
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذِكْــرٌ جَمِيــلٌ يُوســُفٌ قــد جَـدَّدَهْ
وذخيــرةٌ فــي الصـّالحات مُخَلَّـدَة
ذا الجـامعُ الْحَسـَنُ الـذي هُوَ جنّةٌ
لــولا رسـومُ الـدّين فيـه مُـرَدَّدَة
بيـتٌ علـى التّقـوى تأسـّس والهدى
فَـأَبُو المحاسـِنِ بالرّضى ما أَسْعَدَهْ
ولكَــم أتـى فيمـا بنـى بمحاسـنٍ
جُمُــلٍ ولكــنْ ذي محاســنُ مفـرَدَة
مَـدَدٌ مـن الباشـا العظيم جرى له
فــأتَتْ بــه منـه الأمـورُ مُسـَدَّدة
لا بَــلْ هــو الْبَـانِي ولكـن حبُّـه
فَضْلَ الخفا في الخَيْرِ قد أخفى يَدَهْ
حمّــودةُ الباشـا ومـا أدراك مـا
مَلِـــكٌ بــه نِعَــمُ الإِلاهِ مُجَــدَّدَة
نـامت بـه الخضـراء في ظلّ الهنا
وغَــدَتْ لأجفــان العِــداءِ مُسـَهِّدَة
ولكــم لــه مــن صـالحاتٍ رُصـِّعَتْ
تاجــاً علـى رأس الزّمـان مُنَضـَّدَة
صـُنْعٌ بـه ابتهجـت ملائكـةُ السـّما
وغــدت بـه شـِيَعُ الأبـالس مُكْمَـدَة
يَهْنِـي الورى وخصوصاً العُلَمَاءَ وال
صـــُّلَحَاءَ أنــوارٌ لــه مُتَوَقِّــدَة
مـا شـِئتَ مـن علـمٍ قبست ومن هُدىً
يُهْــدَى بــه للّـه مَـنْ قـد أيَّـدَهْ
مــا شـئت مـن آيِ الكتـاب وسـُنَّةٍ
هـــذي مُسَلســَلَةٌ وتلــك مُجَــوَّدَة
يَهْــدِي المفسـِّرُ والمحـدِّث منهمـا
لِيــنَ الفــؤادِ وأَدْمُعـاً مُتَبَـدِّدة
فــاللّهُ يَجْزيــه الرّضـى ويُنِيلُـهُ
غُـرَفَ الْجِنَـانِ وثَـمَّ يُزلـف مَقْعَـدَهْ
فاشـْكُرْ لـه واسـْأَلْ وَقُـلْ متعجّبـاً
ومؤرّخــا للّــه مــا قــد شـيّدَهْ
هـــذا ســـبيلٌ حســـنه يــزداد
وثـــوابُه يـــومَ القيامــة زادُ
رِدْ منــه سلســالاً فُراتـا سـائغاً
طُهــراً ومنتعِشــاً بــه الأكبــادُ
أجــراه يَرْجُـو نَيْـلَ حُسـْنِ ثـوابه
مَـنْ فـي الـورى خُتِمَـتْ به الأجوادُ
ذاك الهُمـامُ أبـو المحاسـنِ يوسفٌ
مَــنْ رُشــْدُهُ شــهِدتْ بـه الأضـداد
ذو طــابع المُلْـكِ الـذي عزمـاتُه
لِمُهنّــــداتِ ســــيوفه أغمـــاد
مَلِـكٌ جـرى فـي الصّالحات إلى مدى
تَنْبَـــتُّ دون بلـــوغه الأقْـــدَادُ
ولــه مـن التّوفيـق أَطْـوَعُ سـاعدٍ
ومـن العنايـة فـي المهـمّ سـِناد
فــأتى بمــا أيّامُنَــا بجمــاله
اللّـــه يعلـــم أنّهــا أعيــاد
وتقلّــدَتْ للملــك منــه تــرائبٌ
فلســــانه لصــــنيعه حَمَّــــادُ
حمّــودةُ الباشــا الـذي أخبـارُه
يُهْــدِي إليــك عطيرَهـا التّـردادُ
فخـرت بـه الـدّنيا وكم للدّين مِنْ
فَخْــرٍ بــه إذْ قــام منـه عِمَـادُ
هــذا السـّبيلُ وإن بَنَـاهُ وزيـرُه
فيـــه ومنـــه تَيَســَّرَ الإِمــدَادُ
فَهَـبِ الـدُّعاءَ إذِ انْتَهَلْـتَ كُؤوسـَهُ
إنّ الــدّعاء مــن السـّبيل يُـرَادُ
واشـْكُرْ لِمَـنْ أسـدى إليـك مُسَارِعاً
إنّ المَزِيـــدَ لشـــاكِرٍ ينقـــادُ
واعجـبْ لهـا إذ قـد أتى تاريخُها
يَحْيَــى بِعَــذْب معينهــا الـوُرّادُ
حُلُـولُ السـّعدِ فـي بُـرجِ السـّعادة
زِفـــافُ البَيْرَميّـــةِ للســـّيادة
بـــآمنِ طـــائرٍ وألـــذِّ عَيْـــشٍ
وأرضـــى عنـــد ســـيّدنا وَدادة
غَـــدَتْ حــوراء لــولا أنّ فيهــا
مـــن الآداب والتّقـــوى زيــادة
فيَهْنِينــــا وإيّــــاكُمْ ســـرورٌ
نُرَجِّــي أن يُــرَى كالعيــد عـادة
تبَســَّم منــه ثَغْــرُ الـدّين لمّـا
تَوَســـَّم مـــن ســعادته ســدادة
وكــــم بقِلادَةِ جيــــدٍ تحلّــــى
ولكــن ذا الْبِنَــا شــَرَفُ القِلاَدَة
أســـَرَّ العــالمين ســوى حســودٍ
كـــوى بســعير محنتــه فــؤادَه
وســار حـديثُه فـي النّـاس يُـرْوَى
عطيــراً مســنداً عــن كـل سـادة
ســما فــوق الســّماء فلا عجيــبَ
لِغَيْــظ البــدر إذ أبـدى سـواده
ومَــنْ ظــنّ الخُســوفَ بَــدَا لِشـرٍّ
فَخَيْــرُ الخلــق قـد ردَّ اعتقـادَه
أدام اللّـــهُ عزَّهمـــا وأَمْنـــاً
مــن الحِــدْثانِ لا نخشــى نفـادَه
أَحَطْــتُ بمــا بعثــتَ إلـيّ خُبْـراً
مــن الصــُّوَرِ المُـدَارةِ كـالقِلاَدَة
فكــان الــرّأيُ أن لا خُلـفَ فيهـا
لِمَــا تحــويه مـن حُسـْنِ الإِجـادة
فلا زلتـــم منــاراً فــي رشــادٍ
ولكـــن غَيْــرَ مختصــرِ الإِفــادة
إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسيأبو إسحاق.فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها.له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي - ط).من كتبه (ديوان خطب منبرية)، و(حاشية على الفاكهي)، و(التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ).