
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ شــاقَتكَ الحمــولُ البَـواكِرُ
نَعَـم ثُـمَّ لَـم يَعـذِركَ بِـالبَينِ عاذِرُ
بَلـى إِنَّ نَفسـي لَـم تَلُمنِـي وَلَم أَبِت
عَلـى غَـدرَةٍ وَالخـائِنُ العَهـدِ غـادِرُ
وَلَم أَدرِ ما المَكرُ الَّذي أَزمَعوا بِنا
فَأَحـــذَرَهُ حَتّـــى أمــرَّ المَــرائِرُ
وَحَتّــى رأَيــتُ الآلَ يُزهــي حُمـولَهُم
كَمـا اِسـتَنَّ مِن فَوقِ الفُراتِ القَراقِرُ
فَســَبَّحتُ وَاِســتَرجَعتُ وَالبَيـنُ رَوعَـةٌ
لِمَـن لَـم يَكُـن ترعـى عَلَيهِ المَقادِرُ
وَآنَســتُ فـي الأَعـداءِ حَـولي شـَماتَةً
بِهـا نَظَـرَتْ نَحـوي العُيـونُ النَّواظِرُ
وَقـالَ الخَلِيّـونَ اِنتَظِـر أَن يصـورَهُم
إِلَيـكَ إِذا مـا الصـَّيفُ صارَ المَصائِرُ
فَقُلـتُ لأَصـحابي اِرحَلـوا إِنَّما المُنى
لَحــاقٌ بِهِــم إِن بَلَّغَتْنــا الأَبـاعِرُ
تُـوَدِّعْ وَداعَ البَيـنِ أَو تَرتَجـعْ هَـوىً
جَديــداً عَلـى عِصـيانِ مَـن لا يُـؤامِرُ
فَمـا أَلحَقَتنـا العِيـسُ حَتَّـى تَفاضَلَت
وَحَتَّــى عَلا طَــيَّ البُريــنِ المَكـاوِرُ
وَحَتَّى اِعتَمَمنَ البِرسَ مِن خَلجِها البُرى
يَكــونُ لِثــامَيهِ الَّــذي لا يُطــايِرُ
إِذا مــا تَغَنّــى راكِـبٌ أَجمَـرَت بِـهِ
جُمــــاهِرَةٌ خَطــــارَةٌ أَو جُمـــاهِرُ
تَســوفُ لِطَــرفِ العَيـنِ أمّـاً وَرِقبَـةً
شـَديد حَزيـمِ الـزورِ بِالسـَيرِ مـاهِرُ
مُجِــدٌّ كَقِــدحِ الفَــرضِ بِـالكَفِّ صـَكَّة
عَلــى عــادَةٍ مِنــهُ خَليــعٌ مُقـامِرُ
بِحَيــثُ التَقَــت أَحلاسـُهُ مِـن دُفـوفِهِ
مَـــوارِدُ مِـــن أَنســاعِهِ وَمَصــادِرُ
إِذا شـــَكَّ لَحيَيــهِ لُغــامٌ أَزالَــهُ
ســـَديسٌ وَنــابٌ كَالشــَّعيرَةِ فــاطِرُ
وَحُـبّ حَـبيبٍ قَـد دَعـاني لَـهُ الهَـوى
وَراحِلَـــةٍ قَــد أَعمَلَتهــا تماضــِرُ
عَشـــِيَّةَ ســـَلَّمنا عَلَيهــا فَســَلَّمَت
فَمــاذا تــرى أَم أَيّ شــَيءٍ تُحـاذِرُ
فَقُلـتُ لَهـا عَـن غَيـرِ سـُخطٍ وَلا رِضـىً
أَغَيـــرِيَ أَم إِيّــايَ غَيثُــكِ مــاطِرُ
فَقــالَت تَعَلَّــم أَهلنـا لَيـسَ فيهِـمُ
بِكُـلِّ الَّـذي تَلقـى مِـنَ الوَجـدِ عاذِرُ
فَكُــن مِنهُـم إِن كُنـتَ تَرجـو هَـوادَةً
عَلــى حَــذَرٍ مــادامَ لِلزَيـتِ عاصـِرُ
وَكَيــفَ وَلا أَنســاكَ عَـن طـولِ هِجـرَةٍ
فَأَســلُوَ إِلا رَيــثَ مــا أَنـا ذاكِـرُ
طــوالَ اللَيـالي مـا تَغَنَّـت حَمامَـةٌ
يَميــحُ بِهــا غُصـنٌ وَبِالريـحِ ناضـِرُ
تُثَنِّـــي جَناحَيهــا إِذا آدَ غُصــنُها
حــذاراً وَهَــولاً أَن تَــزِلَّ الأَظــافِرُ
يُجاوِبُهـا فـي الأَيـكِ مِـن بَطـنِ بيشَةٍ
عَلــى هَــدب الأَفنــانِ وُرقٌ نَظــائِرُ
صـَوادِحُ مِثـلُ الشـَربِ يُبـدي رَنينُهـا
مِـنَ الشـَوقِ مـا كـانَت تُسِرُّ السَرائِرُ
كَـأَنَّ الَّـذي يَنعـى لَهـا المَيت مَلعَبٌ
لأَصــبَهبَذٍ تُجــبى إِلَيــهِ الدَّســاكِرُ
عمارة بن عبيد بن حبيب بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر إسلامي في أيام معاوية، وهو من الشعراء المغمورين. له شعر في قصائد نادرة من كتاب منتهى الطلب في أشعار العرب.