
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــن دِمنَـةٍ مِـن آلِ ليلـى غَشـيتها
عَلــى تَـمِّ حَـولٍ مـاءُ عَينَيـكَ سـافِحُ
كَأَرشــاشِ غَــربٍ بَيـنَ قَرنـي محالَـةٍ
مقحمـــهُ دامـــي الســَلائِقِ ناضــِحُ
عَلــى جِربَــةٍ تَسـنو فَلِلغَـربِ مَفـرغ
حَـثيثٌ وَمـاءُ البِئرِ فـي الدبرِ سائِحُ
لَعَمــري وَمــا عمــري عَلَــيَّ بِهَيِّـنٍ
لَقَـد طَـوَّحَت لَيلَـى الـدِيارُ الطوارِحُ
وَمَــرَّ بِبَيــنٍ عاجِــلٍ مِــن وِصـالِها
ســـَوانِحُ طَيـــرٍ غـــدوَةً وَبــوارِحُ
فَقُلـــتُ لأَصـــحابي أســـِرُّ إِلَيهِــمُ
عَــزاءً كَــأَنّي بِالَّــذي قُلـتُ مـازِحُ
صـَحا القَلبُ عَن ذِكرِ الصبا غَير أَنَّني
تُــذَكِّرُني لَيلَــى الـبروقُ اللوامِـحُ
وَعَـنَّ الهَـوى وَالشـَّوقُ أَمسـى جَميعُـهُ
بِلَيلــى وَمَمســاها عَـنِ الأَرضِ نـازِحُ
فَيـا لَيتَ لَيلَى حينَ تَنأى بِها النَّوى
يُخَبِّرُنــا عَنهــا الرِّيـاحُ النَّواتِـحُ
فَتُخبِرُنـا مـا أَحـدَثَ الـدَّهرُ بَعـدنا
وَإِنَّ الَّــذي بَينــي وَبَينَــكِ صــالِحُ
بَعيــدٌ عَـنِ الفَحشـاءِ عَـفٌّ عَـنِ الأَذى
ذَليــلُ دَلالٍ عِنــدَ ذي اللــبِّ رابِـحُ
عَزيـــزٌ مَنَعنــا بــابَهُ لا يَنــالُهُ
صــَديقٌ وَلا بــادي العَــداوَةِ كاشـِحُ
وَدَوِيَّـــةٍ مِـــن دونِ لَيلــى مَظنَّــةٍ
بِهـا مِـن غـواة النـاسِ عـاوٍ وَنابِحُ
قَطَعـــتُ بِمَــوّارِ المَلاطيــنِ مِمعــجٍ
إِذا بَــلَّ ليتَيـهِ مِـنَ المـاءِ ناتِـحُ
هِبــــلٍّ مِشــــَلٍّ أَرحَبِـــيٍّ كَـــأَنَّهُ
إِذا مــا عَلا سـَهباً مِـنَ الأَرضِ سـابِحُ
ســَريع لَحــاقِ الرَّحـلِ غـالٍ بِصـَدرِهِ
إِذا اِغتالَتِ السير الصَّحاري الصَّحاصِحُ
وَشــُعثٍ نَشـاوَى بِـالكَوى قَـد أَمَلَّهُـم
ظُهـورُ المَطايـا وَالصـَّحاري الصَّرادِحُ
أَنـاخوا وَما يَدرونَ مِن طولِ ما سَرَوا
بِحَـــقٍّ أَقَـــفٍّ أَرضــُهُم أَم أباطِــحُ
فَنــاموا قَليلاً خُلســَةً ثُــمَّ راعَهُـم
نــدايَ وَأَمــرٌ يَفصــِلُ الشـَكَّ جـارِحُ
لِــذِكرى سـَرَت مِـن آلِ لَيلـى فَهَيَّجَـت
لَنـا حزنـاً بَـرحٌ مِـنَ الشـَوقِ بـارِحُ
وَقَـد غـابَ غَـوْرِيٌّ مِـنَ النَجمِ لو جَرى
لغَيبوبَــةٍ حَتّــى دَنــا وَهـوَ جانِـحُ
فَقــاموا بِظِئرانٍ فَشــَدّوا نُســوعَها
عَلــــــــــــى يَعمُلاتٍ مُنعلاتٍ طَلائِحِ
كِمــاشٍ تُواليهــا صــِيابٍ صــُدورُها
عَبــاهِيمُ أَيـديها كَأَيـدي النَوابِـحِ
تَشــَكَّى الـوَجى مِـن كُـلِّ خُـفٍّ وَمَنسـِمٍ
عَلـى أَنَّهـا تُـؤتي الحَصـَى بِالسَّرائِحِ
وَداعٍ مُضـــافٍ قَـــد أَظَفنــا وَراءهُ
وَجـانٍ كَفَينـا البَـأسَ وَالبَـأسُ طالِحُ
وَحَـــيٍّ حَلالٍ قَـــد أَبَحنــا حِمــاهُمُ
بِــوَردٍ ووَردٍ قَــد لَقينــا بِناطِــحِ
وَجَمـــعٍ فَضَضـــناهُ وَخَيــلٍ كَأَنَّهــا
جَــرادٌ تَلَقّــى مَطلـعَ الشـَّمسِ سـارِحُ
صــَبَرنا لَهــم وَالصـَبرُ مِنّـا سـَجِيَّةٌ
بِفِتيــانِ صــِدقٍ وَالكُهـولِ الجَحاجِـحِ
فَفـاءوا بِطَعنٍ في النُحورِ وَفي الكُلى
يَجيــشُ وَضــَربٍ فـي الجَمـاجِمِ جـارِحِ
فَفُزنــا بِهــا مَجـداً وَفـاءَ عَـدُوُّنا
بِحِقــدٍ وَقَتـلٍ فـي النُفـوسِ الأَوانِـحِ
فَوارِسـُنا الحامو الحَقيقَة في الوَغى
وَأَيسـارُنا الـبيضُ الوُجـوهِ المسامِحُ
وَمـا سـُبَّ لـي خـالٌ وَمـا سـُبَّ لي أَبٌ
بِغَــدر وَمـا مَسـَّت قَنـاتي القـوادِحُ
وَإِنّـــي لَســـَبّاقُ الرِهــانِ مُجَــرِّبٌ
إِذا كَثُــرَت يَـومَ الحِفـاظِ الصـوائِحُ
أَعــاذِلَ مَهلاً إِنَّمــا المَــرءُ عامِـلٌ
فَلا تُكثِــري لَـومَ النُفـوسِ الشـحائِحِ
دَعينــي وَهَمّــي إِن هَمَمــتُ وَبُغيَـتي
أعِـش فـي سـوامٍ أَو أطِح في الطوائِحِ
فَللمَـرءُ أَمضـى مِـن سـِنانٍ إِذا مَضـى
وَلَلهَــم أَكمَــى مِــن كَمِــيٍّ مشـايِحِ
فَـإِن أَحـيَ يَومـاً أَلـقَ يَومـاً مَنِيَّتي
وَلا بُــدَّ مِــن رَمـسٍ عَلَيـهِ الصـَفائِحُ
عمارة بن عبيد بن حبيب بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر إسلامي في أيام معاوية، وهو من الشعراء المغمورين. له شعر في قصائد نادرة من كتاب منتهى الطلب في أشعار العرب.