
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعبـدَ الغنـيّ اِبني إِلى رَبّكَ الرجعى
فَكُـن شـافِعي عِندَ الَّذي أَخرَجَ المَرعى
فَقَــد أَوثَقَتنــي الســَيِّئاتُ وَبَزّنـي
مَغــارُ مُلمّــاتٍ أَثَــرنَ بِــهِ نَقعـا
وَأَورَيـنَ قَـدحاً بـالجَوى فـي جَوانِحي
وَفَرَّقــنَ دَمعـي أَن وَسـَطنَ بِـهِ جَمعـا
جَــزى اللَــهُ أمّـا أَيتَمَتـكَ إِسـاءَةً
وَجـازى الإِمـاءَ المُحسِنات بِكَ الصنعا
بَـذَلتُ العَطـاءَ الجَـزَل كيما أَصونها
فَباعَتــكَ بِالأَوطـارِ وَاِدَّعَـت المَنعـا
وَكُنــتُ أُداريهــا وَأَرقــي سـِمامَها
عَلـى أَنَّ أَفعـالي تسـم بِهـا الأَفعـى
عَلَيــكَ حــذارَ اليتـمِ حَتّـى تَمَـرَّدَت
وَقيــلَ اِترُكهــا إِنِّهـا حَيَّـةٌ تَسـعى
رَأَيــتُ أَحَــبَّ الغانِيــاتِ لِبَعلِهــا
إِذا شـابَ لا تَرضـى وَإِن غـابَ لا تَرعى
فَقُـل لِلهَـوى حَسـبي بِمـا مَلَكَـت يَدي
وَلَـو أَنَّنـي اِستَبدَلتُ بِالدُرر الجزعا
أَلا إِنَّمــا طيــبُ الحَيــاةِ قَناعَــةٌ
كَفَـت وَأَعَـزَّت مَـن يَـرى ضـيقهُ وسـعا
وَمــا لــيَ إِلّا الهَــمّ بَعــدَكَ هِمَّـةً
أَلَســتُ غَريبــاً لا رَبيــعَ وَلا ربعـا
وَمـا لاذَ بِاللَّـذّاتِ مَـن جـاوَرَ العِدا
فَسـيء بِهِـم عيشـاً وَضـاقَ بِهِـم ذَرعا
ضــَرَبتُ طلــى الأَيّــامِ مِنـكَ بِصـارِمٍ
تَعَلَّمَــتِ الأَسـيافَ مِـن حَـدِّهِ القَطعـا
وَزنــتُ ســَماءَ المَجـدِ مِنـكَ بِكَـوكَبٍ
رَجَمـتُ بِـهِ عَنهـا مَـن اِستَرَقَ السَمعا
لَقَــد صــَرَعَتكَ العَيـنُ قيـلَ كَريهَـةٍ
تَـرى القَـومَ فيهـا عَن سُروجِهِم صَرعى
وَحــارَبَني فيــكَ المنــى بِمَناصــِلٍ
إِذا ضـربت قـدّت عَلـى البَطَلِ الدرعا
وَمــا الأَسـَد الضـرغام حـامٍ لِشـِبلِهِ
وَلا مالِــكٍ لِلنَّفــسِ ضــرّاً ولا نفعـا
فَقَـدتُ أَبـي ذا الخَيـرِ وَاِبنـي سَميّه
وَمـا اِسطَعت عَن نَفسي وَلا عَنهُما دَفعا
حَــبيبٌ كَــأَنَّ اللَّــهَ يَــومَ وَفـاتِهِ
طَوى السَبعَ للميقاتِ أَو زَلزَلَ السَبعا
فَلَـو لَـم يَكُـن يَـومَ العروبَـةِ دمتهُ
كَمـا هَـدَّ منّي الأَصل وَاِستَأصَلَ الفَرعا
وَأَنبَـتَ فـي جِسـمي البَلابِـلَ وَالبلـى
وَأَمطَـرَ مِـن آمـاقيَ الـدَمَ وَالـدَمعا
فَقَــدَّرت الأَعــداء ناعيــكَ وَالهــا
وَقَــد دَرَت العَليـاء أَيّ فَـتى ينعـى
هَنيئاً لَــكَ الفَــوزُ العَظيـمُ بِجَنَّـةٍ
جِــوارَ رَســولِ اللَـهِ مُثمِـرَةً يَنعـى
وَمَســـكوبَةً مـــاءً وَمَمـــدودَةً ذرى
وَمَخضــودَةً ســِدراً وَمَنضــودَةً طَلعـا
تَقَــدَّمتَ يــا عَبــدَ الغنـيّ وَأخّـرَت
أَبــاكَ ذُنــوب إِن دَعـا زدنَـهُ دَعـا
فَخُـذ بِيَـدي أَو سـَل لـي اللَـهَ عَفوَهُ
تَجِــدهُ كَريمــاً يَسـتَجيبُ إِذا يُـدعى
أَنـا الـوتر فـي فَضلي بِإِقرارِ حسَّدي
وَلَـو عِشـتَ كَنّـا في فَضائِلنا الشَفعا
تَمَنَّيــتُ أَن تَبغــي مُنــاكَ فَـأَخلَفَت
أَمـانٍ أَرَتنـي فيـكَ مِـن بَرقِها لَمعا
أَولَّتنــي الأَيّــامُ ثُــمَّ بَــدا لَهـا
فَمـا كـانَ أَدنـى مِـن ولايَتي الخلعا
وَلَــم يَكسـني بَـردُ الشـَبابِ وَطَـرزهُ
حُلـى وَلـدي حَتّـى تقاضـيني النَزعـا
شـَبيهي لَـو أَربـى عَلى العَشرِ أَربعاً
رَوى عَنّـي القُـرآن وَالشـِعر وَالشرعا
وَفَنّــدَني فــي كُــلِّ مَــدحٍ أَحــوكهُ
لِقَــومٍ أســمّيهِم وَهُــم عَـربٌ نَبعـا
قَــرَأتُ أَعـاريضَ الخَليـلِ وَلَـم أَكُـن
لِأَقرَأَهــا لَــو كُنــتُ أشـبههُ طَبعـا
يَكـادُ وَإِن لَـم يَقـرأ النَحـوَ يافِعاً
يعلّـل مِنـهُ النَصـب وَالخَفض وَالرَفعا
وَيُهـدي إِلـيّ الـدرّ مِـن فيـهِ حِكمَـةً
وَيـوري عَلـيّ النـارَ مِـن لبّـهِ لَذعا
ســَماءُ المَعـالي خَـرّ مِنهـا هِلالهـا
فَـبيض اللَيـالي عدنَ في ناظِري سَفعا
كَـــم اِدَّرَأَت مِــن نِقمَــةٍ بَرَكــاتهُ
وَدَرَّت بِــهِ مِــن نِعمَـةٍ حافِـل ضـَرعا
أَنـا الآنَ إِذ أَودى وَأَودَعتـهُ الثَـرى
وَأَبقَـت شـعوبٌ فـي شـعوبِ العلا صَدعا
أَبيــت خَليّــاً مِــن حَــديثِ حَـوادِثٍ
تَسـومُ بنـاني العَـضّ أَو سنّي القَرعا
مَضــى أُنــسُ أَوطــاري فَيــا حزنـي
وَيـا جَزعـي ما أَوحَشَ الحزنُ وَالجَزعا
أفاضــلُ هـذا الـدَهر تَشـكو صـُروفَهُ
وَمـا كُنـتُ فيـهِ مِـن أَفاضـِلِهِ بِـدعا
بَلـى حَـلّ مـا بـي مِنـهُ حَتّى لَو اِنَّهُ
بِطَرفــي لَــم أَســمَع لِأَربعـهِ وَقعـا
يُصــبّرُني مَـن لَـم يَجِـد مـا وَجَـدتهُ
وَبِــالقَلبِ خَـرقٌ لا أطيـقُ لَـهُ رَقعـا
أَلَـم يَقتَنِـص مِنـكَ الـرَدى فَرخ أَجدلٍ
يَـرد الـبزاةَ الشـُهبَ أَغرِبَـةً بُقعـا
وَضــَعتُكَ تَحــتَ الأَرض وَالمَجـدُ راغِـمٌ
وَما كُنتُ فَوقَ النَجمِ أَرضى لَكَ الوَضعا
وَكُنــت كَمِثــلِ الـزَرعِ أخـرجَ شـَطأَهُ
فَـآزرَهُ لكِـن أَصـابَ الـرَدى الزَرعـا
عَلَيــكَ ســَلامُ اللَــهِ مِــن مُتَفَجِّــعٍ
مَـعَ الـورقِ يَبكـي كُلَّمـا هَتَفت سَجعا
علي بن عبد الغني الفهري الحصري الضرير أبو الحسن.شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا عليه ونشروا أدبه في الأندلس.له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً و(اقتراح القريح واجتراح الجريح -خ) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له، و(معشرات الحصري -خ) في الغزل و(النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية -خ) 212 بيتاً في القراءت، كتاب المستحسن من الأشعار.