
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أسـْنَى الممالـك ما أطَلْت منارَها
وجعلـتَ مُرْهَفَـةَ الشـِّفارِ دِسـارَها
وأحــقُّ مـن مَلَـكَ البلاد وأهلَهـا
رؤٌف تكنَّـــف عـــدلُه أقطارَهــا
مـن عـام سـام الخافِقَينِ وَحامها
مِننــاً وَزاد هَـوىً فَخـصّ نِزارَهـا
مُضـــَرِيَّةٌ طبعَـــت مَضــارِبَهُ وَإِن
عَـــدَتهُ ذَروة فــارسٍ أَســوارَها
آل الرّعيّــة وهــيَ تَجهَـلُ آلهـا
وتعــاف نُطْفَتَهـا وتكـره دارَهـا
فَــأَقرَّ ضــَجعَتَها وَأَنبــتَ نيّهـا
وأســاغ جُرْعتهـا وأثبـت زارَهـا
ملـكٌ أبـوه سـما لهـا فَسَمَا بها
وأجارهــا فعلــت سـُهيلاً جارَهـا
نَهَـجَ السـَّبيلَ لـه فَأَوضـَحَ خلفـه
وَشــَدا لـهُ يمـن العلا فَأَنارَهـا
أنشــرْتَ يـا محمـودُ ملّـةَ أحمـدٍ
مـن بعـد ما شمل البِلَى أبشارَها
إن جانـأت عَـدَلَ السـِّنانُ قَوامَها
أو نَأنـأتْ كـان الحسـام جبارَها
عقلـت مَعَ العصمِ العَواصِم مُذ غَدَت
هـذي العَـزائِمُ أسـرها وإسـارَها
وَتَكفَّلــت لَــكَ ضــُمَّر أَنضــَيتها
فــي صـَونِها أَن تَسـتردّ ضـِمارَها
كَلأت هَوامِلَهــــا ورد مطارهـــا
مــا أريشــته وَثقفــت آطارَهـا
كَــم حــاوَلَت مِـن كفتيهـا غـرّةً
غلــبَ الأســود فقلَّمـت أَظفارَهـا
أنَّـى وحـامي سـَرحِها مَـن لَو سَمَت
لِلفلــكِ بَســْطَته أَحـال مـدارَها
فـي كُـلِّ يَـومٍ مِـن فُتوحِـك سـورةٌ
للــدّين يحمــل سـِفْرُه أسـفارَها
وَمُطيلـةٌ قِصَر المنابِرِ إِنْ غَدا ال
خُطَبــاءُ تَنثُـرُ فَوقَهـا تقصـارَها
هِمَــمٌ تَحجَّلــت المُلـوك وَراءَهـا
بِـدَمِ العِثـارِ وما اِقتفَت آثارَها
وَعــزائمٌ تَســتَوئزُ الآســادَ عـن
نَهـشِ الفَـرائسِ إِن أَحـسَّ أُوارهـا
أَبـداً تقصـر طـولَ مشـرفَةِ الذُرا
بِالمَشــرفيَّةِ أَو تُطيــلُ قصـارها
فَغَــرَتْ أَفامِيــةٌ فمــاً فَهَتَمْتَـهُ
كَبَــوَار أَجناهـا الأَران بَوارَهـا
أَرهَقــتَ رائَكَ فَـوقَ رائك تَحتَهـا
فَحَططــتَ مِـن شـعفاتها أَعفارهـا
أَدركـت ثَأرَك في البُغَاةِ وَكُنتَ يا
مُختــارَ أُمّــةِ أَحمــدٍ مُختارَهـا
عارِيّـة الزّمـنِ المُغيـر سَما لها
مِنــك المعيّـر فَاِسـتَردَّ معارَهـا
زَأَرَ الهِزَبْــرُ فَقيّــدت عاناتهـا
عَصــرَ الضـلالِ وَأَسـلَمت أَعيارهـا
ضــاءَت نُجومــكَ فَوقَهـا وَلَربُّمـا
بـاتَتَ تنافِثهـا النجـوم سرارَها
أمْسـَتْ مع الشِّعْرَى العبور وأصبحت
شـُعراء تَسـتقلي الفُحـول شوارَها
وَلَكَــم قَرعـت بِمقرباتِـكَ مِثلَهـا
تلعــاً وقلّـدت الكُمـاة عـذارَها
