
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَمَـــنٌ مثـــلُ زورة الأَحبـــابِ
بعـد يـأْسٍ مـن مُغْـرَمٍ باجتنـابِ
فَاسـْقني يـا غلامُ عـاش ليَ العَي
شُ مُـداماً تُجْلـى بحَلْـي الحَبـابِ
ما تَرى النَّايَ نبَّهَ العُودَ يَا صَا
حِ فَـذا نـادِبٌ وَذَا فـي انْتِحـابِ
وَغنــاءٌ يكـادُ أَنْ يَسـْكُنَ المـا
ء لتغريـــدِهِ عـــنِ الاضــْطِرابِ
مــن فَتـاةٍ وِصـالُها لـي صـُدُودٌ
وَمواعيـــدُها كَلَمْــعِ الســَّرَابِ
نَزعوهــا مســاويَ البُعْـدِ لمَّـا
أَلْبَســـْوهَا مَحاســنَ الاقْتِــرابِ
حيـنَ أَلقـتْ ذَوائِبـاً مِثْـلَ نَايَا
تٍ زُنامِيَّــــــةٍ بِلا أَثْقـــــابِ
وَتَلَــوّت ملطومَـة الخَـدِّ بـالْوَرْ
دِ وَعـادَتْ كالشـَّمْسِ بَعْـدَ الذّهَابِ
فــي رِيـاضٍ كَأَنَّهَـا لَيـسَ تَرْضـى
بِاشــتغالي بهــا عـنِ الأَحْبـابِ
نــمَّ نَمَّامُهــا إِلـى رُوعِ قَلـبي
أَنَّــهُ مُــؤْمِنٌ لــه مِــنْ عِقَـابِ
لَــوْ تَصــدَّى نَســيمُها لِمَشــيبٍ
عَــادَ مِنْـهُ إلَـى أَوَانِ الشـَّبابِ
دَبَّـجَ الغَيْـثُ رَوْضـَها مُذْ بَدا يَسْ
حَـبُ مِـنْ فَوْقِهـا ذُيـولَ السـَّحابِ
وَغَــدا النَّرْجِـسُ المُفَتِّـحُ فيهـا
كَعُيـــونٍ تَطَلعَــتْ مِــنْ نِقــابِ
وَشـَقيقٍ تَـرَاهُ يسـرج فِـي الـرَّوْ
ضِ إِذَا مَــا بــدا بغيـر شـِهابِ
كَســِهَامٍ مِــن الزَّبَرْجَـدِ قَـدْ رُك
كِـــبَ فِيهَــا أَزِجَّــةُ العُنَّــابِ
يَجْتَليهــا بَنَفْســَجٌ فِــي حِـدَادٍ
وَبَهــارٌ فِــي صــُورةِ المُرْتـابِ
رسـمتْ لـي رسـومُها كَيْـفَ أَشـْتا
قُ إِلَيْهَــا فِـي جَيْئَتـي وذَهـابي
عاشــقٌ لــونَ عاشـقيه إِذا مـا
راعَهــمْ مِــن ذهـابِهِ بِالـذَّهابِ
شــُرْبُهُ مِــن نسـيمِ كـافورِ طَـلٍّ
وَغِـذَاهُ مِـنْ زَهـرِ مِسـْكِ التُّـرابِ
فِـي طُـرُوسٍ مَا بين سَطْرٍ مِنَ الرَّوْ
ضِ وَســـَطْرٍ يُقْـــرا بِلا إِعْــرابِ
ســَوْفَ أُكفــى بِأَحْمَــدٍ لا سـواهُ
مــن زَمــاني تَســبُّبَ الأَســْبَابِ
الَّــذي لا تَــراهُ مُـذْ كَـان إِلاَّ
وَاقِفــاً بَيْــنَ نَــائلٍ وَعِقــابِ
نَــثرتْ كَفُّــهُ المَــواهِبَ لَمَّــا
نظمتْهــــــــــــا عُلاهُ لِلطُّلابِ
رائِحٌ فــي العُلـى بِراحَـةِ جُـودٍ
بـــابُ أَمْوالِهَـــا بِلا بَـــوَّابِ
لِـــيَ فيــه مــذاهبٌ مُــذْهباتٌ
مقبلاتُ الإِقْبــالِ عِنــدَ الـذّهابِ
أَخَـذتْ مـن لطافـةِ الحُسـنِ طبعاً
مَزَجَتْــهُ بِحُســنِ طَبْــعِ الشـَّرابِ
يَـا أَبـا قاسـمٍ أَزَالـتْ عَطايـا
كَ صـِعَاباً مِـنَ الخُطـوبِ الصـِّعابِ
لاَ وَمَــنْ رَدَّ عَاقِبــاتِ الرّزَايـا
بِعَطايــا مِنهــا عَلَـى الأَعْقـابِ
مـا أُبـالي إِذا حَسـبتُك مِـنْ دَه
ري بِمـا كـان سـاقطاً من حِسابي
بَخِــلَ البــاخِلون عنَّـا فَـأَمْطَرْ
تَ لَنــا نــائِلاً بِغَيــر ســحابِ
حــالَتِي تقتضـيكَ دون اقتِضـائي
أَنْ يكـون الثَّـوابُ دَسـْتَ الثِّيابِ
كُلَّمـــا لامَنــي خَــبيثٌ بِعَتْــبٍ
قَـام لِبْسـي لَـه مقـامَ الجَـوابِ
فتــبيَّنْ عُنْــوانَ حـالِيَ فَـالْعُنْ
وانُ يُنْـبي بكـلِّ مـا في الكِتابِ
كنـتُ أَخْشـَى خـرابَ دَهْري وقَدْ قُم
تَ لِعُمــرانِ كــلِّ دَهْــرٍ خَــرابِ
قَلَّمــا ينْفـقُ الأَديـبُ وَلـن يـنْ
فـــــقَ إِلاَّ عَلَــــى ذَوي الآدابِ
وَا حَيـائي مِـنَ العُيـونِ إِذا ما
عــايَنَتْني فــي هــذهِ الأَســْلابِ
يَقْطَـعُ العَضـْبُ إِنْ نَبـا عَنْ قَليلٍ
وَيعــودُ الْهِلالُ بَعْــدَ الغِيــابِ
محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج.شاعر مطبوع، حلو الألفاظ: في معانيه رقة، كان مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق.له (ديوان شعر-ط).