
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمَغْنـى الهَوى غالَتْكَ أَيدي النَّوائبِ
فَأَصــْبَحْتَ مَغْنـىً لِلْصـَّبا والجَنـائبِ
إِذا أَبْصـَرَتْكَ العَيْـنُ جَـادَتْ بِمُـذْهَبٍ
عَلَـى مَـذْهَبٍ فِـي الخَدِّ بَيْنَ المَذاهِبِ
أَثـافٍ كَنقـطِ الثَّـاءِ فـي طِرْسِ دِمْنَةٍ
وَنُـؤْي كَـدَوْرِ النُّـونِ مِـنْ خَـطِّ كَاتِبِ
سـَقَى اللَـهُ آجالَ الهَوى فيك لِلْبَقا
مُـدامَ الأَمـاني مـن ثُغُـورِ الحَبَائِبِ
فَلـم يُبـق لي فيك البِلى غَيرَ ملعبٍ
يـــذكِّرُني عهــدَ الصــِّبا بملاعــبِ
يـبيتُ الهَـوى العُـذْريُّ يعذرني إِذا
خَلَعْـتُ بـه عُـذْرَ الـدموعِ السـواكبِ
وَمَأْسـورةِ الأَلْحـاظِ عـن سـِنة الكرى
كَــأَنَّ عَلَيهــا الصــبرَ ضـربةُ لازِبِ
تَحَّـرك طفـلُ التِّيـهِ فـي مَهْدِ طرفِها
إِذا اكتحلـتْ بِـالغُمْضِ عَينُ المُراقِبِ
تَصـَدَّتْ لَنـا مـا بيـن إِعْـراضِ زاهِدٍ
عَلَــى حَــذَرٍ مِنهـا وَإِقْبـالِ راغـبِ
وَقَـد حُلِّيَـتْ أَجفانُهـا مِـن دموعِهـا
بِأَحســنَ مِمَّـا حُلِّيَـتْ فـي التَّـرائبِ
وليــلٍ كَليْــلِ الثَّــاكلاتِ لَبِســْتُهُ
مشـــارقُه لا تَهْتَـــدي للمَغـــاربِ
كَــأَنَّ اخضـِرارَ الجَـوِّ صـَرْحُ زَبَرْجَـدٍ
تَنـاثَر فيـهِ الـدُّرُّ مِـن جيـدِ كاعبِ
كَـأَنَّ خَفِيَّـاتِ الكَـواكبِ فـي الـدُّجى
بيــاضُ ولاءٍ لاحَ فــي قلــبِ ناصـِبي
كَــأَنَّ نجــوم اللَّيـل سـِرْبٌ رَواتـعٌ
لَهـا البَـدرُ راع في رِياضِ السَحائبِ
كــأنَّ مُوشـّى السـُّحب فـي جَنَباتهـا
صــدورُ بُــزاة أَو ظهـورُ الجَنَـادِبِ
صـبحتُ بِـهِ والصـبحُ قَـدْ خَلعَ الدُّجى
عَلَــى منكــبيه طَيْلَسـان الْغَيـاهِبِ
بركـبٍ سـُقُوا كَـأْسَ الكَـرى فرؤوسُهم
مُوَســـَّدةٌ أَعْناقُهـــا بِالمَنَـــاكبِ
تَلَـوْا في ذُرى الأَكْوار توراةَ قَصْدِهم
بفكـــرِ جُســـومٍ آتِيــاتٍ ذَواهِــبِ
تَكـادُ تَظُـنُّ العِيـسُ أَنْ ليـسَ فوقها
إِذا ســكتوا إِلا صــدور الحَقــائبِ
كَــواكِبُ رَكــبٍ فِــي بُــروجِ أَهِلَّـةٍ
تـــدورُ بِـــأَفلاكٍ بغيــرِ كَــواكِبِ
إِذا أَشــْرَقَتْ كــانَتْ شـموسَ مشـارِقٍ
وَإِنْ غَرَبــتْ كــانتْ بــدورَ مَغـارِبِ
عَلَــى نــاحِلاتٍ كَالأَهِلَّــةِ إِنْ بَــدتْ
أَتَـمَّ انقواسـاً مِـن قِسـىِّ الحَـواجبِ
طَــواهُنَّ طَــيُّ السـَّيْرِ حَتَّـى كَأَنَّهـا
قَنــاطِرُ تســعى مُخْطَفـاتِ الجَـوانبِ
وَقَــدْ عَقْرَبَــتْ أَذنابَهــا فَكأَنَّهـا
نَشــاوى أعــالٍ صـاحِياتُ المَـذانِبِ
خِفـافٌ طَـوَيْنَ الشـرقَ تحـت خِفافهـا
بنـا ونشـرنَ الغـربَ فـوق الغَوارِبِ
ضـَرَبْنَ الـدُّجى صـَفْعاً عَلَـى أُمِّ رأْسِهِ
وَقَـد ثَملـتْ مـن خمـر رَعْيِ الكَواكبِ
