
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعمـاد الـدّين أضْحَتْ عُرْوَةُ الد
دينِ مَعصوباً بها الفتحُ المبينْ
وَاِسـتَزادت بِقَسـيمِ الدَّولـة ال
قسـمُ مِـن إدحاضِ كيدِ المارِقينْ
مَلــكٌ أســْهَرَ عينـاً لـم تَـزَلْ
هَمُّهَــا تشـريد هَـمّ الرَّاقـدين
لا خَلَـتْ مـن كَحَـل النّصـرِ فقـد
فقـأت غَيظـاً عُيـون الحاسـدين
كُــلُّ يــومٍ مَــرَّ مِــن أيّـامِهِ
فَهــوَ عيــدٌ عـائِد لِلمسـلمينْ
لـو جـرى الإنصـافُ فـي أوصافِهِ
كَـانَ أَولاهـا أَميـر المُـؤمنينْ
مـا رَوى الرّاوُونَ بَل ما سَطّروا
مِثـلَ مـا خَطَّتْ لَه أَيدي السنينْ
إِذ أَنـاخَ الشـِّرْكُ فـي أَكنـافِهِ
بِمئي ألْـــفٍ ثَناهــا بمئيــنْ
وَقْعَـةٌ طـاحَت بِكَلـبِ الـرومِ من
قِطعَـةِ البَيْـن إلى قَطعِ الوَتينْ
إِن حَمـت مِصـرٌ فَقَـد قـام لهـا
واضـحُ البرهـان أنَّ الصِّينَ صِينْ
دَرَج الــدَّهْرُ عليهــا مُعْصــِراً
لَــم يُــدنَّس بِمـرام اللّائِميـنْ
والرُّهـا لـو لم تكن إِلّا الرُّها
لكَفَــتْ حشـْماً لشـكّ المُمْتَريـنْ
هَـــمَّ قســطنطينُ أن يَفّرعهــا
وَمَضـى لـم يحـوِ مِنها قسطَ طينْ
ولَكَـــمْ مــن ملِــكٍ حاولهــا
فتحلّـى الحَيْنُ وسْماً في الجبينْ
هــيَ أُخــتُ النَّجْــم إِلّا أنّهـا
منـه كـالنّجم لـرأي المُبْصِرينْ
مُنِيَـــتْ منــه بلَيْــثٍ قــائدٍ
بِعــرانِ الـذّلّ آسـادِ العَريـنْ
زَارهــا يَـزأرُ فـي أُسـْدِ وَغـىً
تُبـدِّلُ الأُسـْدَ مِـن الزّأْرِ الأَنين
صـَولَجوا الـبيضَ بِضـَرب نثر ال
هَـامَ فـي ساحاتِها نَثر الكرين
يــا لهــا هِمَّـةُ ثغـرٍ أضـحكتْ
مـن بني القُلفِ ثغور الشّامتين
بَرنَســـْتَ رأسَ بُرنـــس ذِلَّـــةً
بَعـدَما جاسـَت حَوايـا جُوْسـِلين
وســَرُوجُ مُــذْ وَعَــتْ أســراجَهُ
فَرَّقَــتْ جُمّاعَهــا عنهـا عِضـِين
تِلـكَ أقفـالٌ رَماهـا اللَّـه من
عَزمـهِ الماضـي بِخَيرِ الفاتِحين
شـامَ منـهُ الشـّام بَرْقـاً ودْقُهُ
مُــؤمن الخَـوفِ مُخيـفَ الآمِنيـن
كــم كنيـسٍ كَنَسـْتَ قـد رامَهـا
منـه بعد الرُّوحِ في ظلّ السَّفين
دَنَــتِ الآجــالُ مِــن آجالهــا
فأَحَلَّتْهَـا القَطـا بَعـدَ القَطين
ومنـــارٍ يجتلـــي صـــُلْبانهُ
بَيـنَ بِيـضٍ تَتبـارَى في البرين
قَرعَتــه الــبيضُ حتّــى بَـدّلت
قَرعـةَ النّـاقوسِ تَثـويبَ الأذين
بالقَسـِيميّات مقسـوماً لها الد
دَهـر فـي عَلْـكِ لُجيـنٍ أَو لجين
سـَلْ بهـا حَـرّان كـم حـرّى سَقَتْ
بَــرَداً مِـن يَـوم رُدَّت مـاردين
ســَمَطْتَ أَمــسَ سُمَيْســَاط بِهــا
نَظْــمَ جَيــشٍ مُبْهـجٍ لِلنّـاظرين
وَغَـداً يُلْقَـى علـى القـدسِ لَها
كَلْكَــلٌ يدرُســُهَا دَرْسَ الـدّرين
هِمَّــةٌ تُمســي وتضــْحى عَزمــةً
لَيــسَ حِصــنٌ إِنْ نَحَتْـهُ بحَصـِين
قُــلْ لقــومٍ غَرَّهُــم إمهــالُهُ
ســَتَذوقونَ شــَذاهُ بَعــدَ حيـن
إِنّـهُ المَـوتُ الَّـذي يـدركُ مَـن
فَــرَّ منــه مُشــحاً للغـافِلين
وهــو يُحْيــي مُمْســكي عُرْوَتـه
إنّهــا حبـلٌ لِمَـنْ تـابَ مَـتين
مَـنْ يُطِـعْ يَنْـجُ وَمَـن يَعْـصِ يكن
مــن غــداةٍ عبْــرَةً للآخَريــن
بِـكَ يـا شَمسَ المعالي رُدَّتِ الر
روحُ في المَيْتَيْن من دُنيا وَدين
أَقسـَم الجَـدّ بِـأَن تَبقـى لِكَـيْ
تَملِــكَ الأَرضَ يَمينــاً لا يَميـن
وتُفيــضُ العَـدلَ فـي أَقطارِهـا
مُنْسـِياً مُـؤْلِمَ عسـفِ الجـائرين
لا تَــزَلْ دارُكَ كَيــفَ اِنتَقَلــتْ
كعبــةً محفوفــةً بالطّــائفين
كُـــلُّ يَــومٍ يَتَحلَّــى جيــدُهَا
مِـن نَظيمِ المَدحِ بالدُّرَّ الثّمين
كُلّمــا أَخلَــصَ فيهــا دَعــوَةً
لَـكَ قـالَت أَلْسـُنُ الخَلْـقِ آمين
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)