
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا دارَ أَسـماءَ قَـد أَقـوت بِأَنشـاجِ
كَالوَشـمِ أَو كَإِمـامِ الكـاتِبِ الهاجي
فَكَــلُّ أَمعَــزَ مِنهــا غَيـر ذي وَحَـجٍ
وَكــــلّ دارة هَجـــلٍ ذاتِ أَوحـــاجِ
أَودى بِهــا كُـلُّ رَجّـافِ الضـّحى هَـزِمٍ
وَعاصـــِفٍ لِنُخـــالِ التُــربِ نَســّاجِ
فَمـــا يَــبينُ بِهــا إِلّا مَعارِفُهــا
كَــالحبرِ فــي زُبُـرٍ لَيسـَت بِأَمحـاجِ
وَقَــد تُلاقــي بِهــا أَسـماءُ مسـقَبةً
وَالــدَهرُ فــي جِــدَّة مِنـهُ وَإبهـاجِ
إِنّــي عَنــاني وُدادٌ بَينَنــا نَشــِب
بِلا قَضــــاءِ لُبانــــاتِ وَلا حـــاجِ
أَيّـــامَ أَســـماءُ رُعبــوبٌ خَدلّجــةٌ
كَصــعدة الغــابِ فــي نَجـلٍ وَإِدراجِ
مِـن السـِمانِ الخِمـاصِ الغيـدِ مالِئة
لِلعَيــنِ فــي طُـرَّةٍ كَالشـَمسِ مِنهـاجِ
وَشــربةٍ مِــن شــَرابٍ غَيـرِ ذي نَفَـسٍ
فــي صـرةٍ مِـن نجـومِ القيـظِ وَهّـاجِ
ســَقَيتُها صــادِياً تَهــوي مَســامِعُهُ
قَـد ظَـنَّ أَن لَيـسَ مِـن أَصـحابِهِ نـاجِ
إِذ الشـَبابُ بِهـا وَالحُسـنُ فـي نَهَـرٍ
مِــنَ المَعيشــَةِ حُلـو الطَعـم ثَجّـاجِ
تَقــاوَدَت غَمَمــاً حَتّــى إِذا رَضــيَت
طــالَت عَلَيهِــنَّ طــولاً غيـرَ مجمـاجِ
تَعمــى المَـداري فـي جَـون غَـدائِره
وَحــفُ النَبـاتِ لـدُهنِ البـانِ مجّـاجِ
وَالعَيـنُ وَالجيـدُ مِـن ظَـبي أَعارَهُما
أَســماءَ رِئمٌ أَلــوف الظــلِّ مِخـراجِ
تَفتَــرُّ عَــن أُقحُــوانٍ صـُبحَ سـارِيَةٍ
أَضـــحى بِرابِيَـــةٍ فَيحـــاءَ مِئراجِ
كَـأَنَّ ريقَتَهـا بَعـد الكَـرى اِغتَبَقَـت
مــاءَ العَناقيــدِ مَمزوجــاً بِـأَثلاجِ
أَســماءُ ذلِــكَ مـا أَسـماءُ جانِبُهـا
عَـــن الـــدَنِيِّ بِـــأَغلاقٍ وَأَشــراجِ
تَنفي اللِثامَ عَلى ما في اللِثام كَما
يَنفـي الزُيـوفَ عَزيـزٌ عاقِـدُ التـاجِ
ســَقياً لِأَســماءَ وَاِخضــَرَّت مَراتِعُهـا
وَيــل اِمّهـا غُنـمُ ذي وَفـر وَمُحتـاجِ
عَلــى نَــوى مِـن نَواهـا لا يُلائِمُنـا
وَالنَــوءُ يُخلــفُ مِنهــا بَعـد إِبلاجِ
يـا صـاحِبَيَّ اِنظُـرا هَـل تُؤنِسان لَنا
بَيــن العَقيـقِ وَأَوطـاسٍ مِـنَ اِحـداجِ
غَــدَونَ مِـن حُجـبِ الجَـونَين أَو حُقـبٍ
عَلــى عَناجيــج أَمثــالٍ كَــالابراجِ
أَسـماءُ بـانَت وَلَـم تُنجِـز مَواعِـدَها
وَلــم تُنِلــكَ مَواعيـداً مِـنَ اِعنـاجِ
فَســَلِّ أَســبابَ شــَوقٍ مِــن مَوَدَّتهـا
بِباقِــلِ النــابِ كَــالقرقورِ وَسـّاجِ
جَــمُّ المَقَــذِّ أَســيل الخَطـم متَّسـقٌ
مُحتَجِـــبٌ جانِبـــاهُ غَيــرُ مِــدراجِ
لاعٍ يَكــادُ خَفيــضُ النَقــرِ يُفرِطُــهُ
مُســتَربعٍ لِســُرى المومــاةِ هَيّــاجِ
يُرضــيكَ عَفــواً فَــإِن رَفَّعـتَ هزَّتـه
رفَّعــتَ مِــن رِبَــذِ التَبغيــلِ هِملاجِ
عَلــى مَــراديَ ســَمحاتٍ أَنِفــنَ بِـهِ
وَجُؤجُـــؤٍ مــائِرِ الضــَبعَينِ مَــوّاجِ
مُقــارِبٌ حيــنَ يَحــزَوزي عَلـى جَـدَدٍ
رســـلٍ بِمُعتَلِجــاتِ الرَمــلِ غَــوّاجِ
يــولي الشــَليل وَمـا مَسـَّت وَليّتـهُ
مُوثَّقــــاً ذا كَراديـــسٍ وَأَثبـــاجِ
كَأَنَّمــا الرَحــلُ مِنـهُ فَـوق مُبتَقِـلٍ
مُكـــدِّحٍ علجـــانَ اللَيـــلِ مَعّــاجِ
يُصــَدِّعُ العُـونَ أَنـدابُ العُلـوجِ بِـهِ
قَضــى الرَبيــع بِتعــداءٍ وَتَشــحاجِ
شـــَدَّت مُنازَلَـــةُ الأَقــرانِ مِرَّتَــهُ
وَحَــوز مــا حـازَ مـن فَـذّ وَأَفـواجِ
فَـــاِقوَرَّ لاحِقُـــهُ قبّـــاً أَيــاطِلُهُ
خــاظي الخَصـائِلِ نَهـدٌ غَيـرُ مجمـاجِ
ظَــلَّ بِــدَوٍّ مِــنَ الرَنقــاءِ يَلفَحُـهُ
نَفــحُ الســَمومِ وَإلفَيــهِ بِأَلفــاجِ
يَعصـِبنَ أَلمـى قَضـيفاً مِـن تَناصـُبِها
فـي يَـومِ نَجـمٍ مِـنَ الجَـوزاءِ وَهّـاجِ
حَتّـــى إِذا حَـــلَّ شــَرقِيٌّ عَســاكِرَهُ
مـا فـي قَـوادِمِ سـِقطَيه مِـن اِفـراجِ
وَقَــد تَــذَكَّرَ عِــدّاً مِــن أَبــاطِنِهِ
مُســـــتَورِداً ذا عَلاجيـــــمٍ وَدَرّاجِ
مِـــنَ الأَبــاطنِ أَســراهُ ذَوي هِــزَمٍ
مَجَلجـــلٍ قَـــرِدِ الأَســـناءِ نَشــّاحِ
فَاِحتـازَ بَيضـاءَ مِثـلَ السـَحل مانِعَةً
مــا تَحتَــويهِ قَـدِ اِعتَلَّـت بِإِرتـاجِ
قَــد شــَفَّها خُلُـقٌ مِنـهٌ وَقَـد قَفِلـت
عَلــى مِلاحٍ كَلَــونِ المِشــق أَمشــاجِ
كَــأَنَّ صــَوتَ حُــداها وَالقَريـنُ بِـهِ
تَرجيــــعُ مُغتَـــرِبٍ نَشـــوانَ لَجلاجِ
نَعــبُ الأَشــاهيبِ فَالأَخبـارُ مَجمَعُهـا
وَاللَيـــلُ ســـاقِطَهٌ أَرواقُـــهُ داجِ
حَتّــى إِذا مــا إِيـالاتٌ جَـرَت بُرحـاً
وَقَـد رَبَعـنَ الشـوى مِـن مـاطِر مـاجِ
صــــَلاهُما هَـــزِجٌ هِـــزٌّ خَصـــائِلُهُ
سـيما الجَـوادِ عَلَيهِ الخانِف الناجي
كَـــأَنَّهُ وهُمـــا لا يَثنيـــانِ لَــهُ
أَعطـــافَ مُنكَفَــتي هيــجٍ وَإِمجــاجِ
يـــامومُ صــَحماء مُحمــرّ مخــدَّمُها
كَأَنَّمـــا عُطِفـــتَ خَـــزّاً بِــديباجِ
بــانَت بِمَنزِلَــةٍ هَــولٍ عَلــى حَـذَرٍ
حَتّــى الصــَباحِ وَمــا هَمَّـت بِـإِدلاجِ
ثُــمَّ اِغتَــدَت وَغَــدا نِــزُّ مُلازِمهـا
إِصـــعادُهُ كَهَـــواهُ راهِــبٌ راجــي
يَرجــو مَراتِعَــهُ مِــن عــازِبٍ أَنِـقٍ
آثــــارَ مُرتَجــــزٍ حَيـــرانَ لَجلاجِ
أَو خــائِفٌ لَحِمــاً شــاكاً بَراثِنــهُ
كَــأَنَّهُ قــاطِمٌ وَقفَيــنِ مِــن عــاجِ
مـا زِلـنَ يَنسـُبنَ وَهنـاً كُـلَّ صـادِقَةٍ
بــاتَت تُباشــِرُ عُرمــاً غَيـرَ أَزواجِ
حَتّـى سـَلَكنَ الشـوى مِنهُـنَّ فـي مَسـكٍ
مِــن نَســل جَوّابَــةِ الآفـاقِ مِهـداجِ
يَنحــازُ منهــنَّ فيــهِ أُمَّــةٌ خُلِقَـت
حُـــذّاً مُذَبَّحـــةٌ مِنهـــا بِــأَوداجِ
يَجزمنَــهُ فـي قَنـا جـوفٍ عَلـى أَفَـدٍ
ثَنـــيٍ جَميـــعٍ نِهــاجٍ غَيــرِ أَفلاجِ
وَهُــنَّ بِــالعَينِ مِـن ذي صـارِخٍ لَجـبٍ
هَـــولٍ وَنَوّاحــةٍ بِــالمَوتِ مِرجــاجِ
شــَدَّت مطــا عَرَبِــيّ غَيــرِ ذي عُقَـدٍ
مُقـــارِبٍ كَنَســـا اليَعفـــورِ حِملاجِ
حَتّـى إِذا مـا قَضـَينَ النَحبَ وَاِنصَرَفَت
أَبصــارُهُنَّ عَلــى طَخيــاءَ كَالســاجِ
شـاكَت رُغـامَى قَـذُوفِ الطَـرف خائِفَـة
هَــول الجِنــان نَـزورٍ غَيـرِ مِخـداجِ
حَــرّى مُوقَّعــةٌ مــاجَ البنـانُ بِهـا
عَلــى خِضــَمٍّ يُســَقّى المــاءَ عَجّـاجِ
فَاِغتالَهــا الأَجَــلُ الآتـي فَأَسـلَمَها
نـاوي الحَيـاةِ عَلَيهـا غَيـر منعـاجِ
مُقَلَّـــصٌ رَبِـــذُ الأَوصـــالِ شـــَيَّعَهُ
يَعبـــوبُ حــائِلِ جَــولٍ شــَركِ أَعلاجِ
كَـــأَنَّهُ وَشـــَياطينُ المِــراحِ بِــهِ
قِـــدحٌ بِكَفّــي مُلَقّــى الفَــوزِ فَلّاجِ
يزيد بن أبي عبيد السُّلمي السعدي.نشأ في بني سعد، فغلب عليه نسبهم، وهو شاعر مشهور من التابعين وهو محدث مقرئ.وسكن المدينة، فانقطع إلى آل الزبير ومات بها.له شعر في قصائد نادرة من كتاب منتهى الطلب في أشعار العرب.