فَلمــا أَجزناهــا بســاحة طــاهر
ذهبْـنَ بنـا فـي مُـذْهَبَات المـذاهبِ
إلـى كعبـة الآمـال وَالمَطْلَـبِ الذي
بِــه حُلِّيـتْ أَجيـادُ عُطْـلِ المَـواكبِ
إلــى مَــن يـرى أَنَّ الـدروعَ غلائِلٌ
وَأَنَّ ركــوبَ المَـوت خيـرُ المراكـبِ
وَمَــنْ لا تـراه طالبـاً غيـرَ طـالبٍ
ولا ذاهبــاً إِلا عَلَــى غيــرِ ذاهـبِ
مُجيـبٌ لأَطـرافِ الرِّمـاحِ إِذا ارتَمَـتْ
بهـا وافـداتُ الطعـنِ مـن كلِّ جانبِ
بعــاداتِ صـبرٍ لـم تـزل تسـتعيدُهُ
إِلَـى الحـرب حتى مات صبرُ المحاربِ
فَــتىً أَلبــسَ الأَيـامَ ثـوبَ شـبيبةٍ
وكــانتْ قـديماً فـي جلابيـبِ شـائبِ
تظــلُّ المنايــا تحـتَ ظِـلِّ سـيوفه
إذا خطــر الخَطِّــيُّ بيـنَ الكتـائبِ
ينظّـمُ نـثرَ الطَّعـن فـي وجـه طاعنٍ
وينـثرُ نظـم الضـَّرب فـي نحر ضاربِ
وَقـد كتبـتْ أَيـدي الْمَنايا وأَعرَبتْ
بشـكل العـوالي فـوق خـطِّ القَواضبِ
لئن أَقعــدتْ أســيافُه كــلَّ قـائِمٍ
فَقــد أَرْجَلــتْ أَرمـاحُه كـلَّ راكـبِ
عَلَــى ســافراتٍ للطِّعــان نحورُهـا
أَقَــلُّ حيــاءً مـن صـروف النـوائبِ
وَيَحْـدُو الصـفا بـالركضِ منها أَهلَّةٌ
مرصـــَّعَةٌ حافاتُهـــا بِـــالكَواكبِ
يكــاد يريـك الشـيءَ قبـل عِيـانِهِ
ويقضـي لـك الحاجـاتِ قبل المَطالبِ
إِذا ما انبَرى في هفوةِ الفكرِ رأيُهُ
رأى بِعَيـانِ الـرأْي ما في العَواقبِ
تُعـــوِّذُه أَعـــداؤُه مــن ذكَــائِهِ
إِذا ما اكتَفى بالرأْي دون التجاربِ
رَكــوبٌ لأَعنــاقِ الأُمــور إِذا سـطا
عفـا باقتـدارٍ حيـن يسـطو بِـواجبِ
حـــرامٌ عَليــه أَن تُــرَدَّ رمــاحُهُ
مـن الطعـن إِلا وَهـي حمـرُ الثعالبِ
أَمــــانٌ لمرتــــاعٍ ورَوْعٌ لآمـــنٍ
وكهـــفٌ لمطلــوبٍ وحَــرْبٌ لغــالبِ
إِذا أَبْرقــتْ ضـرباً سـيوفُك أَمطـرتْ
رؤوسَ الأَعــادي فَـوق أَرْضِ المصـائبِ
بمـا انهـلَّ من كَفَّيْكَ في ذلك الندى
ومــا حَمَلَتْــهُ مــن قنـاً وَقَواضـبِ
أَرِحْهــا قليلاً كــي تَقَــرَّ فَإِنَّهــا
مـن الضـَّرب أَمسـتْ نـاحِلاتِ المضاربِ
تَمُــرُّ بِــك الأَيَّــامُ وهْــيَ شـواهدٌ
بأَنــكَ مــا أبقيـتَ عَتْبـاً لِعـاتبِ
أَبـا حَسـَنٍ هـذا ابـنُ مدحِكَ قد أَتى
لِمَــدْحِكَ وَالأَيَّــامُ خُضــْرُ الشـواربِ
بِمالِكَـــةٍ للســمعِ مملوكــةٍ بــه
عجائِبُهــا مــن أُمَّهــات العجـائبِ
إِذا أُنْشـِدَتْ فـي مشـهدٍ شـَهِدُوا لها
بِحُسـنِ التَّنَاهي في اختصارِ المَذَاهبِ
لتعلـم أَنـي حَـاتِمُ الشـعرِ والَّـذي
غرائِبُــه فيــه حِســانُ الغَــرَائبِ
محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج.شاعر مطبوع، حلو الألفاظ: في معانيه رقة، كان مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق.له (ديوان شعر-ط).