
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَـالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نَقْشـاً عَلَـى مِعْصـَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كــأَنَّهُ طُـرْقُ نَمْـلٍ فـي أَنامِلِهـا
أَوْ رَوْضـَةٌ رَصـَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّهـا خَشـِيَتْ مِـنْ نَبْـلِ مُقْلَتِهـا
فَأَلْبَسـَتْ زَنْـدَها دِرْعـاً مِنَ الزَّرَدِ
مَـدَّتْ مَوَاشـِطَها فـي كَفِّهـا شـَرَكاً
تَصـِيدُ قَلْبِـي بِـهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَــوْسُ حَاجِبِهـا مِـنْ كـلِّ نَاحِيَـةٍ
وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَعَقْـرَبُ الصـُّدْغِ قَـدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ
وَنَـاعِسُ الطَّـرْفِ يَقْظـانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كـانَ فـي جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ
فَالصـَّدْرُ يَطْـرَحُ رُمَّانـاً لِمَـنْ يَرِدِ
وَخَصـْرُها ناحِـلٌ مِثْلِـي عَلـى كَفَـلٍ
مُرَجْـرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسـِيَّةٌ لَـوْ بَـدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ
مِـنْ بَعْـدِ رُؤْيَتِهـا يَوْماً عَلى أَحَدِ
سـَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا
مَـنْ رَامَ مِنَّـا وِصـالاً مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَـمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً
مِـنَ الغَـرامِ وَلَـمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْـتُ أَسـْتَغْفِرُ الرَّحْمـنَ مِـنْ زَلَلٍ
إِنَّ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصـَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَـالَتْ وَقَـدْ فَتَكَـتْ فِينا لَوَاحِظُها
مَـا إِنْ أَرى لِقَتِيـلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَـدْ خَلَّفَتْنِـي طَريحـاً وَهْـيَ قَائِلَةٌ
تَـأَمَّلوا كَيْـفَ فِعْـلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قَـالَتْ لِطَيْـفِ خَيَـالٍ زَارَنـي وَمَضى
بِــاللَهِ صـِفْهُ وَلا تَنْقُـصْ وَلا تَـزِدِ
فَقَـالَ أَبْصـَرْتُهُ لَـوْ مَـاتَ مِنْ ظَمَأ
وَقُلْـتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ
يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
وَاسـْتَرْجَعَتْ سـَأَلَتْ عَنِّـي فَقِيلَ لَهَا
مَـا فِيـهِ مِـنْ رَمَـقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأَمْطَـرَتْ لُؤْلُـؤأً مِـنْ نَرْجِـسٍ وَسَقَتْ
وَرْداً وَعَضـَّتْ عَلَـى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وَأَنْشــَدَتْ بِلِسـَانِ الحَـالِ قَائِلـةً
مِـنْ غَيْـرِ كُـرْهٍ وَلا مَطْـلٍ وَلا جَلَـدِ
وَاللَـهِ مَـا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْدِ أَخٍ
حُزْنــي عَلَيْــهِ وَلا أُمٌّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأَسـْرَعَتْ وَأَتَـتْ تَجْـرِي عَلَـى عَجَـلٍ
فَعِنْـدَ رُؤْيَتِهـا لَـمْ أَسـْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِــي بِرِيــقٍ مِـنْ مَرَاشـِفِها
فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُـمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي
حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج.شاعر مطبوع، حلو الألفاظ: في معانيه رقة، كان مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق.له (ديوان شعر-ط).