
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَمَــامُ لِثَــامِ حَـطَّ عَـنْ بَـرْقِ مَبْسـَمِ
عَــدِمْتُ لَــهُ رُوحِـي عَلَـى دَوْرِ دِرْهَـمِ
وَآسُ عِــــذَارِ دَبَّ فِـــي وَرْدِ خَـــدّهِ
ذكَــرْتُ بِـهِ وَشـْيَ الرَّبِيـعِ المُنَمْنَـمِ
وصــبحَ جَبِيــنٍ لاَحَ فــي لَيْــلِ طَـرَّةٍ
كَمَـا لاَحَ فِـي الهَيْجَـاءِ بَـارقُ مِخْـذَمِ
ونرجــسُ لحـظٍ بَـانَ فِـي بَـانِ قامـةٍ
لِيُبْــدِي ســِنَاناً فَــوْقَ رُمْـحٍ مُقَـوَّمِ
وَخِيلاَنُ جيـــدٍ وَاضــِحٍ خِلْــتُ أنهَــا
بَقَايَــا خِضــَابٍ فَـوْقَ كَـافورِ مِعْصـَمِ
بِرُوحِــيَ مَــنْ خَــطَّ العِــذَارُ بِخَـدّهِ
خُطُوطــاً كَتَخْطِيــط الـرّدَاءِ المُرَقَّـمِ
لَـهُ قَامَـةٌ صـَلَّى لَهَـا الغصـنُ مُذْعِناً
فَأصــبحَ يُــدْعَى بِالمُصــَلِّى المُسـَلِّمِ
حَمَــى وَجْهَــهُ عَنَّــا بِــأرْقَمِ جَعْـدِهِ
وَلَــمْ أدْرِ أنّ الـروضَ يُحْمَـى بِـأرْقَمِ
وَنَعَّمَنِــي نُعْمَــانُ خــدَّيه إذْ غَــدا
يُعَــذّبُ قَلْبِـي فـي الهَـوَى بِـالتَّنَعُّمِ
وَأســـْكَرَ قَلْبِـــي لحظُــهُ بِمدامــةٍ
ســقَاهَا عُيُـونِي فـي كُـؤُوسِ التَّلَـوُّمِ
وَوَلَّــدَ لِــي خَــطُّ المُنَجِّــمِ شــَكْلَهُ
نَقِيَّــاً فَقُـلْ فـي صـدق خـطّ المُنَجِّـمِ
لِشـَمْسِ مُحَيَّـاهُ اغْتَـدَى الخَـالُ عَابِداً
فَصــُيِّرَ مِنْهَــا خَالِــداً فِــي جهنّـمِ
وَكَـمْ خُضـْتُ نَـاراً فَـوْقَ نبـتِ عِـذَارِهِ
غرامــاً بريحَــانٍ نَمَـى فـوْقَ عَنْـدَمِ
وَكَــمْ جحــدتْ عَيْنَـاهُ قتلـيَ عَامِـداً
ووجنتــهُ الحَمْـرَاءُ تُخْبِـرُ عَـنْ دَمِـي
أعَــاذِلُ فِيــهِ لَسـْتُ وَاللَّـه سـَامِعاً
وَإنْ كُنْــتُ عَيْــنَ السـَّامِعِ المُتَفَهِّـمِ
فَــدَعْ عَنْـكَ لَـوْمِي وَاطَّرِحْنِـي فَـإنّني
تَحَقَّقْــتُ أنَّ الغِــشَّ فـي نُصـْحِ لُـوَّمِي
وَمِمَّـــا شــَجَانِي أن طرفِــيَ ســَاهِرٌ
عَلَــى مُقَــلٍ دُعْــجِ النَّــوَاظِرِ نُـوَّمِ
تَقَســَّمْنَ أعْشــَارَ الفُــؤَادِ عَنِيمَــةً
كَمَــا قَســَمَ الفُتَّـاكُ أمْـوَالَ مَغْنَـمِ
أمَــا وَدُمُــوعٍ مِــنْ مَحَــاجِرٍ مقلـةٍ
عَلَـى صـحنِ خـدً تَمْـزُجُ المَـاءَ بِالدَّمِ
لَقَـدْ هَـاجَنِي مـن مِنْبَـرِ الأيْـكِ صَائِحٌ
فَيَــا لفَصــِيحِ هَــاجَهُ صـَوْتُ أعْجَمِـي
كَمَــا ذَكَّرَتْنِــي بِــالعَقِيقِ مَــدَامِعٌ
نَثَـــرْنَ لآلِــي كَالجُمَــانِ المُنَظَّــمِ
خَلِيلَــيَّ وَالأشــْوَاقٌ تَــرْوِي حَـدِيثَهَا
مُسَلْســِلَةً مَــا بَيْــنَ فَــذّ وَتَــوْأمِ
عَلَـى ارْسـُمٍ قَـدْ غَـابَ عَنْهَـا حَبيبُهَا
قِفَـا نَبْـكِ مِـنْ ذِكْـرِي حَبِيـبٍ وَأرْسـُمِ
سـَقَا الطَّـرْفُ وَادِي مِصْرَ طوفَانَ أدْمُعِي
وَحَــامَ عَلْيهَــا نَــوْءُ تَــمِّ وَمُـرْزِمِ
وَقَـادَ إلَيْهَـا الرّيـحُ فـي كُـلّ بُرْهَةٍ
نَجَــائِبَ غَيْــمٍ بَيْــنَ بِكْــرٍ وَأيِّــمٍ
فَكَــمْ فـي حِمَاهَـا مِـنْ فُـؤَادٍ مُعَـذَّبٍ
وَكَــمْ فـي ذُرَاهَـا مِـنْ مَشـُوقٍ مُتَيَّـمِ
مرَاتـــعُ غـــزلانٍ وَمَغْنَــى حَمَــائِمٍ
ودوحـــةُ أغْصـــَانٍ وَهَــالاَتُ أنْجُــمِ
وَمَســـْحَبُ أرْيَــاحٍ وَمَجْــرَى ســَوَابِقٍ
وَأغْمَــادُ أســْيَافٍ وَأهْــدَافُ أســْهُمِ
وَمَبْـــرَكُ أنْضــَاءٍ وَمَلْقَــى ســَوَانِعٍ
ومجمـــعُ تَشــْتِيتٍ وَإيجَــادُ مُعْــدِمِ
وَلَمَّـا بـدا كسـرَى الضـّيَا فَوْقَ أشْهَبٍ
وَوَلَّــى نَجَاشــِيُّ الـدُّجَى فَـوْقَ أدْهَـمِ
تَــرَاءَتْ بِــأفْقِ الخَـدّ شـمسٌ تَحَجَّبَـتْ
بِســـَطْوَةِ غَيْـــرَانٍ وَغيــرة مُعْــدَمِ
غَزاليَّـــةُ الألحَلاظِ بَدْويَّــةُ الحَشــَا
عُذَيْبِيَّــةُ الألْفَــاظِ مِســْكِيَّةُ الفَــمِ
يَمَانِيَّـــةٌ طَرْفـــاً بِـــدَلّ مُجَمَّـــلٍ
حجَازيَّـــةٌ لُطْفـــاً بحُســـْن مُتَمَّــمِ
فَتَــاةٌ ســَرَى مِسـْكاً فَتِيـاً نَسـِيمُهَا
فَمِــنْ مُنْجِــدٍ مـنْ طِيـبِ ذَاكَ وَمُتْهِـمِ
رَنَــتْ وَســَطَتْ ألْحَاظُهَــا فَلأجْــلِ ذَا
أشـــَارَتْ بِطَـــرْفٍ ظَـــالِمٍ مُتَظَلِّــمِ
فلـم يَـرَ ذُو عينيـنِ مـنْ قَبْلِ شكلِهَا
هِلاَلاً يُرِيــكَ الظَّبْـيَ فِـي شـَكْلِ ضـَيْغَمِ
أُســِرْتُ بِهَــا فَاسْتَخْلَصــَتْنِي عِنَايَـةٌ
إلَـى كَـاتِبِ السـِّرّ الشـَّرِيفِ المُعَظَّـمِ
إمَــامٌ أجــلَّ اللَّــهُ فِينَـا مَكَـانَهُ
وَآثَـــرَهُ مِــنْ كُــلّ خُلْــقٍ بِــأعْظَمِ
وَرُوحٌ بَــدا فِــي جســمِ نُـورٍ يَمُـدُّهُ
ســَنَا شــمسِ علـمٍ مِـنْ سـماء معلِّـمِ
وشــمسُ عُلاً لا يُــدْرِكُ الطــرفُ شـَأوهُ
ولا يُهْتَـــدي مِنْــهُ ولا مِــنْ مُحَكَّــمِ
وَنجـمُ تُقـىً لَـمْ يُصـْدِرِ الأمْـرَ عَزْمُـهُ
بِمُقْتَضــَبٍ مِــنْ عَـاثِر الـرَّأيِ مُحْجِـمِ
وَغَيْــثُ نَـدىً تُزْجِيـهِ رِيـحُ ارْتِيَـاحِهِ
وَيُغْــرِي بِــهِ الطُّلاَّبَ بَــرْقُ التَّنَسـُّمِ
أغَــرُّ صــقيلُ الجســمِ يَهْتَـزُّ لِلْعُلا
ويَمْضــِي مَضــَاءَ المَشــْرَفِيّ المُصـَمِّمِ
لَقَـدْ أعْـذَرَتْ فِينَـا اللَّيَالِي وَأنْذَرَتْ
فَقُــلْ للعُقُـولِ اسـْتَأخِرِي أوْ تَقَـدَّمِي
تَلَقَّــتْ لِـوَاءَ الفَخْـرِ رَاحتُـهُ الَّتِـي
تَــوَلَّتْ بِنَـاءَ المَجْـدِ بَعْـدَ التَّهَـدُّمِ
فَتَـى العلـمِ وَالهَيْجَـا يُرَجَّـى وَيُتَّقَى
وَنُــورٌ مَتَــى يَقْـدَحْ بِزَنْـدَيْهِ يُضـْرِمِ
طَلُــوبٌ لأقْصــَى غَايَــةٍ بَعْــدَ غَايَـةٍ
بِشـــَوْكَة مِقْــدَامٍ وَإفْضــَالِ مُنْعِــمِ
بَعِيـدٌ عَـنِ الأقْـرَانِ أنْ يَلْحَقُـوا بِـهِ
إذَا سـَارَ فِـي نهـجِ المَكَـارِمِ يَرْتَمِي
وًفٍـي النَّـاس ِسـَادَاتٌ كَثِيـرٌ عديـدُهُمْ
عِظَــامٌ وَلَكِــنْ أعْظَــمٌ فَــوْقَ أعْظَـمِ
فَــتىً لَيْــسَ عليَــاهُ عَلَـى مُتَزْعْـزَعٍ
وَلاَ أكــرمُ الــدنْيَا عَلَيْــهِ بِـأكْرَمِ
هُـوَ الوَاحِـدُ العَـالِي عَلَى جِنْسِهِ وَمَنْ
يَــرُمْ شــِبْهَ عليــاهُ يَضــَلَّ وَيَظْلِـمِ
هُـوَ الزَّمَـنُ المَضـْرُوبُ لِلْحَـقّ مَوْعِـداً
وَمَــا زَالَ وَعْـدُ اللَّـهِ ضـربةَ مُحْكِـمِ
بِـهِ اعْتَصـَمَتْ مصـرُ التِـي لَمْ تَرُمْ بِهِ
بَــدِيلاً وَلَــوْ طَــالَ السـَّمَاءَ بِسـُلَّمِ
غمَـــامٌ لِظَمْـــآنٍ وأمـــنٌ لخَــائِفٍ
وغـــوثٌ لِمَلْهُـــوفٍ وَعَفْــوٌ لِمُجْــرِمِ
تَبَســـَّمَتِ الأيَّـــامُ عَـــنْ حَســَنَاتِهِ
وَيَــا طَالمــا وَافَــتْ بِـوَجْهٍ مُجَهَّـمِ
لَــهُ دَوْلَــةٌ أَرْبَـتْ عَلَـى كُـلّ دَوْلَـةٍ
بِمَــا شـِئْتَ مـن مَـالٍ وَجَـاهٍ وَمَقْسـَمِ
وَلِلــدَّهْرِ شــُحٌّ بِالْمَنِيَّــةِ وَالْمُنَــى
وَلَكِنَّــهُ مــن ســُحْب كَفَّيْــهِ يَنْهَمِـي
تخَــالُ يَــدَيْهِ لِلنِّــدَى عَشـْرَ أبْحُـرٍ
