
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـومٌ بهـذي الليـالي يشبهُ القمرا
فـإن رأى حلكـاً فـي أفقهـا سـفرا
تخالهــا ورقــاً إن خلتــه ثمـراً
والعـامُ غصـنهما والأزمـنُ الشـجرا
مـا زالَ فيـهِ بريـقُ التاجِ من قِدَمٍ
واللحـظُ يـزدادُ سـحراً كلمـا فترا
يــومٌ جلا غـرّةً فـي المجـدِ سـائلةً
تناظرُ الشمس إن قاسوا بها الغُرَرا
مـرآةُ فكـرِ مليـكٍ فوقهـا انعكسـتْ
أنــوارهُ كغــديرٍ مثَّــلَ القمــرا
يضـاحكُ التـاجُ منهـا لمعـةٌ سـطعتْ
مـن الجلالـةِ يغشـى ضـؤُها البهـرا
عبـدُ الحميـدِ بهـرتَ الخافقينِ فما
نـدري أبرقـاً نرينـا أم نرى قكرا
إن تغـرسِ الـرأيَ فالتسـديدُ زهرتُهُ
وإن هـززتَ القنـا أَجْنَيْنَـكَ الظفرا
مـا بيـنَ سـلمٍ وحـربٍ أنـتَ ربُّهمـا
تركـتَ هـذا الـورى فـي مأمنٍ حذِرا
فلـو تشـاءُ أمـرتَ النـارَ فانطفأتْ
ولـو تشـاءُ زجـرتَ المـاءَ فاستعرا
ومــن يكـنْ قلبـهُ فـي كـلِّ حادثـةٍ
عينــاً لفكرتِــهِ لا يخطـئُ النظـرا
يا ضارباً بشبا السيفِ الذي ارتعدتْ
لـهُ الممالـكُ أطعـم سـيفكَ الجزرا
لا تخــشَ زلزالهـا إن عصـبةٌ رجفـتْ
فمـن يكـنْ معـولاً لا يرهـبُ الحجـرا
إذا ســـيوفكَ ظنوهـــا صـــوالحةً
فــإنَّ أرؤســهم كـانتْ لهـا أُكـرا
غرســتَ عنــدهم نعمــاكَ فـي سـبخٍ
ومـن يلـومُ علـى ريِّ الثرى المطرا
وزارعُ الحـــبِّ لا ينفـــكُّ يبــذرهُ
وليـسَ فـي وسـعهِ إنبـاتُ مـا بذرا
أرى علــى الأرضِ جــرَّاراً لـهُ لجـبٌ
تخـالهُ الأرضُ أطـواداً إذا انحـدرا
كــأنّهُ يــوم يرتــجُّ الـوغى شـهبٌ
تسـاقطَ الجـو منهـا يرجـمُ البشرا
مــن كــلِّ ليـثٍ إذا حفزتـهُ قطـرتْ
أنيــابهُ واســتطارتْ عينـهُ شـررا
يلقـى صدى الموتِ في الآذانِ من فزعٍ
كأنمـــا ثــارَ يــدعوهُ إذا زأرا
أرى العنايــة صـفت جيشـهم كلمـاً
حروفهــا قــرئتْ مـا زالَ منتصـرا
أراهُ فـي الأرضِ معنـى لا نظيـرَ لـهُ
فمــا أكــذبُ أن أدعــوهُ مبتكـرا
يـا عـرشَ يلـدزَ أنتَ النجمُ لا عطلتْ
منـكَ السـماءُ التي أفلاكها الوزرا
غــدا بــكَ الملـكُ وجنـاتٍ مـوردةٍ
وأعينـــاً ملئتْ أجفانهــا حــورا
لا زلـتَ تشـرقُ بالنورِ الذي اقتبستْ
منـهُ العـروشُ نجومَ الحكمةِ الزُّهرا
كـذاكَ يلقـي شـعاعُ الشـمسِ بهجتـهُ
علـى القـواريرِ حـتى تشبهُ الدُّرَرَا
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها