
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لـي بِـدارٍ خَلَت مِن أَهلِها شُغُلُ
وَلا شــَجاني لَهــا شــَخصٌ وَلا طَلَـلُ
وَلا رُســـومٌ وَلا أَبكـــي لِمَنزِلَــةٍ
لِلأَهــلِ عَنهــا وَلِلجيـرانِ مُنتَقَـلُ
وَلا قَطَعـــتُ عَلــى حَــرفٍ مُــذَكَّرَةٍ
فـي مِرفَقَيهـا إِذا اِستَعرَضتَها فَتَلُ
بَيــداءَ مُقفِــرَةً يَومـاً فَأَنعَتَهـا
وَلا ســَرى بـي فَأَحكيـكِ بِهـا جَمَـلُ
وَلا شــَتَوتُ بِهــا عامـاً فَـأَدرَكَني
فيهـا المَصـيفُ فَلي عَن ذاكَ مُرتَحَلُ
وَلا شــَدَدتُ بِهـا مِـن خَيمَـةٍ طُنُبـاً
جـارى بِها الضَبُّ وَالحِرباءُ وَالوَرَلُ
لا الحَـزنُ مِنّـي بِرَأيِ العَينِ أَعرِفُهُ
وَلَيــسَ يَعرِفُنــي ســَهلٌ وَلا جَبَــلُ
لا أَنعَـتُ الـرَوضَ إِلّا مـا رَأَيـتُ بِهِ
قَصـراً مِنيفـاً عَلَيـهِ النَخلُ مُشتَمِلُ
فَهـاكَ مِـن صـِفَتي إِن كُنـتَ مُختَبِراً
وَمُخبِــراً نَفَـراً عَنّـي إِذا سـَأَلوا
نَخــلٌ إِذا جُلِيَــت إِبّـانَ زينَتِهـا
لاحَـت بِأَعناقِهـا أَعـذاقُها النُحُـلُ
أَســقاطُ عَســجَدِهِ فيهــا لَآلِئُهــا
مَنضــودَةٌ بِســَموطِ الــدُرِّ تَتَّصــِلُ
يَفتَضــُّها فَطِــنٌ عِلــجٌ بِهـا خَبِـرٌ
فَـضَّ العَـذارى حُلاها الرَيطُ وَالحُلَلُ
فَــاِفتَضَّ أَوَّلَهــا مِنهــا وَآخِرَهـا
فَأَصــبَحَت وَبِهـا مِـن فَحلِهـا حَبَـلُ
لَــم تَمتَنِـع عِفَّـةً مِنـهُ وَلا وَرَعـاً
بِلا صــَداقٍ وَلَـم يوجَـد لَهـا عَقَـلُ
حَتّــى إِذا لَقِحَـت أَرخَـت عَقائِصـَها
فَمــالَ مُنتَثِـراً عُرجونُهـا الرَجِـلُ
فَبَينَمــا هِــيَ وَالأَرواحُ تَنفَحُهــا
شــَهرَينِ بارِحَــةً وَهنــاً وَتَنتَحِـلُ
أَرخَـت عُقـوداً مِـنَ الياقوتِ مِدمَجَةً
صـُفراً وَحُمـراً بِهـا كَالجَمرِ يَشتَعِلُ
فَلَـم تَـزَل بِمُـدودِ اللَيـلِ تُرضـِعُهُ
حَتّــى تَمَكَّـنَ فـي أَوصـالِهِ العَسـَلُ
يـا طيـبَ تِلـكَ عَروساً في مَجاسِدِها
لَـو كـانَ يَصلُحُ مِنها الشَمُّ وَالقُبَلُ
خِلالَهـــا شــَجَرٌ فــي فَيئِهِ نَقَــدٌ
لا يَرهَبُ الذِئبُ فيها الكَبشُ وَالحَمَلُ
إِن جِئتَ زائِرَهــا غَنّــاكَ طائِرُهـا
بِرَجــعِ أَلحِنَــةٍ فـي صـَوتِها هَـدَلُ
مِـن بُلبُـلٍ غَـرِدٍ نـاداكَ مِـن غُصـُنٍ
يَبكــي لِبُلبُلَــةٍ أَودى بِهـا خَجَـلُ
هَـذا فَصـِفهُ وَقُـل فـي وَصـفِهِ سَدَداً
مُــدَّت لِواصـِفِهِ فـي عُمـرِهِ الطِـوَلُ
مــا بَيـنَ رَبـعٍ وَلا رَسـمٍ وَلا طَلَـلٍ
أَقـوى وَبَينـي فـي حُكمِ الهَوى عَمَلُ
مـا لـي وَعَوسـَجُها بِالقاعِ جانِبُها
أَفعــى يُقابِلُهــا عَـن جِحـرِهِ وَرَلُ
إِنّـي اِمـرُؤٌ هِمَّـتي وَاللَـهُ يكلؤني
أَمـرانِ مـا فيهِمـا شـُربٌ وَلا أَكـلُ
حُـبُّ التَديمِ وَما في الناسِ مِن حُسنٍ
كَفّــي إِلَيــهِ إِذا راجَعتُــهُ خَضـِلُ
لا أَمـــدَحَنَّ وَلا أُخطـــي خَلائِقَـــهُ
مَـن عِنـدَهُ لـي إِذا مـا جِئتُهُ نُزُلُ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.