وَإنْ رُمْــتَ أضــْوَاءً فَعَشــْرَةَ أنْجُــمِ
وَلِلــدّينِ وَالـدُّنْيَا ابْتِهَـاجٌ ورفعَـةٌ
لِمُنْتَقِــمٍ لِلَّــه فِــي اللَّــهِ مُنْعِـمِ
هُمَـــامٌ إذَا ابْصــَرْتَ عِفَّــةَ نَفْســِهِ
قَضـَيْتَ علـى علـمٍ بزهـد ابـن أدْهَـمِ
حَــوتْ ملــكَ نعمَــانٍ وَعِــزَّةَ تُبَّــعِ
وَســـَطْوَةَ بَســـْطامٍ وَحِكْمَــةَ أكْثَــمِ
إذَا شــَامَتِ العَــافُون بَـارِقَ وَجْهِـهِ
فَيَــا فَوْزَهَــا مـن رَاحَتَيْـهِ بِمُسـْحِمِ
يُحَـــرّرُ كُتْبــاً أوْ يَجُــرُّ كَتَائِبــاً
لِتَشــْيِيدِ ملــكٍ أوْ لِتَبْييــنِ مُبْهَـمِ
وَتَســـْدِيدِ آرَاءٍ وَتَســـْكِينِ صـــَائِلٍ
وَتَأثِيــلِ عَلْيَــاءٍ وَتَفْرِيــقِ مَغْنَــمِ
لَــهُ العَلَـمُ الأعْلَـى الـذِي بِشـِيَاتِهِ
يُقَرْطِــسُ أغْــراضَ الصــَّوابِ المُحَكَّـمِ
إذَا مَا امْتَطَى الخَمْسَ البِحَارَ أسَالَهَا
لِصـــَحْبٍ وَاعْـــداءٍ بِشــَهْدٍ وعَلْقَــمِ
وإنْ وَشــَّحَ الأطْــرَافَ خِلْــتَ سـُطُورَهَا
أزَاهِـــرَ رَوْضٍ أوْ زَوَاهِـــرَ أنْجُـــمِ
بِخَـطّ كَمَـا وَشـَّى الحَيَـا حُلَـلَ الرُّبَى
وَلَفْـــظٍ كَــدُرّ العَــارِضِ المُتَبَســِّمِ
يَجُـــودُ عَلَـــى ســـُؤَّالِهِ بِنَــوَالِهِ
كَمَـــا جَــادَ نَهْلاَنٌ بِســَيْلٍ عَرَمْــرَمِ
وَبَســْتَعْبِدُ الســُّمْرَ القَنَـا بِيَرَاعِـهِ
فَيَــالَهُ مِــنْ لَيْــثٍ يَصــُولُ بِـأرْقَمِ
وَيُشــْهِرُ مِــنْ غِمْـدِ التَّفَكُّـرِ صـَارِماً
مِــنَ الـرَّأيِ لَـمْ يَنْـبُ وَلَـمْ يَتَثَلَّـمِ
أقَـامَ مُقَـامَ السـِّرّ فـي صـَدْرِ مُلْكِـهِ
وَقَــامَ بِأعْبَــاءِ اللِّــوَا لِلْمُيَمِّــمِ
وَجَــاءَ مَجِيــءَ الصـُّبْحِ يُبْـدِي أَشـعّةً
مِـنَ الرُّشـْدِ فـي وجْـهٍ من الغيّ مُظْلِمِ
وَكَــفَّ الــرَّدَى مِــنْ كَفِّــهِ وَلِسـَانِهِ
بِأمْضــَى غِــرَارٍ أوْ بِأنْفَــذ لَهْــذمِ
أنَــارَ مِـنَ الـدُّنْيَا بِـهِ كُـلُّ حَالِـكِ
وَســَارَ مِـنَ البُشـْرَى بِـهِ كُـلُّ مُحْجِـمِ
فَلاَ الطَّــالِبُ المُحْتَــاجُ مِنْـهُ بِـآيِسٍ
وَلاَ العَــائِدُ اللاَّجِــى إلَيْـهِ بِمُسـْلَمِ
تَجَســـَّمَ مِــنْ عَــدْلٍ لِنَصــْرٍ مُنَــزَّهٍ
وَهَلْـــكٍ حُلُـــولِيّ وَقَتْـــلٍ مُحَتَّـــمِ
يَــرَى أنَّ شــَمْلَ الـدّينِ غَيْـرُ مُجَمَّـعٍ
إذَا لَــمْ يَـرَ الإنْعَمـامَ غَيْـرَ مُقَسـَّمِ
نَهُــوضٌ بِخَيْــلِ اللَّـه يُرْكِضـُهَا إلـى
إزَاحَـــةِ ظلــمٍ أوْ إنَــارَةِ مُظْلِــمِ
بِكُــلّ صــَقِيلِ المَتْــنِ سـَالَ فِرِنْـدُهُ
وَلَكِـنَّ حُكْـم العَيْـنِ قَـالَ لَـهُ اضـْرِمِ
وَرَأيٍ إذا مَــا جُهِّــزَتْ عِنْــدَ رأيِـهِ
كَفَــى سـَعْدهَا عَـنْ كُـلّ لَيْـثٍ غَشَمْشـَمِ
وَوَجْـهٍ إذَا مَـا شـِمْتَ بَارِقَـةَ الضـُّحَى
وَكَــفٍّ إذَا حَــدَّثْتَ عَــنْ كَــفّ أسـْحَمِ
لَـــهُ مِــنْ مَســَاعِيهِ دُرُوعٌ حَصــِينَةٌ
تَقِيــهِ فَمَــنْ يَخْيـمَ مَعَـالِيهِ يُخْصـَمِ
ألَيْــسَ مِـنَ القَـوْمِ المُعَظَّـمِ بَيْتُهُـمْ
وَحَســْبُكَ مــنْ قَــوْم وَبَيْــت مُعَظَّــمِ
هُـمُ السـَّادةُ الأنصـَارُ وَالفئَةُ الَّتِـي
تَســَامَتْ بســَعْد بيــن طَــيّ وَجُرْهُـمِ
هُــمُ نَصـَرُوا حِـزْبَ النَّبِـيَ وَهَـاجَرُوا
وإنْ شـِئْت أنْ تَسـْتَعْلِمِ الكُتْـبَ تَعْلَـمِ
عَلَـوْتُمْ بِـهِ يَـا آلَ مُزْهِـرَ فَـارْتَقُوا
عَلَــى هَــامِ نَسـْرٍ لِلْمَعَـالِي وَمُـرْزِمِ
فَمِــنْ جُـودِكُمْ يَـا آلَ مُزْهِـرَ أزهَـرتْ
أفَـــانِينُ فَــرْعِ الآمِــلِ المُتَجَشــِّمِ
تَوَاضـــَعْتُمُ للــهِ شــُكْراً لأجْــلِ ذَا
تَعَــاظَمْتُمُ قــدراً عَلَــى كُـلّ أعْظَـمِ
وُقُـدْتُمْ إلَـى العَلْيَـا نَجَـائِب سـُؤْدَد
تُســـَاقُ بِعِــزّ بَيْــنَ فَــذّ وَتَــوْأمِ
وَجَرَّدْتُــمُ خيــلَ المَكَــارِمِ وَالسـُّرَى
فَمِــنْ مُسـْرَجٍ يُـدْنِي البَعِيـدَ وَمُلْجَـمِ
وَهَـــلْ أنتـــمُ إلاَّ لآلِـــي تَنَظَّمَــتْ
وَأنْــتَ لَعَمْــرُ اللَّـهِ وَسـْطَ المُنَظَّـمِ
فَــدُمْ فِــي أمَـان تَحْـتَ ظِـلّ رِعَايَـة
لِنُصـــْرَةِ مَظْلُـــومٍ وَثَــرْوَةِ مُعْــدِمِ
تَقِيــكَ المَعَــالِي وَالزَّمَـانُ وَأهْلُـهُ
بِأنْفُســِهَا وَالمَـالِ وَالـرُّوحِ وَالـدَّمِ
وســـَوَّغَكَ العِقْــدُ النَّفِيــسُ مَســَرَّةُ
وَمَلَّكَــكَ التَّمْلِيــكُ أمْــرَ التَّحَكُّــمِ
وَحَيَّـاكَ أفْـقُ السـَّعْدِ يَـا زَيْـنَ أوْجِهِ
بِنــورَيْهِ مــن شــَمْسٍ وَبَــدْرٍ مُتَمَّـمِ
فَقَـارنْت بَيْـن البَـدْرِ والشَّمْسِ حَافِظاً
قِرانَيْهِمَــا مــن نَحْــسِ كَيْـدٍ مُرجِّـمِ
وصـَّيرْتَ بَيْـتَ البَـدْرِ للشـَّمْسِ مَنْـزِلاً
وَأعْلَمْــتَ أنَّ البَـدْرَ لِلشـَّمْسِ يَنْتَمِـي
فَقَـرَّتْ ببـدر الـدين وَالملـكِ أَعْيُـنٌ
تَقيــهِ الـرَّدَى مـن عَيْـنِ وَاشٍ مُـذَمَّمِ
وَأصــْبَحَ لِلْخَــاصِ المُشــَرَّفِ نَــاظِراً
فَحَــلَّ مِــنَ العَلْيَــا مَحَـلَّ التَّقَـدُّمِ
فَبُـورِكَ مِـنْ فَـرْعٍ زَكَـا كَأصـْلِهُ الَّذِي
بِــهِ أزْهَــرتْ أفْنَــانُ عِيـدٍ ومَوْسـِمِ
وَدَامَ لَكُــمْ بَــدْراً وَدُمْتُـمْ لَـهُ عَلاً
تُحَــاطُ بِـهِ مِـنْ شـَرّ حَاسـِدِهِ الـذَّمِي
فَيَـا معـدن الحُسْنَى وَيا جوهر التُّقَى
وَيَـا مُلْتَجَا العافِي وَيَا مَوْثِلَ الحَمِي
لَــكَ اللَّــه إنِّـي لاَحِـقٌ بِـكَ فَـاتَّئِدْ
وَإنِّـــي مُطِيــعٌ لاحْتِكَامِــكَ فَــاحْكُمِ
وَدُونَـكَ بِكْـراً زَفَّهَـا الفِكْـرُ عَاتِقـاً
إلَــى خَيْــرِ بَعْــلٍ لا يَمِيــلُ لأَيِّــمِ
فَكَــمْ أبْهَجَــتْ مِــنْ ســَامِعٍ مُتَعَجِّـبٍ
وَكَــمْ أعْجبــت مِــنْ نَــاظِر مُتَوَسـمِ
وكَــمْ أبْـرزتْ مَعْنـىً دقِيقـاً رُواتُـهُ
رووْهُ لَنَــا عَــنْ كُــلّ قَــوْلٍ مُسـَلَّمِ
تُــزَانُ بِمَــدْحٍ حَيْــثُ تُـدْلِي بِصـُحْبَةٍ
وَتَحْظَــى بِبَــذْلٍ إذْ تَلُــوذُ بِــأكْرَمِ
تـرق لَهَـا الركبَـانُ شـَرْقاً وَمَغْرِبـا
فَمِــنْ مُنْجِــدٍ يُثْنِــى عليـكَ وَمُتْهِـمِ
فَلاَ تَنْــسَ لِــي هَـذَا الثنَـاءَ فَـإنَّهُ
لَخيــرُ ثنَــاءٍ قَـدْ فَغَـرْتُ بِـهِ فَمِـي
وَلاَ زلْــتَ تَرْقَــى لِلْعُلاَ مَــا تَـأوَّدَتْ
روَاقـــصْ أغْصـــَانٍ لِطَيْــرٍ مُهَيْنِــمِ
تَهَنَّـتْ بِـكَ العليَـاءُ يَـا ركـنَ عِزَّهَا
بطُــولِ بَقَــاءٍ فــي مَقَــامٍ مُعَظَّــمِ
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين.شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه.زار القاهرة أكثر من مرة.له (ديوان شعر - ط) (ومواهب البديع) و (جامع الأقوال في صيغ الأفعال) أرجوزة في الفرائض.(وتحرير الميزان) في العروض، (ونظم المغني) في النحو، و(نظم التلخيص) في المعاني والبيان.