
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد خـاض لـجَّ الحـب منـي فـتى غِـرُّ
وَشــبتُ فشــبتْ فـي ضـلوعي لـه جمـر
وقـد كـان لـي عـذر إذ الفَـوْدُ فاحمٌ
فمـا لـي وقـد لاح المشـيب بـه عُـذر
ومــا شــِبتُ مـن سـنّ ولكـن أشـابني
صـُروف زمـان سـوف يُلفـى بـه الجـبر
وإن زمانـــاً قــد أحــال شــبيبتي
لأجْــدَرُ أن يعـزى إلـى فعلـه الغـدْر
دع الـــدهر والأيــام وارق تكســباً
لِنيــل معــال عنـدها يُرفـع القـدر
ســأثني عنــاني المعــالي فــإنني
لِـيَ الصـيتُ فـي الأملاك والمحتد الحرُّ
عَجبــتُ مــن الأيــام تمنــع مَقصـدي
ومِـن دُون مـا تبغيـه مني هوى النسر
ألســتُ ســليل الصـّيد مـن آلِ حميـر
وخيــر ملــوك الأرض قومــاً ولا فخـر
لنـا المنصـب الأعلـى علـى كـل منصب
لنـا العـزة القعسـاء والغـرَر الغرّ
لنـا الهضـبة الشـماء سـامية الذُّرى
لنا الرايَةُ الحمراء يهفو بها النصر
لنـا الملـك والتمليك والعز والعلى
لنـا الجـبر والأعـدام والنفع والضر
مكــارم أعيــتْ كـلَّ مـن رام حَصـرها
وهيهـات مـا للشـهب فـي أفقهـا حَصر
علـى أن هـذا الـدهر مـا زال حاسداً
كمـا قـد علمتم مَن له الصيت والذكر
لـــذاك رمــاني بالبعــاد ســفاهةٍ
ولكــنَّ لا يبقــى علــى حالــةٍ دَهـر
فمـا طـال ليـل يُبصـر الصـبح إثـرَه
ولا ربـــع بعـــدهَ يهمـــل القطــر
ألا إنَّ لـــي قلبــاً يَحــنُّ لمــوطني
فيــاليتني لـو صـَدَّق الخـبرَ الخـبر
وكنـتُ امـرأ أهـوى الحسـان وطالمـا
سـَبتني بـه الهيفـاء والكاعبُ البكر
وكــم أســعفتْ بـالجود منـي مقاصـِدٌ
وقـــد كـــف معــتر وأمِّــنَ مُضــطر
كـذالك دَأبـي مُـذ طَمحـت إلـى العلى
وأغنــتْ عـن المهـد المحجلـةُ الغـر
ولــولا خيــالٌ مــن أمامــة طــارقٌ
لمـا كنـتُ أدري مـا التواصُلُ والهجر
عقيلــةُ خِــدر مــن ذُؤابــةِ غــالبٍ
لهـا النجـمُ شـنفٌ والجبينُ هو البدر
إذا لاح فـي الليـل البَهيـم جبينهـا
تقلــص ظــل الليـل وانفجـر الفجـرُ
هــي الشـمس وجهـاً والقضـيب تـأوداً
وريــمُ الفلا جيـداً ونفحتهـا الزَّهـر
فيحمــي حماهــا كــلُّ أبيــض ناصـع
وتمنـعُ عنهـا الـبيضُ والأسـَلُ السـمر
لقــد بَخلــتْ حــتى بِطيــف خَيالهـا
فلا وَصــْل لــي إلا التــوَّهم والفكـر
ويــا مُسـرفاً فـي عـذْله حَسـبك اتئد
ورقَّ لــذي وجْــد يَليــنُ لـه الصـخر
أتعـــذِلُ نضـــواً لا يصــيخُ لِعــاذِلٍ
سـِوىً عنـده التـأنيب والنهـي والأمر
تملكـــه مَـــن كــان يملــك رَّقــه
فيــا عجبــاً للأسـدِ تملكهـا العفـر
غزالــة إنــس مـن مراتعهـا الحشـا
وشــمسُ صــباح مـن مطالعهـا الصـدر
تــتيهُ علــى الأغصـان زهـواً بقـدها
وقـد كـلَّ عـن حمـل لأردافهـا الخصـر
تصــدُّ عــن الثغــر الشـنيب تَعـزُّزاً
مُرابــطُ ثَغــرٍ قصــدُه ذلــك الثغـر
أليـــس بمـــأجُور مُرابـــطُ ثَغــرة
فهــل لـيَ يومـاً مـن مراشـفها أجـر
فمنهــا كمــا شـاءت صـفاتُ جمالهـا
لنـا الصـدر والإخلاف والنـائل النزر
فهلا اقتــديتِ يــا أمامــةُ بالــذي
يـرى العهـد عهداً فالوفاء هو الذخْر
فـــإني وإن كنــتُ الممجــدَ أســرةً
وإن كـان أهـلُ الأمـر لـي فوقهم أمر
أميــلُ إلــى طيــفٍ يــؤنسُ وحشــتي
كمــا أنـس المضـني كتـابٌ لـه خَطـر
كتـاب أتـاني مـن حـبيب علـى النوى
تُجانســـه طيبــاً مراشــفك الحمــر
فســـكن بلبـــالي وأذهـــب غُلــتي
وبــرد أحشــائي وكــان بهــا جَمـر
ومــا كـان طِرْسـاً بـل ريـاضَ محاسـن
معــانيه أزهــارٌ كمائمهــا الحـبر
يوسف بن يوسف بن محمد الغني بالله.شاعر ملك من ملوك بني الأحمر تولى ملك غرناطة بعد أخيه محمد بن يوسف سنة (1407 - 1417)م وقد أخذ العلم والأدب عن عدد من المشايخ مثل المجتهد أبي عبد الله الشريشي وابن الزيات والقاضي الإمام محمد بن علي بن علاق وغيرهم.ويعتبر ديوانه تحفة نادرة وذخيرة ثمينة، وموضوعاته هي موضوعات الشعر العربي من الغزل والنسيب والوصف والحماسة والفخر والمدح والرثاء.(له ديوان شعر - ط).