
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رُبَّ صـاحِبِ حانَـةٍ قَد رُعتُهُ
فَبَعَثتُـهُ مِـن نَـومِهِ المُتَزَمِّـلِ
عَرَفَـت ثِيـابَ الطـارِقينَ كِلابُهُ
فَيَبِتـنَ عَن سَنَنِ الطَريقِ بِمَعزَلِ
مـا زِلتُ أَمتَحِنُ الدَساكِرَ دونَهُ
حَتّـى دُفِعـتُ إِلـى خَفِيِّ المَنزِلِ
فَعَرَفتُـهُ وَاللَيـلُ مُلتَبِـسٌ بِنا
بِرَفيـفِ صـَلعَتِهِ وَشـَيبِ المِسحَلِ
يا صاحِبَ الحانوتِ لا تَكُ مَشعِياً
إِنَّ الشــَرابَ مُحَــرَّمٌ كَمُحَلَّــلِ
فَـدَعِ الَّذي نَبَذَت يَداكَ وَعاطِني
لِلَّــهِ دَرُّكَ مِـن نَبيـذِ الأَرجُـلِ
مِمّـا تَخَيَّـرَهُ التُجارُ تَرى لَها
قَرصـاً إِذا ذيقَت كَقَرصِ الفُلفُلِ
وَلَهـا دَبيـبٌ في العِظامِ كَأَنَّهُ
قَبـضُ النُعـاسِ وَأَخذُهُ بِالمِفصَلِ
عَبِقَــت أَكُفُّهُـم بِهـا فَكَأَنَّمـا
يَتَنـازَعونَ بِهـا سـِخابَ قَرَنفُلِ
تَســقيكَها كَـفٌّ إِلَيـكَ حَبيبَـةٌ
لا بُـدَّ إِن بَخِلَـت وَإِن لَم تَبخَلِ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.