
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنــــو آدَمِ بـــالعواقب قـــد دَرَوْا
بكَـوْا دمـعَ دمٍّ واسـتقامُوا ومـا سهَوْا
ولكنهــــم فـــي غفلـــةٍ قَرْقَفِيَّـــةٍ
ســُكارىَ حَيَـارَى فـي سـُمُودٍ ومـا دروا
ولــو علمــوا بعـد الممـات مصـيرَهُم
لمــا جمعُــوا للقـبرِ مـالاً ولا جَنَـوْا
ولا نافسـُوا فـي ذي الحيـاةِ وكـالَبُوا
ولا غفلــوا مــن فعـلِ خيـرٍ ولا لَهَـوا
فــأين ملــوكُ الأرضِ بـل أيـن جمعُهـمْ
وأتْبــاعُهمْ هـل لا تَقَضـَّوْا وقـد مَضـَوْا
أتــاهمْ حِمَـامُ المـوتِ فـارفضَّ جمعهـم
فلـم تُغْنِ عنهم ما أفادُوا وما احتَوَوا
ولــم تُغْــنِ عنهــم خَيْلُهُـمْ وجنـودُهُمْ
ومــا شــيَّدُوهُ مـن قصـورٍ ومـا بنَـوْا
كــأنهمُ لــم يَحْيَــوْا بــالأمْس بَهجـة
ومـا سـحبُوا ذيـلَ الشـبابِ ومـا عَلَوْا
ولا نَعِمُـــوا فيهـــا بأكــلٍ ومشــربٍ
ولا عــانقوا الأبكـار فيهـا ولا سـَلَوْا
ومــا دوَّخــوا مشــرقَ البلاد وغربَهـا
ولا أنهــم جاسـُوا الديضـار ولا سـَبَوْا
فأضـحوا رفاتـاً فـي الـترابِ رهائِنَـا
بمــا عملـوا مـن سـيئاتٍ ومـا جَنَـوْا
ولـو لـم تكنْ عقبى سِوَى الموتِ والرَّدَى
كفــى رادعــاً للمــوقنينَ ومـن دروا
وحســـبُهمُ ســُكْنَى اللحــودِ نوائبــاً
وتكـديرُ صـفوِ العيـشِ يومـاً وما هَنَوْا
فكيــف وبعــدَ المــوتِ نــارٌ وجنَّــةٌ
وحَشــْرٌ يَشـِيبُ الطفـلُ منـه ومـا دَرَوْا
هنالــكَ حكْــمُ العــدلِ لا جَـوْرَ عنـده
يَـروْنَ الـوَرَى مـا قَـدَّمُوهُ ومـا سـعَوْا
لقــد خَـابَ ظـنُّ المبطلِيـنَ وقـد بَـدَا
لهـمْ غيـرُ مـا قـد أَمَّلُـوهُ ومـا رَجَوْا
لقــد شــهدتْ منهــمْ جلــودٌ عليهــمُ
وقـد كـذَّبَتْ منهـم أباطيـلُ مـا ادَّعَوْا
فللمخلصــــين الطـــائِعين لربِّهـــم
جنـانٌ بهـا مـا يبتغـنَ ومـا اشـتَهَوْا
فَهُــمْ بيــنَ أنهــارٍ وحــورٍ خــرائَدٍ
لهم ما اشتهتْ فيها النفوسُ وما ادَّعَوْا
وللكــــافرينَ الجاحــــدينَ جهنـــمٌ
فيـا بئسَ مثـوَى الظـالمينَ ومَـنْ عتَوْا
فســـوفَ يَعَـــضُّ الظـــالمونَ أكُفّهُــمْ
علـى مـا أتَـوْهُ مـن قبيـح ومـا جَنَوْا
ألا إنمـــا الحســنى جــزاءٌ لمحســنٍ
ويجـزى البُغَـاةُ المعتدينَ بما اعتَدَوْا