِنْ رَضـِيتَ بمشـْرَبٍ
رَنِـقٍ ورزقُ اللَّـه قَـد مَلأَ المَلا
سـاهمتَ عِيسـَك مُـرَّ عيشـكَ قاعداً
أَفَلا فَلَيْــتَ بِهِـنَّ ناصـِيةَ الفَلا
فـارِقْ تَـرُقْ كالسَّيف سُلَّ فبان في
مَتْنَيْـهِ ما أَخفى القرابُ وأَخملا
لا تَحْســَبَنَّ ذهــابَ نفسـكَ مِيتَـةً
مـا المـوتُ إلّا أن تعيـش مُذَلّلا
للقَفْــر لا للفَقْـر هبهـا إنَّمـا
مَغنـاك مـا أَغنـاك أَن تَتَوسـَّلا
لا تَـرْضَ مِـن دُنْياكَ ما أَدناكَ مِن
دَنَـسٍ وَكُـن طَيْفـاً جَلا ثُـمَّ اِنجَلا
وصـِلِ الهجيـرَ بهجـرِ قـومٍ كُلَّما
أَمطَرتَهـم عَسـلاً جَنَـوْا لك حَنْظَلا
مــن غــادِرٍ خبُثَـتْ مَغَـارِسُ وُدِّهِ
فـإذا مَحَضـْتَ لـه الودادَ تأَوَّلا
أو حِلْـفِ دهـرٍ كيـف مـالَ بِوجهِهِ
أَمْســَى كـذلك مُـدْبِراً أو مُقْبِلا
للّــهِ عِلْمِــي بالزَّمـان وأهْلِـهِ
ذَنْـبُ الفضـيلةِ عندَهُم أَنْ تكملا
طُبِعُـوا على لُؤْم الطِّباع فخَيْرُهُم
إنْ قلـتُ قـال وإنْ سـكَتُّ تَقَـوَّلا
أنا مَن إذا ما الدَّهْرُ هَمَّ بخَفْضِهِ
سـامَتهُ هِمَّتُـهُ السـِّماكَ الأَعْـزَلا
واعٍ خطـابَ الخَطْـبِ وهـو مجمجـمٌ
راعٍ أَكـلَّ العيـسَ من عَدَم الكلا
لا أَســْتَكينُ لحـادثٍ فـإذا طَغَـى
غــامرتُ فيــه مُشـَمِّراً إنْ ذَبَّلا
زَعــمٌ كمُنْبَلــج الصـَّباح وراءَهُ
عَـزْمٌ كَحَـدِّ السـَّيْف صـادف مَقْتَلا
مُتَنَطّــسٌ ركــضَ الأُمُـور أوابِيـا
شُمســاً فَــرَاضَ صــعابَهُنَّ وذلَّلا
سـل بـي فكـم بـؤسٍ أغـرّ مُحَلَّـجٍ
أقبلتُـــه يأســاً أَغَــرَّ مُحَجَّلا
وَإِذا أَطـالَ لدى ابن محمودٍ يدي
صـاحبتُ أَيْمـانَ النَّـدَى مُتَطَـوِّلا
مَلِــكٌ كَفَتنــي كَفُّـهُ أَنْ أَجْتَـدِي
وأَجَلَّنــي فــأبيتُ أن أَتَبَــدَّلا
يَمَّمْــتُ جــانبَهُ جَنيــبَ خَصاصـةٍ
فرحلــتُ مَرْعِـيَّ الجنـاب مُخَـوَّلا
فَقْــرٌ تَبَســَّمَ عـن غِنـىً ومُؤَمّـلٍ
صــَدَقَتْ فَرَاســَتُهُ فَــآبَ مُمَـوَّلا
يـا بَرقُ هَل لَكَ في اِحتِمالِ تَحِيَّةٍ
عَـذُبَتْ فكـانتْ مثـلَ مائكَ سَلْسَلا
بـاكِرْ دمشـقَ بمشـقِ أقلامِ الحَيا
زُبُــرَ الرِّيــاض مُرْصـَّعاً ومكلَّلا
وَاجْـرُرْ بجَيْـرُونَ ذُيولـكَ وَاِختَصِصْ
مغَنـىً تـأزَّرَ بـالعُلَى وتَسـَرْبَلا
قِـفْ مِـن بَنـي شَيْبَانَ حينَ تَقبَّلَتْ
نجوَى المُنَى وتقابلتْ شُهُبُ العُلَى
حيث النَّدَى الربعيُّ محلولُ الحُبَى
والوابِـلُ الرَّبعـيُّ مَفْـرِيُّ الكُلَى
عَـرِّضْ لِـذِي المَجْدَيِن بي وأَبِنْ لَهُ
جُمَلاً أَبَــت لــي أَنْ أُرَى مُتَجَمّلا
فَهُنـاكَ تلقى العَيشَ أخضَرَ ناضراً
والعــزّ أقعـسَ والحبـاءَ مُكَمَّلا
فـي ظـلِّ أَرْوَعَ مـا تبسـَّمَ ضاحكاً
لعُفَــــاتِهِ إلّا غَــــدَوْتَ مُبَجَّلا
كَـالغَيثِ غَوثـاً والحِمـامِ حَميّـةً
وَالبَحــرِ بَحــراً والهلالِ تَهَلّلا
مَـولايَ عبـدُكَ مـا أقـام لأن رَجا
مَـولىً سـِواكَ ولا تَجلَّـدَ أنْ سـَلا
أدعــوكَ دعــوةَ واحـدٍ لا واجِـدٍ
بـدلاً إذا الكَلِـفُ المَشُوقُ تبدَّلا
قـد كـان جَـدّي مُقْبلاً لـو أَنَّنـي
مُـذْ غبـتُ عنك وجدتُ وجهاً مُقْبِلا
خَــوَّلتني وعمَّمتنــي وعشــيرتي
قُـلٌّ فَصـرتُ بـك المعـمَّ المُخْوِلا
وغَـدَوْتَ أحفَـى بي وأرأفَ مِن أبي
وأَبَـرَّ مـن أَخـي الشقيق وأَوْصَلا
أَشـكو نَـواكَ إِلـى سِواكَ وَأَنثني
مِـن حَمـلِ صـَدّك بَعدَ فقْدِكَ مُثْقلا
أَنـا غَـرسُ أَنْعُمِـكَ الّـذي غذَّيْتَهُ
خَطَــراتِ عَطفِـكَ فَـارتَوى وتَهَلَّلا
أصــبحتُ تلفِظُنـي البلادُ كـأنَّني
لفـظُ البليـدِ أَكـنَّ لفظاً مُشْكِلا
وأشــدُّ مـا أشـكوه أنّـك مُعْـرِضٌ
وا ضـَيْعَتي إنْ كـان ذلك عن قِلَى
نــبئي تبلَّـج فجـرُهُ عـن أَبلـجٍ
خُتلـتْ بـه ثـوبُ الزّمان ليختِلا
قـالوا الخِضـَمُّ أتـى بأَنْفَسِ دُرَّةٍ
قـدراً فقلـتُ بل الغَضَنْفَرُ أَشبَلا
صـَدقَ القَريـضُ ومـا جرى فَألٌ بِهِ
هَـذا نَصـيرُ المُلْكِ فَلتَطُلِ الطُّلَى
هَـذا الَّذي يَغشى السَّوابقَ في غدٍ
كَـأَبيهِ وَهو اليومَ أَكرمُ مَنْ تَلا
عُرِفَــتْ سـِماتُ سـَمِيِّهِ فـي وجهـهِ
رأيــاً شــِهابيّاً وَعَزْمـاً قَلْقَلا
يـا كـافلي بنَـدَى أبيـه أَبْقِـهِ
حتّــى تَكــونَ بِــوارثي مُتَكفِّلا
ومُنيـلَ محمـودٍ بـه أقضي المنى
بلِّغْــهُ فــي مَحمـودِهِ مـا أَمَّلا
وأَدِمْ علـى الأيّـام مجـدَ مُـؤمّلي
حتّــى تَـراهُ مُفَرِّعَـاً مـا أَصـَّلا
لا زلـتَ تُزْجـي كـلَّ يـومٍ عارضـاً
وتسـُلّ أَبيـض في النوائبِ مِفْصَلا
يـدعو إلـيّ ومـا يهـشُّ إلـى أبٍ
ويـزلُّ عـن أيدي القوابلِ مُقْبلا
مهــديُّ دولتــه نتيجــةُ مهـدِهِ
وفِصـَالُهُ فـي أنْ يُشـيرَ فَيفصـِلا
يسـمو إلى جدبِ العيانِ وما جنى
ويقــولُ أوَّلَ مـا يقـول فيفعلا
ضــَمِنَتْ لَــهُ أَجــدادُهُ وَجـدودُهُ
عَـدَمَ النظيـرِ فَجاءَ أَوحَدَ أَكمَلا
كَالســَّيْفِ جَـوهَرُهُ وَعُنصـُر ذاتِـهِ
صـفواً فأغْنَتْهُ الصِّفاتُ عن الكُلَى
إن كـول شـَأوك فَهـوَ كملُ سَوابِقٍ
مــا زال آخِرُهُــم يقـوّي الأوَّلا
نَسـَبٌ كَمـا اِتّسقَتْ أنابيبُ القَنَا
كســبَ العلاءَ صـغيرُهَا لمّـا عَلا
وا رَحتمــي لِلحاســِدينَ فَـإِنَّهم
قَرَعُـوا إلـى الآمال باباً مُقْفَلا
اللَّـهُ أَحْـوَطُ للعُلَـى من أنْ يرى
ســاحاً معطَّلَــةً وســَرْجاً مُهْمَلا
يـا مُوطِئي عُنُقَ الزَّمانِ وقد لقي
عنّـي فصـرتُ مـن المتـونِ كلاكلا
ومُســـَرْبلي مــن وفــرِهِ وولائِهِ
بُـرداً بتيجـانِ النُّجـومِ مُـذَيَّلا
أَصـْفَيْتَني فَحَبَـاكَ صـفْوُ خـواطري
مـدحاً تخـالُ مـن الجلال تَغَـزُّلا
وكَـذاكَ أصـبح فيـك شـِعري كلُّـه
قَـوْلاً وأصـبح فـي سـواك تَقَـوُّلا
أفــدي عُلاك مناديــاً ومناجيـاً
وأَقـي حِمـاكَ مُخاطِبـاً وَمُراسـِلا
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)