حتَّـى إِذا اِشـتَملَتك أَشـرَقَ سورها
عِــزّاً وَحلاهــا ســَناكَ ســِوارَها
خَـرَّ الصـّليبُ وَقَـد عَلَـت نَغَماتُها
وَاِســتَوبَلَت صــَلواتُه تِكْرارَهــا
لَمّــا وَعاهــا ســَمْعُ أَنطاكيــة
ســَرَتِ الوقـار وَكَشـفَت أَسـتارَها
فَــاليَومَ أَضـْحَت تَسـتَذمّ مُجيرَهـا
مِــن جَـورِهِ وَغَـدت تـذمّ جوارَهـا
عَلِمَـت بـأَن سـَتَذوقُ جرعَـةَ أُختِها
إِن زَرَّ أَطــواقَ القبـاءِ وزارَهـا
مــاضٍ إذا قـرع الرّكـابَ لبلـدةٍ
ألْقَـتْ لـه قبـل القـراع إزارَها
وإذا مَجَــانِقُه رَكَعـنَ لِصـعبة ال
ملقـاةِ أَسـْجَدَ كالجـديرِ جـدارَها
ملَأ البِلادَ مَواهبــــاً ومَهابـــةً
حتّــى اِســتَرقّت آيُــهُ أحرارَهـا
يُـذكي العيـونَ إِذا أَقامَ لعونها
أَبَـداً وَيُفضـي بِالظّبـا أَبكارهـا
أَومـا إِلـى رمـم النَدى فَأَعاشَها
وَهَمـى لِسـابِقَةِ المنـى فَأَزارَهـا
نَبَــويُّ تَشــبيهِ الفُتـوحِ كَأَنَّمـا
أنصــارُه رجعــت لــه أنصـارَها
أَحيــا لِصــَرحِ سـَلامها سـَلمانها
وَأَمــاتَ تحــتَ عَمَارَهـا عُمَّارَهـا
إِنْ سـارَ سـارَ وقَـد تَقَـدّمَ جَيشـَه
رجـفٌ يقصـّع فـي اللّهـا دعارَهـا
أَو حـلَّ حَـلَّ حبـا القـرومِ بِهيبةٍ
سـَلَب البـدور بـدارها أبـدارَها
وَإِذا المُلوكُ تَنافَسوا دَرج العُلا
أَربــى بِنَفــس أَفرعتـه خيارهـا
ونُهــىً إِذا هيضـَت تـدلّ بِخيرهـا
وســُطىً تُــذلّ إذا عنـت جبارهـا
تُهْـدَى لمحمـود السـَّجايا كاِسـمِهِ
لــو لــزّ فاعلـةً بهـا لأَبَارَهـا
الفاعِـلُ الفعلاتِ يَنظِـمُ في الدجى
بَيـنَ النجـومِ حسـودها أَسـمارها
ســاعٍ ســَعى وَالســابقات وَراءَهُ
عَنَقــاً فَعَصـفَرَ منتمـاه عثارَهـا
كَالمضــرَجِيِّ إِذا يُصَرْصــِرُ آيِبــاً
خـرس البغـاث وَهـاجَرت أَوكارَهـا
عَرَفَـت لِنـورِ الـدينِ نـور وقائعٍ
يُغشـَى إِذا اِكتَحَلَـت بِـهِ أَبصارها
مَشـهورة سـَعَطت وَقَـد حاولتها ال
أقــدار عجـزاً أنْ تشـقّ غُبَارَهـا
للّــهِ وَجهُــكَ وَالوجــوهُ كأنّمـا
حطّـت بهـا أوقـار هِيـت وقارَهـا
وَالـبيضُ تَخنسُ في الصُّدور صدروها
هـبراً وتكتحـل الشـُّفور شـفارها
وَالخَيـلُ تدلـج تَحتَ أَرْشية القَنا
جَــذب المَواتِـحِ غـاوَرت آبارَهـا
فَبَقيـتَ تَسـتَجلي الفتـوحَ عَرائِساً
متملّيــاً صــَدرَ العلا وصــدارها
فـي دَولَـةٍ لِلنصـرِ فَـوقَ لِوائهـا
زبـر تنمِّـقُ فـي الطّلَـى أسطارَها
فالـدّينُ مَوْمـاةٌ رفعت بها الصُّوَى
وحديقــةٌ ضــَمِنَتْ يـداكَ إيارَهـا
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)