
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَعــلَ القَطيعَــةَ ســُلَّماً لِعتـابِهِ
متجـــرِّمٌ جـــانٍ علــى أحبــابهِ
مـــا زالَ يُضــمِرُ غَــدرَهُ مُتعَلّلاً
بوُشــــاته مُتَســـَتِّراً بكُـــذّابهِ
حتّـــى تَحـــدَّثَ نـــاظِراهُ فَحَلَّلا
مـا كـانَ أَوثـقَ مِـن عُـرَى أَعتابهِ
وَاللَّــهِ لَــوْلا مـا يَقـومُ بِنَصـرِهِ
مِــن نــارِ وَجنَتـهِ وَمـاءِ شـَبابِهِ
لأَبَحْـتُ مـا حَظَـرَ الهَـوى مِـن هَجرِهِ
لِيَصـــحّ أو حرَّمْــتُ حِــلَّ رِضــابهِ
وَلَكـانَ مِـن ديـنِ المُـروءَةِ تَركـهُ
فالصـَّبْر أعْـذَبُ مِـن أَليـمِ عَـذابِهِ
حَتَّــامَ أُقْبِــلُ وهــو ثـانٍ عِطْفَـهُ
وَالحُــبُّ يَحمِلُنـي عَلـى اِسـْتِجذابِهِ
وَأَقـــولُ غَرطـــنّ غَـــيَّ وُشــاتِهِ
رشـداً فـأرجو أن يفيـق لِمـا بـهِ
وَإِذا تَغيّـــرهُ لِمَعنـــىً بـــاطِنٍ
لا خَـــوفَ عـــاتِبِهِ ولا مغتـــابِهِ
يــا ظالِمـاً أَعطـى مَواثِـقَ عَهـدِهِ
بِوفــائِهِ وَالعُــذرُ مِلــءُ ثِيـابِهِ
زيَّنْــتَ لـي وجْـهَ الغـرور بموعـدٍ
كــذِبٍ فــوا ظَمَـأي لِلَمْـعِ سـرابِهِ
ونبــذْتَني نَبْــذَ الحَصـَاة مُضـَيِّعاً
ودّاً بَخِلـــت بِــهِ علــى خُطّــابِهِ
مـا كـان وصـْلُك غيـرَ هَجْعَـةِ ساهرٍ
غَــضِّ الجفـونِ فريّـع فـي أَهيـابِهِ
آهــاً لِهَـذا القَلـبِ كَيـفَ خـدعْتَهُ
مُتَصـــنِّعاً فَســَكَنْتَ ســِرَّ جَــوابِهِ
وَلِنــاظِرٍ كَتَبَــتْ إِلَيــك جُفــونُهُ
خَبَــراً فَمــا أَحســنْتَ ردّ حجـابِهِ
هَــذا هَــواكَ محكَّمــاً مــا ضـرَّهُ
مــا قَطــع الحُسـَّادُ مِـن أَسـبابِهِ
وَمَكانُكَ المَأهولُ مُحكٌم لم يَحْلُلْ به
أَحــدٌ ســِواكَ ولا أَقــامَ بِبــابِهِ
وأنــا الّــذي جَرَّبْتُــهُ فوجــدتُهُ
مــاءً تَقَــرُّ النَّفْــسُ باِسـتِعذابِهِ
فَـإِنِ اِسـتَقمتَ فـأنتَ أَنت وَإِنْ تَزُغْ
فــالْبَغْيُ مَصــْرَعُهُ علــى أربـابِهِ
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)