
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدتْ قمـراً لـهُ حظـي ليالي
وجسـمي فـي هواهـا كـالهلالِ
ولاحـتْ فـي المرآةِ فقلْ سماءٌ
تولتْهــا الملائِكُ بالصــقالِ
ترقـرقَ حسـنها فيهـا فقالتْ
وفـي الطـاووسِ طبعُ الاختيالِ
وكـانتْ كالغصـونِ أصبنَ نهراً
فـداعبْنَ الظِّلالَ علـى الـزلالِ
وكنـتُ لهـا بواحـدةٍ قـتيلاً
فكيفَ بها اثنتينِ على قتالي
دعوهـا تـدرِ منها ما درينا
وتنظـر مـا نظرنـا من جمالِ
فمـــا مرآتهــا إلا كتــابٌ
يعــدُّ لهـا جنايـاتُ الـدلالِ
ومـا اتهمـتْ محاسـنها ولكنْ
يكــونُ سـجيةً مـرحُ الغـزالِ
عسـاها صـدَّقتْ مـا أخبروهـا
بـأن الطيـفَ يسـمحُ بالوصالِ
فلازمـتِ المـرآةَ كمـا أراها
تحــاولُ أنْ تُظَّفـرَ بالخيـالِ
وللحســناءِ آمــالٌ ومــاذا
يؤمـلُ في السما غيرُ المحالِ
فيـا مرآتهـا وصـفاءَ قلـبي
وعصـرَ طفولـتي وخلـوَّ بـالي
ويـا حظّـي وحاجبهـا ودهـري
وطرتَهــا وعينهــا وحــالي
تقلبـتِ الليـالي بـي ولمـا
يرعنـي إن تقلبـتِ الليـالي
كــأني صــرتُ مـرآةً لـدهري
يـرى يهـا محاسـنهُ البوالي
فلـم ينظـرْ جـبيني قَـطُّ إلا
تنفـسَ فيـهِ بـالهمِّ العُضـالِ
فـدَيتُكِ سـاعةَ المـرآةِ طولي
أمــدكِ مـن ليـاليَّ الطـوالِ
فمـا أحلـى إذا وقفتْ إليها
تبـالي بالجمـالِ ولا تبـالي
وبـانتْ فـي الحليِّ طريقَ سبقٍ
لتسـتبقَ اليميـنَ معَ الشمالِ
وأعيـى كفهـا الشعرُ اختلافاً
كمـا تعيـى الهدايةُ بالضلالِ
ولاحــتْ فـي لواحظهـا سـِمَاةٌ
كـا تجري المنيةُ في النّصالِ
فلـو نطقتْ لنا المرآةُ عنها
إذاً قـالتْ تبـاركَ ذو الجلالِ
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها