
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شـَمسُ لا كَسـْفٌ ولا تكـدارُ
ولا خَلَـتْ مـن نُـورِك الأنـوارُ
البَـدرُ مَنقـوصٌ وأَنـتَ كامـلٌ
لَـكَ السـَّرايا وَلَـهُ السـِّرارُ
بُــرؤُكَ لِلإِســلامِ مِـن أَدوائِهِ
بُــرْءٌ وفــي أعـدائِهِ بَـوارُ
مـا أَنـتَ إِلّا السـّيف صَدَّ صدأً
عَــن مَتنِـهِ مَضـْرِبُهُ البَتّـارُ
لَـو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ
لَحَملتـــهُ دونَــكَ الأَبصــارُ
وَلَـو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال
مُلــوكَ فـي فِـدائِكَ الأَمصـارُ
أَنـتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا
وَخَيرهُــم إِنْ ذُكِــر الخيـارُ
وَفـي سـَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ
للَّــهِ فــي ســَرّائِهِ أَسـرارُ
خَيـرُ مُلـوكِ الأَرضِ جَـدّاً وأَباً
إنْ هَــزَّ عِطْفَـيْ ماجـدٍ نِجـارُ
مَـدَّ عَلـى الـدّينِ رواقَ دَولَةٍ
تَنــازَعَت أَسـْمَارَها السـُّمَّارُ
عَلَـت بِنـاءً وحَلَـت فـي يَـدِهِ
فَهـيَ عَلـى السـّورِ وَالسـّوارُ
مَحمـودٌ المحمـودُ عَصـرُ مُلْكِهِ
فَلِلْحَيَـا مِـن مُزْنِـهِ اِعتِصـارُ
يـا نـورَ ديـنٍ أُظلِمَت آفاقُهُ
لَـوْ لَـمْ تَبلّـج هَـذِهِ الآثـارُ
للَّــهِ أَيّامــك مــا تَخطّــهُ
بِالمِسـكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ
ســَلِمْتَ لِلإِسـلامِ تَرعـى سـَرحَهُ
إِذا وَنَــى رُعــاتُهُ وَجـاروا
شـَكوتَ فَالـدُّنيا عَلى سُكّانِها
قــرارةٌ جانَبهــا القــرارُ
كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها
لَــولا شــِفاءٌ رَدَّهــا تمـارُ
زَرَّتْ عَلَيـكَ التُّـرْكُ جَيْـب نَسبٍ
يَحســـُدها بِزِيِّـــهِ نِـــزارُ
لا عَـدِمَتْ مِنـكَ الأَمـاني رَبَّها
مُعْطـىً مـن الإِقبالِ ما يَختارُ
ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا
فَكُــلُّ جَــرْحٍ مَســَّنا جبــارُ
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)