
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لأمــرٍ فيــهِ يرتفــعُ لسـحابُ
ولا يسـمو إلـى الأفـقِ الترابُ
ومـا استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ
وهـل ينبيـكَ بالسـيفِ الترابُ
ومــا سـيانَ فـي طمـعٍ وحـرصٍ
إذا مـا الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيـتُ النـاسَ كالأجسـادِ تعلو
لعزتِهـا علـى القـدمِ الرقابُ
فليـسَ مـن العجيـبِ سموُّ أنثى
علــى رجــلٍ تُرَجِّلُـهُ الثيـابُ
ولـو نفسـاهما بـدتا لعينـي
لمــا ميـزتُ أيّهمـا الكعـابُ
إنَّ لبـــاطنِ الأشــياءِ ســرّاً
بـهِ قـد أعجـزَ الأسـدَ الذئابُ
فيـا لرجـالِ قـومي مـن شموسٍ
إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نســاءٌ غيــرَ أنَّ لهـنَّ نفسـاً
إذا همّــتْ تســهلتِ الصــعابُ
فـإن تلـقَ البحـاَ تكنْ سفينا
وإن تـردِ السـما فهي الشِّهابُ
ضــعافٌ غيــرَ أنَّ لهـنَّ رأيـاً
يسـددهُ إلـى القصـدِ الصـوابُ
ومــا مــن شـيمةٍ إلا وفيهـا
لهــنَّ يــدٌ محامــدها خضـابُ
وقـومي مثـلُ مـا أدري وتدري
فهــمْ لسـؤالِ شـاعرهمْ جـوابُ
رجــالٌ غيـرَ أنَّ لهـمْ وجوهـاً
أحــقُّ بهـا لعمرهـمُ النّقـابُ
غطارفـةٌ إذا انتسـبوا ولكـن
إذا عُــدُّوا تصـعلكَ الانتسـابُ
جـدودهمُ لهـم فـي الناسِ مجدٌ
وهـمْ لجـدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري
يكــذبهُ إذا نعــبَ الغــرابُ
عجيــبٌ والعجـائبُ بعـدُ شـتَّى
بأنّـا فـي الـورى شـيءٌ عجابُ
تقـدمنا النسـا ونفـوسُ قومي
مــن اللائي عليهــنَّ الحجـابُ
ومـا غيرُ النفوسِ هي البرايا
وأنثاهــا أو الرجـلِ الإهـابُ
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها