
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا مـدحوا أهـلُ القريض ملوكَهُمْ
رجــاءً لنَيْـل منهـمُ حيـنَ يُوفَـدُ
وقـد قرعـوا أبـوابَهُم وتضـرَّعُوا
وصـــَدَّهُمُ حُجَّـــابُهُمْ وتَـــردَّدُوا
وقـد مـدحوهم بالـذي ليـس أهلُه
علـوّاً وإفكـاً منهـمُ حيـن يُحْمَـدُ
وآبُــوا بحرمــانٍ ونَــزْرِ عطيـةٍ
تزيـــدهمُ فقــراً وذلاًّ تقلــدوا
قرعـتُ لبـابِ الواحـدِ الأحد الذي
له المنُّ والفضل العظيمُ المُسَرْمَدُ
فـأُبْتُ وكـمْ لـي مـن مَديدٍ ونعمةٍ
يمـوتُ بهـا الحَّـادُ غيظـاً ويكمُدُ
فبــاطنُه منهـا وأخـرى تظـاهرتْ
علـــيَّ فلا تُحْصـــَى إذاً وتُعَــدَّدُ
تعـالى إلـهٌ مالـكُ الملـك قاهرٌ
تبـارك مَـنْ سـُلطانُهُ ليْـسَ ينفَـدُ
تســبِّحُهُ السـبعُ العُلاَ ثـم أَرْضـُهُ
ومَـنْ فيهمـا طوعـاً وكرهاً وتَسْجُدُ
دعَـا الأرضَ والسبعَ السموات دعوةً
أتـتْ طائعـاتٍ أمـرَهُ وهـي تُرْعَـدُ
لـه الملا الأعْلَـى ركوعـاَ وسـُجَّداً
لهــمْ زجــل فــي حمـده يتصـعَّدُ
لـه عَجَّـت النيـرانُ رُعْبـاً وخِيفَةً
يســبِّحُهُ البحـرُ العظيـمُ ويُزْبِـدُ
تســبِّحُهُ ســُحُبُ السـَّما مُتَراكِمـاً
كـذا الوابـلُ المُغْدَوْدِقُ المتهدِّدُ
كذا البرقُ بالتسبيح أبْدَى تبَسُّماً
كـذا الرعدُ في تسبيحه حين يَرْعَدُ
لقـد خلـق العـرش العظيم بلطفه
فســبحانَ مـن فـي ملكْـهِ متفـرِّد
وقــد حملــتْ عــرش الإلـه ملائكٌ
عبــادتُهم فــي حَمْلِـهِ والتَّعَبُّـد
بقــدرته الأفلاكُ دارتْ فمـا ونَـتْ
نهـارٌ وليـلٌ حالـكُ اللـون أَسودُ
فمـا قبلَـه قبـلٌ ولا بعـدَ بعـدِهِ
علــى خلقِــه نعمــاؤُهُ تتجــدَّدُ
هـو الـدائمُ الباقي بغيرِ نِهايةٍ
وعيــدٌ لــه حَـقٌّ علينـا وموعِـدُ
ألا إنــه شــيءٌ فلا شــيءَ مثلُـهُ
وليــس لــه ضــدٌّ وعــونٌ مُؤَبَّـدُ
لهـذا فَوَالِ الحمدِ إنْ كنتَ حامداً
ودَعْ مـا سـواهُ فهـو تِـرْبٌ وجَلْمَدُ
وهـل يسـتحقُّ الحمدَ مَنْ كان حالُهُ
علـى ضـَعْفِه بيـنَ البريـة يشـهَدُ
عليـكَ بتَقْـوَى اللـهِ والزُّهدِ إنَّهُ
بأفعالهـا تَشـْقَى الرِّجـالُ وتسعَدُ
فـدَعْ هـذه الدنيا ونافِسْ لغيرها
لعلّــكَ فـي دار السـعادةِ تَخْلُـدُ
فمـا هـي إلا مثـلُ أضـغاثِ هـاجعٍ
وطيــفٍ أتـاه زائراً حيـن يَرْقُـدُ
أمـا إنهـا سـجنُ اللبيب حَيَاتُهَا
وللجاهــل المغــرور ظِـلٌّ مُمَـدَّدُ
وصـلَّي علـى المختـارِ مَوْلايَ كلَّمَا
تمــايَسَ غُصــنٌ بالحمـائِمِ أملَـدُ