
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للزمـانِ عـنِ المـروءَةِ عـارٍ
مــا عنــدَهُ فـي منكـرٍ مـن عـارِ
أشـكو إلـى اللّـهِ الزمـانَ فدأبُهُ
عـــزُّ العبيــدِ وذلَّــةُ الأحــرارِ
لاغــرْوَ إنْ حــدتْ بنــوهُ منـاقبي
كــلٌّ علــى مَجْــرى أبيــهِ جــارِ
وارحمتـــا للحاســدين فنــارُهُمْ
قَــدْ سـعِّرَتْ بُعْـداً لهـا مـنْ نـارِ
وإذا جــرى ذِكـري تكـادُ قلـوبُهمْ
تنشـــقُّ أو تغتـــالني بشـــرارِ
كرهـوا عطـاءَ اللـهِ لي يا ويحَهم
لشــقائِهم كرهـوا صـنيعَ البـاري
ويزيــدُهُم نــاراً وقـودُ قريحـتي
وبلــوغُ أخبــاري إلــى الأقطـارِ
يـا سـعدُ سـاعدني علـى هجرانِهـم
فــي اللّــهِ هجـرُ مجـانبٍ متـوارِ
واحـذرْ بنـي الدنيا وكنْ في غفلةٍ
عنهــمْ وجــانبْ كــلَّ كلــبٍ ضـارِ
واحفــظْ لصـاحبِكَ القـديمِ مكـانَهُ
لا تــتركِ الــودَّ القــديمَ لطـارِ
وإذا أســاءَ وفيـكَ حمـلٌ فاحتمـلْ
إنَّ احتمالـــكَ أعظـــمُ الأنصــارِ
سـارعْ إلى الفعلِ الجميلِ وقلِّدِ ال
أعنــاقَ حســناً فالزمــانُ عـوارِ
واجعـلْ إلـى الأُخرى بدارِكَ بالتُّقى
تغنـمْ فمـا الـدنيا بـدارِ بِـدارِ
واعمـلْ لتلـكَ الـدارِ ما هي أهلُهُ
عمـلَ المـداري أهـلَ هـذي الـدارِ
واقصــدْ فعـالَ المكرمـاتِ تبرعـاً
فالمكرمـــاتُ حميـــدةُ الآثـــارِ
لا تأسـفنَّ لمـا مضـى واحـرصْ علـى
إصــلاحِ مــا أبقيــتَ باســتكثارِ
فالجـــاهلونَ بنــو كلابٍ عنــدَهُمْ
واليــومَ أهــلُ الفضـلِ آلُ يسـارِ
جـاورْ إذا جـاورْتَ بحـراً أوْ فـتى
فالجــارُ يشــرفُ قــدرُهُ بالجـارِ
كـنْ عالمـاً فـي الناسِ أو متعلّماً
أو ســامعاً فــالعلمُ ثـوبُ فخـارِ
مــنْ كــلِّ فـنٍّ خـذْ ولا تجهـلْ بـهِ
فـــالحرُّ مطَّلــعٌ علــى الأســرارِ
وإذا فهمــتَ الفقـهَ عشـتَ مصـدَّراً
فــي العــالمينَ معظَّـمَ المقـدارِ
وعليــكَ بــالإعرابِ فــافهمْ سـرَّهُ
فالســرُّ فــي التقـديرِ والإضـمارِ
قِيَـمُ الـورى مـا يحسـنونَ وزينُهُمْ
ملَــحُ الفنــونِ ورقــةُ الأشــعارِ
واعمـلْ بمـا علَّمْـتَ فالعلمـاءُ إنْ
لــم يعملــوا شــجرٌ بلا إثمــارِ
والعلـمُ مهمـا صـادفَ التقوى يكنْ
كالريــحِ إذْ مــرَّتْ علـى الأزهـارِ
يـا قـارئَ القـرآنِ إنْ لـمْ تتبـعْ
مـا جـاء فيـه فـأينَ فضلُ القاري
وسـبيلُ مـنْ لم يعلموا أنْ يحسنوا
ظنّــاً بأهــلِ العلــمِ دونَ نفـارِ
قـدْ يشـفعُ العلـمُ الشـريفُ لأهلـهِ
ويُحِـــلُّ مبغِضــَهُمْ بــدارِ بــوارِ
هـلْ يسـتوي العلمـاءُ والجهّالُ في
فضـــلٍ أم الظلمـــاءُ كــالأنوارِ
احـرصْ علـى إخمـالِ ذكـرِكَ في غنى
وتمــــلَّ بـــالأورادِ والأذكـــارِ
ما العيشُ إلاّ في الخمولِ معَ الغنى
وفــي الاشــتهارِ نهايـةُ الأخطـارِ
واقنـعْ فمـا كنـزُ القناعةِ نافداً
وكفــى بهــا عــزّاً لغيـر ممـارِ
واســألْ إلَهــكَ عصــمةً وحمايــةً
فالســـيئاتُ قواصـــفُ الأعمـــارِ
وإن ابتليــــتَ بزلــــةٍ وخطيئةٍ
فانـــدمْ وبادرْهــا بالاســتغفارِ
إيــاكَ مـنْ عسـفِ الأنـامِ وظلمِهِـمْ
واحـذرْ مـنَ الـدعواتِ فـي الأسحارِ
وتجنَّــبْ الســلطانَ غيــرَ مقـاطعٍ
وإذا ســطا فحــذارِ ثــمَّ حــذارِ
أطـلِ افتكارَكَ في العواقبِ واجتنبْ
أشــياءَ محوجــةً إلــى الإعــذارِ
ودعِ الــورى وسـلِ الـذي أعطـاهمُ
لا تطلــبِ المعــروفَ مــنْ إنكـارِ
جمـدَ النـدى لـبرودةِ الكُبَرا وما
جمــدَ النــدى لــبرودةِ الأشـعارِ
لــمْ يبــقَ خـلٌّ للشـدائدِ يُرتجَـى
فــي نشــرِ إحســانٍ وطــيِّ عـوارِ
مــنْ أيــنَ يوجــدُ صـاحبٌ متحسـِنٌ
للخيــــرِ أو زارٍ علـــى الأوزارِ
احــذرْ عــدوَّكَ والمعانــدَ مــرَّةً
واحـذرْ صـديقَ الصـدقِ سـبعَ مـرارِ
فالأصــدقاءُ لهــم بســرِّكَ خــبرةٌ
ولهــم بــهِ ســببٌ إلـى الإضـرارِ
واصـبرْ علـى الأعـداءِ صـبرَ مـدبِّرٍ
قــدْ أظهـرَ الإقبـالَ فـي الإدبـارِ
كـمْ نـالَ بالتـدبيرِ مَـنْ هو صابرٌ
مــا لــمْ ينلْــهُ بعســكرٍ جـرارِ
الـدينُ شـينُ الـدينِ قـالَ نبينـا
فتــوقَّهُ واصــبرْ علــى الإقتــارِ
دارِ العـدى مـنْ أهـلِ دينكَ جاهداً
مــا فـازَ بالعليـاءِ غيـرُ مُـدارِ
أمــا النصـارى واليهـودُ فخصـَّهُمْ
بـــالمقتِ فــي الإعلانِ والإســرارِ
أفيضــمرونَ لمســلمٍ حبــاً وقــدْ
شــرقوا ببغــضِ محمــدِ المختـارِ
وإذا رأيــتَ الضــيمَ مشـتداً فلا
تلبــثْ وحـاولْ غيـرُ تلـكَ الـدارِ
أيقيــمُ حيــثُ يضــامُ إلاّ جاهــلٌ
قــدْ عــادلَ الأشــرارَ بالأخيــارِ
لا تـودعِ السـرَّ النساءَ فما النسا
أهــلٌ لمــا يُــودَعْنَ مِـنْ أسـرارِ
كيــدُ النســاءِ ومكرُهُــنَّ مــروِّع
لا كـــانَ كـــلُّ مكايـــدٍ مكّــارِ
إنْ كــنَّ خلاّتِ الشــبيبةِ والغنــى
صـِرْنَ العـدى فـي الشـيبِ والإعسارِ
أقلــلْ زيــارةَ مَـنْ تحـبُّ لقـاءَهُ
إنَّ الملالَ نتيجـــــةُ الإكثــــارِ
لا تكــثرنْ ضـحكاً فكـمْ مِـنْ ضـاحكٍ
أكفـــانُهُ فــي قبضــةِ القصــّارِ
كــم حاسـدٍ كـم كـائدٍ كـم مـاردٍ
كــم واجــدٍ كــم جاحـدٍ كـم زارِ
لــولا بنـاتي مـتُّ مِـنْ شـوقٍ إلـى
مـــوتٍ أُراحُ بــهِ مــن الأشــرارِ
يــا ربُّ أشـكو مـنْ بنـاتي كـثرةً
وأبـو البنـاتِ يخـافُ ثـوبَ العارِ
واللــهُ يرزقنــي بهــنَّ وإنمــا
أرجــو لهــمُ الســترَ مِـنْ سـتّارِ
يــا ربُّ إنَّ بقــاءَ بنــتٍ فــردةٍ
كــافٍ كــذاكَ اخــترْتَ للمختــارِ
يـا ربُّ فـارزقهنَّ قـربَ جـوارِ مَـنْ
شـــتّانَ بيــنَ جــوارِهِ وجِــواري
أتــرى أُســرُّ بـدفنِ بنـتٍ قـائلاً
اللـــهُ جــارُكِ إنّ دمعــي جــارِ
فبنــاتُ نعــشٍ أنجــمٌ وكمالُهــا
بــالنعشِ فــاطلبْ مثلَـهُ لجـواري
أقسـمتُ مـا دفنـوا البناتِ تلاعباً
دفنــوا البنـاتِ كراهـةَ الأصـهارِ
يـا لائمـي فـي تـركِ أوطـاني لقدْ
بــالغْتَ فــي الإعــذارِ والإنـذارِ
أصــلي تــرابٌ والأنــام بأسـرِهمْ
لـــي أقربـــونَ فكــلُّ أرض داري
أأطيــلُ فــي أرضٍ مقــامي لاهيـاً
وقــرارُ داري غيــرُ دارِ قــراري
مَـنْ كـانَ للجيـرانِ يومـاً مسـخِطاً
فأنــا لمــا يرضـاهُ جـاري جـارِ
أَمِنَتْنِــيَ الجــاراتُ تجربـةً فمـا
يســبلْنَ دونَ لقــايَ مِــنْ أسـتارِ
عجــبي لشـاربِ خمـرةٍ مـا خـامرتْ
لـــبَّ امـــرئٍ إلاّ عرتْــهُ بعــارِ
أنفَــتْ مِـنَ العصـَّارِ وهْـو يـذلُّها
دوســاً فقــدْ ثـارتْ لأخـذِ الثـارِ
يــا ربَّ أمــردَ كـالغزالِ لطرفِـهِ
حكــمُ المنيـةِ فـي البريـةِ جـارِ
تـــأليفُ طرَّتِــهِ ونــورُ جــبينِهِ
تــأليفُ مــاءِ خــدودِهِ والنــارِ
ومعــذَّرٍ كالمســكِ نبــتُ عــذارِهِ
والخــالُ فهْــوَ زيــادةُ العطّـارِ
وبديعـةٍ إنْ لـمْ تكـنْ شـمسَ الضحى
فــالوجهُ منهــا طــابعُ الأقمـارِ
أعرضــْتُ إعــراضَ التعفّــفِ عنهـمُ
وقطعـــتُ وصــلَهمُ وقــرَّ قــراري
مــا ذاكَ جهلاً بالجمــالِ وإنمــا
ليــسَ الخنـا مِـنْ شـيمةِ الأحـرارِ
إنْ أبـقَ أوْ أهلَـكْ فقدْ نلتُ المنى
وبلغتْــتُ ســؤْلي قاضـياً أوطـاري
وحــويتُ مـنْ علـمٍ ومـنْ أدبٍ ومـن
جــاهٍ ومــن مــالٍ ومــنْ مقـدارِ
ورأيـــتُ بالأيــامِ كــلَّ عجيبــةٍ
وســئمت مــن صــفوٍ ومـن أكـدارِ
وعلمــتُ أن النـاسَ بالأقـدارِ قـدْ
أُعطـوا ولـم يُعطَـوا علـى الأقدارِ
فموفــقُ الحركــاتِ لا يرجــو ولا
يخشــى ســوى ذي العـزَّةِ القهـارِ
واللّـهِ لـو رجـعَ الكـرامُ ودهرُهُمْ
عرضــاً وعــادتْ دولــةُ الأخيــارِ
لأنفْــتُ مِــنْ مـدحي لهـم متكسـِّباً
فالكســبُ بالأمــداحِ ثــوبُ صـَغارِ
أَأُعــدُّ مــنْ قصـّادهم طلبـاً لمـا
يفنــى وتبقــى وصــمةُ الأخبــارِ
أيـنَ الكـرامُ وأيـنَ أهـلُ مدائحي
غيــرُ النــبيِّ الطـاهرِ المختـارِ
عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس أبو حفص زين الدين بن الوردي المعري الكندي.شاعر أديب مؤرخ، ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج وتوفي بحلب.وتنسب إليه اللامية التي أولها:(اعتزل ذكر الأغاني والغزل)ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه، وكانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضات شعرية لطيفة وردت في مخطوطة ألحان السواجع.من كتبه (ديوان شعر - ط)، فيه بعض نظمه ونثره.و(تتمة المختصر -ط) تاريخ مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي جعله ذيلاً، لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له.و(تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - خ) نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو، و(الشهاب الثاقب - خ) تصوف. وغيرها الكثير.