
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقــول وقــولي للمكــارم جـامعُ
فمــن يتبعــه فهــو للـهِ طـائعُ
فلا تظلمــنْ مثقــالَ ذرةٍ واعملـنْ
ليــوم بــه كــلٌّ لمــولاهُ هـاطعُ
وربـــكَ نزهـــهُ ووحِّـــدْهُ إنَّــهُ
قــديمٌ وخيـرٌ حافظـاً وهـو رافـعُ
وكــن شـاهداً أن الرسـول محمـداً
بشـــيرٌ نــذيرٌ للضــلالةِ قــامِعُ
ومــا جاءنــا مـن مُجْمَـل ومفسـر
بــه فهــو حـق مـن إلهـك واقـعُ
وإن الفنـا والبعـثَ حـقٌّ نراهمـا
وإن جميــعَ الخلــقِ للــه راجـعُ
وذا الخلــقِ حزبـان فحـزبٌ لجنـة
وآخــرُ تغشــاهُ لظــى والمقـامعُ
فيحظـى مطيـعٌ بـالثواب ومـن عَصَى
فنـــارٌ وحيَّـــاتٌ لهــنَّ يُضــاجعُ
فــأدِّ أخــي للفــرض أولَ وقتــه
فنعــمَ امـرؤٌ بالـذلِّ للـه راكـعُ
وأدِّ زكــاة المـال يَنْمُـو قليلُـه
فـذو المـالُ بالتطهير نامٍ وطالعُ
ألا فــاقرأ لاقـرآن تُهْـدَى برُشـْدهِ
ففيـهِ الهُـدَى نـورٌ من الله ساطعُ
ودعْ عنــك عصـياناً وغيبـة مـؤمن
وصـلْ كـل أرحـام ومـن هـو قـاطعُ
ولا تقتلـنَّ النفـس ظلمـاً وجـانبنْ
جميــع الخطايـا لا يغرَّنْـكَ خـادعُ
وبـالعرف آمِـرْ وانْـهَ عن كلِّ منكرٍ
وسـارعْ إلى الخيرات معْ من يسارعُ
وثــقْ واعتصـم بـالله ربـك إنـه
فمـن يعتصـمْ بـه تخفـه المصـارع
ولُـذْ وتوكـل واسـأل اللـه فضـله
فمــا للــذي يعطـى إلهُـكَ مـانعُ
وقـمْ وادْعُ ربّـاً بـالغنى متكرِّمـاً
فلا خـاب مَـنْ بـابَ المهيمـن قارعُ
وتُـبْ وابتهـلْ واسـأل إلهـك رحمةً
ودمعـك خوفـاً مـن أماقيـك هـامع
وذنبَـكَ لا تنسـاه فـالعمرُ قد مضى
فشـمِّرْ فمـا دهـر الشـبيبة راجـعُ
ولا تنـسَ ذكـر الموت واذكر هجومَه
وأنــت بروضــاتِ الأمــانيِّ راتـعُ
ولا تجمــع الأمــوال فهــي رزيّـةٌ
إذا حــلَّ أمــر مـن إلهـك واقـعُ
ومهمـا جمعـتَ المـالَ قـدِّمْهُ ذُخْرَةً
فـإنَّ الفـتى المحرومَ للغير جامعُ
ولا تَثِقَــنْ بالغانيــات وإن حكـت
شموســـاً عليهــا أدرعٌ وبراقــع
فمــا هــي إلا جنــد كــل رزيـةٍ
وللحــادثِ الآتــي ســيوفٌ قواطـعُ
وعاتقُـــك المهــزولُ لا تحملنَّــه
بمـا لـم تُطِـقْ فالدربُ وعر وشاسع
ولا تغـترر بالمـال إن عال زائداً
ولا تنـس يومـاً أنـت بالمال ضالع
ويكفيـك مـن كـل العلـوم وجمعها
اقتنـاؤك علمـاً فـي مماتـك نافع
وإن كنـت ذا ملـك فبالعدل فاحمه
ليبقـى ولـم يطمـعْ بملكـك طـامعُ
فمهمـا جعلـت العدل للجند قائداً
فجنــدُكَ منصــورٌ وســيفك قــاطعُ
ومهما اصطنعتَ الجَوْرَ فالنصرُ خاذلٌ
فلا الجنـدُ تحمى والرماحُ الشوارعُ
وبـادرْ ولا تخـشَ المنـونَ فكم ترى
جبانــاً بـه سـهمُ المنيـة واقـعُ
فلا تطلبــنْ إلا مــن اللـه نصـرةً
فمـا مـن مُـذِلٍّ مـن له اللهُ مانعُ
ولا ترتـدي بـالكبر تبقـى معظمـاً
عزيـزاً فـإن الكـبر للمـرء واضعُ
ولا تــكُ للإخـوان فظّـاً وضـع لهـم
جناحـاً فيـا نعمَ الفتى المتواضعُ
ودعْ حربـكَ السلطانَ والجار مُعرضاً
وكـن حارمـاً فـالحزمُ للمرء نافعُ
ودعْ كـلَّ حـربٍ حيـث لم ترْجُ نفعهَا
ولا تبـغ إن البغـي للمـرء صـارعُ
وللضـيف أكـرمْ لا تخـف قـط فاقَـةً
فللــه فضـلٌ فـي الـورى وصـنائعُ
ولا تخــش إقتــاراً وربَّـك فـاتَّقِي
فللمتقِــي فضـلٌ مـن اللـه واسـعُ
ومالــكَ صـُنْه بعـد إخـراجِ واجـبٍ
بتضـــييعه لا شـــكَّ قــدرك ذائعُ
ألا واقتصـد واقنـع تعـش متيسـِّراً
فمـا احتاج يوماً في البرية قانعُ
ونفسـَك صـُنْهَا عـن هواهَـا وزُمَّهـا
زمـامَ التُّقَـى عـن غيِّها فهو رادعُ
ولا تحســـدنْ إن الحســودَ لغُمّــةٌ
أســيرُ حزيــنٍ قـارنته الفجـائع
ولقلاقُـك احفظـه ففـي الصمتِ راحةٌ
ولا تُفْــشِ ســرّاً مــن لسـرك ذائعُ
وخارمـك اعـطِ واعـفُ عـن كل ظالمٍ
تعــش للثَّنــا أهلاً وفضـلك شـاتعُ
وَلِـنْ وتغضـَّبْ واعفُ واصفحْ ودارِ مَنْ
يصـانعُ فـي الأشـياء مـن لا يصانعُ
وإن نـابَ خطبُ الدهرِ لم تَبتئس به
ولا تجزعـنْ فـالله مـا شـاءَ صانع
وإن قـويَّ القومِ ذو العزمِ والحجى
علـى حادثـات الـدهر لا شـك صارع
وأخســرُ كــلِّ الفــاجرينَ بضـاعةً
لَمَــنْ هـو أخـواهُ بـدنياهُ بـائع
وأَكــذَبُ ظنّــاً مَـنْ يُرَجِّـي مثوبـةً
وفـي مجلـس الأهـواءِ والغـيِّ كارعُ
فمـن يرتعـي روضَ الأمـاني فهـازلٌ
مـدَى الـدهرِ والأيـام طـاوٍ وجائعُ
فهــاك مَقَــالاً كــالعقيقِ نظـامُه
فمـــن يتحلاَّهُ أتتْـــهُ المنــافعُ
هـــاكَ دواءَ الســَائِغين شــرابَه
فمــن سـاغهُ فهـو السـلامةَ جـارعُ