
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أيهــا القلـبُ لا تيـأسِ
وأيتهــا النفـسُ لا تيأسـي
أَئِنْ نفرُّوا الظبيَ لم تأنسا
لوحشــةِ ليلــي فلـم آنـسِ
وضـاقتْ بـي الأرضُ حتى كأني
مـن الضـيقِ أمسيتُ في محبسٍ
دعـاهُ يُحَجَّبْـه داجي الهموم
فما تطلعِ الشمسُ في الحِندِسِ
وإلا تُعينــا علــى ســلوةٍ
فصـبراً علـى الأعيـنِ النُعسِ
عهــدتكما طــائري بانــةٍ
وعودكمـــا خَضــِرٌ مكتســي
فأيبســهُ حـرُّ هـذا الهـوى
ومـاء الصـبا فيهِ لم ييبسِ
وسامكما الشوقُ هذا الهوان
وسـاءكما في الهوى ما يُسي
وإنــي ليحزننـي بعـدَ ذاكَ
أن يــذهبَ الحــبُّ بـالأنفسِ
فيـا أنـسَ اللهُ أهل الهوى
ومــن يخلقــونَ بلا مــؤنسِ
تــرى الصـبَّ تحسـبهُ ميتـاً
ضـجيعاً على القبرِ لم يُرمسِ
وحسبُ بني الشوقِ أن يعرفوا
بـــذلَ رؤســـهمُ النُّكـــسِ
لقد ضلَّ بينَ الهوى والعيونِ
رأيُ الفـتى الحـازم الأكيسِ
كما ضيعَ العقلُ أهلَ العقولِ
بيــنَ المدامــةِ والأكــؤسِ
فيـا كوكبَ الصبحِ إما بزغتْ
تــألق تاجــاً علـى الأرؤسِ
ويـا طلعةَ البدرِ إما سفرتِ
كما تسفرُ الخودُ في المجلسِ
ويـا غادةَ الروضِ إما جررتِ
ذيــولَ الحـرائرِ والسـندسِ
ويـا أُذُنَ الريـحِ إما وعيتِ
ســلامَ ذوي الكلــفِ البـؤَّسِ
ويـا شـفةَ الوردِ إما لثمتِ
عيونـاً تفتـحُ فـي النرجـسِ
ويــا لمــةَ الآسِ فينانــة
كُلَمَّــةِ ذي الصــَّيِّدِ الاشـوسِ
ويــا قضـبَ البـانِ مياسـةٌ
ترنــحُ كــالأهيفِ المحتسـي
خـذي للمحجـبِ عنـي السـلامَ
وقـولي نسـيتَ فـتىً ما نسي
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها