
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الإنسـانَ يطغـى حينَ يغنى
ومـا أدنى الهبوطَ من الصعودِ
يظـنُّ النـاسَ مـن خلـقٍ قـديمِ
ويحبســهُ أتــاهم مـن جديـدِ
كمـا تعمى البهائمُ حينَ ترعى
عـن الشـوكِ الكـثيرِ لأجلِ عودِ
مـتى كـانتْ جيوبـكَ مـن نضارٍ
فقـد صـارتْ جنوبـكَ مـن حديدِ
ومـن عجـبٍ يكـونُ المالُ تاجاً
وحـبُّ المـالِ أشـبهُ بـالقيودِ
فيا أسفاً على الفقراءِ أمسوا
كمثــلَ العـودِ جُفِّـفَ للوقـودِ
دمـــوعهم دنـــانيرٌ ولكــن
تعـامى الناسُ عن هذي النقودِ
أليـسَ مـن التغـابُنِ وهو ظلمٌ
جـزاءُ السـَّعي يعطـى للقعـودِ
ومـن يحصـدْ فإنَّ الويلَ أن لا
يـذودَ الطيـرَ عـنْ حبِّ الحصيدِ
ومـن يحمـلْ علـى عنـقٍ حساماً
فقـد ظمأ الحسامُ إلى الوريدِ
ومـا زال الـورى بعـضُ لبعـضٍ
حســوداً يتقــي شـرَّ الحسـودِ
يقـولُ النـاسُ إن المـالَ ماءٌ
بـهِ يحيـى المجـدُّ معَ البليدِ
أكالمـاءِ المرشـحِ مـا تـراهُ
حـوى الكـدرينِ مـن طينٍ ودودِ
وأيـنَ البحـرُ يضطربُ اضطراباً
مـن المسـتنقعاتِ علـى ركـودِ
كـذا خُلـقَ الأنـامُ فمـن شـقيٍّ
يلازمــهُ الشـقاءُ ومـن سـعيدِ
ومـن يسـخطْ علـى زحلٍ فلمْ لا
يــدير بكفــهِ نجـمَ السـعودِ
وكـم بيـنَ النحـاسِ وإن جلوهُ
وبيـنَ توهـجِ الـذهبَ الشـديدِ
نـواميس جـرتْ في الكونِ قدماً
ليتَّضـحَ الفنـاءُ مـن الخلـودِ
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها