
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تصبَّح بِوجهِ الراحِ وَالطائِر السَعدِ
كميتاً وبعد المزجِ في صفةِ الوردِ
تَضــــــمَّنها زِقٌ أَزبُّ كَـــــأَنَّهُ
صـَريعٌ مِـن السـودانِ ذو شَعرٍ جَعدِ
وَلَمّـا حَلَلنـا رأسـَهُ مِـن ربـاطِهِ
وَفاضَ دماً كالمِسكِ أَو عنبرِ الهندِ
وَجَـدناهُ فـي بعـضِ الزَوايا كَأَنَّهُ
أَخـو قِـرَّةٍ يَهتَـزُّ مِـن شِدَّةِ البَردِ
أَخـو قِـرَّةٍ يُبـدي لَنـا وجهَ صفحةٍ
كَلَـونِ رَقيقِ الجِلدِ مِن وَلَدِ السَندِ
سـَيغني أَبا الهنديّ عَن وَطبِ سالِمٍ
أَبـاريقَ لَم يعلق بِها وَضرَ الزبدِ
مُفدَّمـــةً قَــزّاً كــأنَّ رِقابَهــا
رِقـابَ بَناتِ الماءِ أُفزِعنَ بِالرَعدِ
جلتهـا الجَوالي حينَ طابَ مِزاجُها
وَطَيَّبنَها بالمسكِ وَالعَنبَرِ الوَردي
إِذا أَنفَـذوا ما فيهِ جاؤا بِمِثلِهِ
غَطارفـةً أَهـل السـَماحَةِ وَالمَجـدِ
تمــجُّ سـُلافاً مِـن قَـواريرَ صـُفِّفَت
وَطاسـات صـفر كلّهـا حَسـَنُ القَـدِّ
كميتـاً ثـوت في الدنِّ تِسعين حجَّةً
مُشعشـعةً فـي شـربِها واجِـبُ الحَدِّ
عَقار إِذا ما ذاقَها الشَيخُ أَرعَشَت
مَفاصـلُهُ وازدادَ وَجـداً إِلـى وَجدِ
وَيَبكـي عَلـى مـا فاتَهُ مِن شَبابِهِ
بُكاءَ أَسيرٍ في الصِفادِ وَفي القيدِ
فَيَومـــانِ يَــومٌ للأَميــرِ أزورهُ
وَيَومٌ لقرعِ الصَنجِ وَالرّاحِ وَالنّردِ
يَقـولُ أَبـو الهِنديِّ إِذ طابَ لَيلُهُ
وَحلَّقـتِ الجَـوزاءُ بِالكَوكَبِ الفَردِ
شــَهِدتُ بِفِتيــانٍ تَميــمٌ أَبـوهُم
حِسـانُ وُجـوهٍ مِـن رَبـابٍ وَمِن سَعدِ
غالب بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي الرياحي اليربوعي.شاعر مطبوع أدرك الدولتين الأموية والعباسية، وكان جزل الشعر سهل الألفاظ، لطيف المعاني.إقامته في سجستان، خراسان، كان يتهم بفساد الدين، واستفرغ شعره في وصف الخمر، وهو أول من تفنن في وضعها من شعراء الإسلام.وكان سكيراً خبيث السكر، رؤي في خراسان يشرب على قارعة الطريق، ومات في إحدى قرى مرو.قيل: كان مع بعض أصحابه، فنهض ليلاً ليقضي حاجة، فسقط من السطح، فلما أصبحوا وجدوه متدلياً من السطح وقد مات.أخمل ذكره ابتعاده عن بلاد العرب، له ديوان جمعه عبد الله الجبوري في 180 بيتاً من الشعر في كتاب (ديوان أبي الهندي وأخباره - ط).